قراءة إنجيلية في معاني ومفاهيم عرس قانا وزمن الصوم
إعداد وجمع/الياس بجاني
المؤمن الحقيقي يسكر بالماء لأنه يستطيع كمريم ويسوع أن يحوِّله إلى خمر وإلى أفراح عرس لا تنقطع
إثنين الرماد
الأب جورج صغبيني/ راهب لبناني ماروني
كان اليهود يذرون الرماد على رؤوسهم واجسادهم ويبكون وينوحون على خطاياهم من اجل تطهير الجسد من الخطايا ولتذكير هذا الجسد بانه من تراب والى تراب يعود… وذلك قبل البدء باي صوم للتكفير عن خطاياهم…
بقيت هذه العادة عند المسيحيين لكنها اخذت الرماد من حرق اغصان الزيتون المقدسة من شعنينة السنة السابقة ليباركها الكاهن صباح الاثنين ويمسح جباه المؤمنين التائبين الصائمين بصليب لنبدأ صومنا بتوبة حقيقية تليق بايماننا المسيحي….. اذكر يا إنسان أنك من التراب وإلى التراب تعود …
اثنين الرماد هو اليوم الأول من الصوم.
قالَ الربُّ يَسوع: «مَتَى صُمْتُم، لا تُعَبِّسُوا كَالمُرَائِين، فَإِنَّهُم يُنَكِّرُونَ وُجُوهَهُم لِيَظْهَرُوا لِلنَّاسِ أَنَّهُم صَائِمُون. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُم قَدْ نَالُوا أَجْرَهُم.
أَمَّا أَنْتَ، مَتَى صُمْتَ، فَٱدْهُنْ رَأْسَكَ، وَٱغْسِلْ وَجْهَكَ، لِئَلاَّ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ أَنَّكَ صَائِم، بَلْ لأَبِيكَ الَّذي في الخَفَاء، وأَبُوكَ الَّذي يَرَى في الخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيك.
يوم الإثنين يبدأ الصوم المبارك
نرسم اشارة صليب من التراب على جباهنا لنتذكر وحتى لا ننسى اننا نحن البشر:
الى التراب تعود الجبلة الأولى
وإلى الله تعود نسمة الحياة التي نفحها الله الخالق في التراب.
فالمسيح صام في البرية أربعين يوماً وأربعين ليلةً عبرةً ومثالاً… لبدء بشارته ومقاومة إبليس، ونحن بالصوم نقهر التجارب ونتغلب على إغواءات الشيطان الكثيرة والمغرية…
بالصوم تبدأ مسيرة الصلاة والصدقة والله يكافئ ويجازي.
الرب يقول على لسان النبي يوئيل: «قدسوا صوماً نادوا باعتكاف… مزِّقوا قلوبكم لا ثيابكم»(يوئيل1: 14 و2: 13).
لنصم صوماً مقبولاً، لا عن الطعام والشراب فحسب بل عن الشر والآثام…
ولتصمْ أفكارنا عن معاندة الله، وألسنتنا عن الكلام الباطل بحقّ أخينا الإنسان، وأجسادنا عن الشهوات، ولنُخضع إرادتنا للـه حتى يكون صومنا مقبولاً، كما يقول الرب على لسان النبي إشعيا: «أليس هذا صوماً اختاره، حلَّ قيود الشر، فكّ عقد النير وإطلاق المسحوقين أحراراً… أليس أن تَكسِرَ للجائع خبزك وأن تدخل المساكين التائهين إلى بيتك… حينئذ تدعو فيجيب الرب، وتستغيث فيقول هاأنذا».(أش58: 6ـ 12).
اليوم “إثنين الرماد”، نرسم علامة الصليب بالرماد على جباهنا. ونبدأ مسيرة الصوم الكبير. سبعة أسابيع نتأمّل فيها أن الله لا يعنيه البياض واللحم والطعام وما يدخل الفمّ بقدر ما يعنيه ما يخرج من الفم.
الصوم مهم، لكن الأهم منه هو أن نلجم فمنا ولساننا عن السُباب والكذب والإفتراء والنميمة…
الصوم رحلة لكن ليس في المجهول، بل في الذات لضبط تجارب أنانيتنا وشهواتنا ورغباتنا التي لا تنتهي في برّية وادي الدموع في دنيا الشقاء هذه. كما على مثال المسيح في البرية مُجَرَّبَاً من الشيطان.
اليوم نبدأ مسيرة الصوم لنَعْبُر به التجارب والآلام حاملين الصليب كما عصا موسى في مراحل حياتنا لنصل بحمايته إلى مجد القيامة.
