تمام سلام في دافوس
علي حماده/النهار/23 كانون الثاني 2016
أحسن رئيس الحكومة تمام سلام بالمجيء الى دافوس- سويسرا للمشاركة في جانب من أعمال “المنتدى الاقتصادي العالمي” الذي يعتبر اللقاء الاقتصادي – السياسي السنوي الأهم في العالم، إذ يضم في عداد المشاركين أكثر من الف رجل اعمال عالمي معظمهم رؤساء الشركات الاكبر في العالم في جميع القطاعات، يضاف اليهم خمسمئة مسؤول رسمي من معظم دول العالم بينهم عدد كبير من رؤساء الدول، رؤساء حكومات ووزراء خارجية واقتصاد ومال وطاقة، فضلا عن رؤساء كبريات المؤسسات الاممية كافة. لذا كان حضور لبنان مهما، بل ضروريا، ليس على مستوى رئيس الحكومة فحسب بل ينبغي ان يقترن حضوره بترؤسه وفدا رسميا ينضم اليه ممثلون للقطاع الخاص بكل فئاته. فالمناسبة ثمينة جدا لبلد مثل لبنان كان دائما يعوّض صغر حجميه الجغرافي والاقتصادي بقوة حضوره في المحافل الدولية. طبعا ليس سلام الاول الذي تنبه للامر، بل كان سبقه الرئيس رفيق الحريري قبل أكثر من عقدين عندما ساهم في إطار منتدى دافوس مطلع التسعينات، ومن خلف الكواليس، في تنظيم ما يشبه المهرجان اللبناني بالتعاون مع مجموعة من رجال الاعمال اللبنانيين، ويومها كانت المقاطعة السورية مفروضة على لبنان الرسمي والخاص، بحجة أن دافوس منبر لـ”التعامل مع العدو الاسرائيلي”! طبعا كان المنع السوري وجها من وجوه الهيمنة على لبنان. وللتاريخ، كانت “النهار”، عبر جبران تويني والعبد الفقير، بدءا من 1995، أول من اخترق الحظر السوري علنا، بل ودعت، عبر مقالات تويني آنذاك القيادتين اللبنانية والسورية الى الكف عن ترك المنابر والمحافل الدولية مسارح مشرعة للاسرائيليين يسرحون ويمرحون فيها، معززين حضورهم، ومقدمين وجهة نظرهم في غياب لبنان وسوريا. وللتاريخ ايضا، نشهد ايضا للرئيس نجيب ميقاتي انه تنبه مبكرا لاهمية المشاركة في أعمال منتدى دافوس، بداية كرجل أعمال مستقل، ثم كرئيس حكومة بين 2011 و2013. بناء على ما تقدم نقول ان سلام أحسن بالحضور. لكن تبقى لنا ملاحظتان نوجههما له بكل صراحة ومحبة: الاولى انه كان اجدى له ان يختار مواضيع الندوات التي شارك فيها بعناية اكبر. فالاطلالة الاولى له في ندوة صباح البارحة الى جانب رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي بعنوان “أمن الشرق الاوسط وشمال افريقيا”، كان يمكن الاستعاضة عنها باطلالة في ندوة أول من امس الى جانب الملكة رانيا العبدالله، وموضوعها قضية اللاجئين من زاوية دول الجوار السوري التي تتحمل العبء الاكبر من اللاجئين. ومؤسف ان يكون لبنان قد غاب، فيما كانت الملكة رانيا نجمة الندوة والى جانبها وزير الخارجية التركي! وكانت الندوة حاشدة كما ونوعا وتأثيرا، طرحت خلالها مطالب دول الجوار السوري وحاجاتها. وركزت الملكة رانيا على نقطة مهمة مفادها ان الاردن لا يريد مساعدات، بل استثمارات طويلة الامد، لكون الازمة طويلة… الملاحظة الثانية للرئيس سلام، انه بالرغم من موقفه المشرف بالنسبة الى الخلاف العربي – الايراني، كان في غنى عن اصطحاب وزير الخارجية جبران باسيل بعدما تحولت وزارته فرعا لوزارة الخارجية الايرانية!