الياس الزغبي: ورقة التفاهم بين عون ونصرالله بالغة الخطورة
٥ شباط ٢٠١٦
رأى عضو الأمانة العام لـ”14 آذار” الياس الزغبي أن “ورقة التفاهم” بين عون ونصرالله “بالغة الخطورة”، وقال لـ”النهار” في حديث لمناسبة الذكرى العاشرة لهذا “التفاهم”: “لقد أثبتت هذه الورقة أنها أساس المشكلة الرئاسية اليوم، خصوصاً فيما يتعلق بالبند العاشر الذي ينصّ على أبديّة و”قدسية” سلاح حزب الله، وبالتالي فإن الورقة أكدت أنها لغم اساسي وخطير في الاستحقاق الرئاسي وتحديداً أمام ووصول عون إلى الرئاسة”.
وأشار إلى أنه “منذ توقيع اتفاقية معراب، لاحظنا صمت عون عن ورقة التفاهم مع الحزب وسكت عنها لأكثر من أسبوعين بسبب تباينها مع “ورقة معراب”، فورقة معراب تتناقض معها وتنسفها. وهذا دليل على أن هذه الخدعة التي حاول ان يقوم عون بها ليسوّق نفسه للرئاسة من خلال موافقته على البنود العشرة في معراب تنسفها حقيقة ورقة التفاهم مع حزب الله”، واعتبر أن “الحزب استدرج أمس عون على “المنار” ليجدد الكلام نفسه في البند العاشر من ورقة التفاهم، وعاد الأخير ووقع في الخطأ نفسه بقوله ان سلاح حزب الله يجب أن يبقى طالما هناك احتلال اسرائيلي أو بقوله “حتى تنتهي اسرائيل نفسها!”.
“خطورة البند العاشر” :
وأشارالزغبي إلى أن البند العاشر من “التفاهم” يجسّد المشكلة، فبينما تحدّثت ورقة معراب عن ضبط السلاح بالاتجاهين على الحدود وحصريّة انتشار الجيش والقوى الأمنيّة الشرعيّة على كل الأرض اللبنانيّة ، نصّ البند العاشر من “ورقة مار مخايل” على ان سلاح حزب الله (لم يستخدم مصطلح المقاومة)، وسيلة مقدسة ومكلّف بالدفاع عن لبنان وحمايته إلى أن يزول الخطر الاسرائيلي وتوافر “الظروف الملائمة” ، وهذه كلمات غامضة تعطي الغطاء للسلاح إلى الابد”، كما استغرب الزغبي أن “البند العاشر الذي يحمل عنوان حماية لبنان وسيادته لا يذكر ابدا الجيش اللبناني، وكأن الأخير ليست مهمته الدفاع عن لبنان وحمايته، وهذا أمر خطير أراد “حزب الله” تمريره في الورقة وبصم عون عليه مع أنّه كان قائداً سابقاً للجيش ورئيساً لحكومة عسكرية!”.
“غطاء مسيحي مجّاني :
وأصرّ الزغبي على اعتبار التفاهم غطاءً مسيحياً “مجانياً” لـ”حزب الله”، والدليل “أن كل الاحداث الخطيرة بعد 6 شباط 2006، بدءًا من حرب تموز، وانقلاب الدواليب في 27 كانون الثاني 2007 وتحويله انقلاباً، مرورا باحتلال الوسط التجاري تحت عنوان الاعتصام وتطويق السرايا، مروراً بغزوة بيروت في 7 أيار، والقمصان السود وتطيير حكومة الرئيس سعد الحريري وصولا إلى التورط في حرب سوريا، كانت ورقة التفاهم تغطي كل هذه الاحداث وحصل عون في المقابل على 10 وزراء في حكومة ميقاتي وحقائب مليئة وبعض التعيينات ومكاسب مالية وسلطوية لا تحصى، لكن الثمن الذي قدّمه عون باسم جزء كبير من المسيحيين كان أكثر بكثير من المكاسب الشخصية التي حصّلها، ولم تكن مكاسب للمسيحيّين أو مكاسب وطنيّة بل شخصيّة وعائليّة بحتة”.
ورقة بلا مقدمة
ولفت الزغبي إلى أن “ورقة التفاهم لم تستهل بمقدمة، بل استهلّت بـ”أولاً”، موضحاً أن “أي اتفاق بين قوتين، وبهذه الاهمية على الاقلّ، يجب ان يكون له مقدمة ولكنهما ألغياها، لانه عادة يقال في المقدمة: استناداً إلى المواثيق الدولية والامم المتحدة واتفاق الطائف والدستور اللبناني وشرعة حقوق الانسان… وغيرها، لكنهم هربوا منها لأن حزب الله لا يعترف بها، كما لم يتضمّن التفاهم أي إشارة إلى اتفاق الطائف ولا الامم المتحدة ولا المحكمة الدولية، وغيّب الجيش كليّاً، وتحدث عن عناوين غامضة وعامة وتعابير تجميليّة من الأدب السياسي”، معتبراً أن هناك “بنداً لا يقل خطورة يرتبط بالعلاقات اللبنانية السورية، حيث يصف البند التاسع ما كان يطلق عليه عون الاحتلال السوري، بأنه تجربة شابتها بعض الاخطاء والثغرات!”.
خطاب القسم
وختم الزغبي حديثه بالقول: “هناك مقولة تصف عون بـ”التايواني” أي انه ليس أساسياً أو أصليّاً في 8 آذار فيما هو مرتبط عقائديا من خلال ورقة التفاهم بالمشروع الايراني، ولا يستطيع الانشقاق عنه، وله اولوية اكبر من ورقة معراب، وبالتالي من المستحيل أن يوفّق بين الاثنين. والسؤال: هل اذا انتخب عون رئيسًا للجمهورية سيقول في خطاب القسم إن سلاح حزب الله يبقى الى حين زوال إسرائيل؟ وهل يعتمد نصّ ورقة معراب السياديّة أَم نصّ ورقة التفاهم الالتحاقيّة؟ هنا جوهر المشكلة الرئاسيّة الآن، وهنا تكمن حقيقة العقدة التي تحول دون ترئيس عون”.