فمع رشّ الرماد على جباهنا نثبّت أنظارنا إلى القيامة، قيامة التراب بجسد روحاني وإلا لكان إيماننا باطلا وصيامنا باطلا…
تعريف زمن الصوم
زمن الصوم فسحة من أربعين يوماً، يستمد أهميته من دور التوبة وعيد الفصح في حياة الكنيسة وحياتنا: إنه زمن توبة واستعداد لعيد الفصح في آن. وطوال أسابع الصوم، وقبل الدخول في أسبوع الآلام، تقوم الكنيسة، عبر طقوسها المنوّعة بدرب صليب طويل. وعلى درب الصليب هذه، بشارة يسوع المسيح في محطّاطها الأساسية. وتتوالى المحطّات انطلاقاً من مشهد قيصرية فيلبّس (متى16/13-28) ومن خطاب يسوع في الآلام والصلب والموت: فتتوقف الآحاد على أهم الآيات: أية قانا الجليل، والأبرص، والنازفة، والإبن الضال، والمخلع، والأعمى، والصبي الذي فيه روح نجس، والمرأة الزانية، وعبد قائد المائة، وإقامة ابن الأرملة. وتتألق الأسابيع بالصوم والصلاة وأعمال التوبة: فيبدأ الصوم، يوم الاثنين، (اثنين الرماد) برتبة المسامحة، وفيها أناجيل التوبة والمسامحة، وينتهي بالرتبة نفسها يوم سبت لعازار، ختام الأربعين. وتتوالى حفلات الصلب: في زياحات، وسجدات، وفي الدعوة الملحّة لحمل الصليب واتّباع المعلم.
الصوم في الترتيب السرياني – الماروني
تكرّس الكنيسة السريانية – المارونية للصوم المبارك ستة أسابيع، تبدأ بأحد مدخل الصوم، بآية تحويل الماء إلى خمر في عرس قانا الجليل (يوحنا 2/1-12)، وتنتهي السبت بآية قيامة لعازار من الموت. وفي كل أحد من الآحاد الستة، تتوقف على آية من آيات الربّ يسوع. وآية عُرس قانا الجليل تشكل جسراً بين زمن الغطاس (زمن الظهور الإلهي) حيث أظهر يسوع مجده وبين سلسلة الآيات اللاحقة.
الأسبوع الأول من الصوم
الأسبوع الأول من الصوم مكرّس للصُوم والصلاة والتوبة. وفيه رتبة الترُّك بالرماد، مأخوذة من الترتيب اللاتيني، ورتبة زياح الصليب مساء كل جمعة. (أما عند السريان فيبدأ الصوم برتبة المسامحة صباح الاثنين. وتعاد الرتبة نفسها مساء سبت النور). يبدأ زمن الصوم الكبير بإثنين الرماد ر وينتهي بعيد قيامة السيد يسوع المسيح من الأموات ويسمى أيضا بصوم الأربعين يوما المقدسة، وعماد الصوم ثلاثي الأركان وهو الصوم والصلاة والصدقة. الكنيسة الجامعة المقدسة تضع على أبواب الصوم إنجيل تجارب يسوع في البرية.
الرقم 3 في الكتاب المقدس هو رقم الكمال ورقم مبارك، ولكنه رمز أيضا للأبدية واللانهاية. فالتجارب الثلاث تحوي كل التجارب، وهي رمز لانتصار يسوع الباهر على جميع حيل الشيطان.. فانسحب من أمامه إبليس إلى حين، ليعود يجربه بعد 3 سنين مع تجربة الصليب! الصوم هو زمن المعارك الروحية ضد كل ما هو خبيث ورديء ومبتذل وثقيل في حياتنا، اي ضد كل ما هو شر. الصوم زمن نعمة ورحمة وغفران ومصالحة مع الله والناس أيضا. الصوم هو زمن التخلي والترفع (المرفع) عن كل كنوز الأرض والسعي الحثيث لنيل كنوز المحبة والتقوى والأعمال الصالحة حيث لا لصوص ولا سوس ولا خوف. هو زمن التجلي إلى حضرة الأب الرحوم الذي خلقنا على صورته ومثاله وافتدانا بإبنه الوحيد.
متطلبات الصوم كما أوصانا المسيح
إنجيل القدّيس متّى .21-16:6/ومَتَى صُمْتُم، لا تُعَبِّسُوا كَالمُرَائِين، فَإِنَّهُم يُنَكِّرُونَ وُجُوهَهُم لِيَظْهَرُوا لِلنَّاسِ أَنَّهُم صَائِمُون. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُم قَدْ نَالُوا أَجْرَهُم. أَمَّا أَنْتَ، مَتَى صُمْتَ، فَٱدْهُنْ رَأْسَكَ، وَٱغْسِلْ وَجْهَكَ،لِئَلاَّ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ أَنَّكَ صَائِم، بَلْ لأَبِيكَ الَّذي في الخَفَاء، وأَبُوكَ الَّذي يَرَى في الخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيك. لا تَكْنِزُوا لَكُم كُنُوزًا على الأَرْض، حَيْثُ العُثُّ والسُّوسُ يُفْسِدَان، وحَيْثُ اللُّصُوصُ يَنْقُبُونَ ويَسْرِقُون، بَلِ ٱكْنِزُوا لَكُم كُنُوزًا في السَّمَاء، حَيْثُ لا عُثَّ ولا سُوسَ يُفْسِدَان، وحَيْثُ لا لُصُوصَ يَنْقُبُونَ ويَسْرِقُون. فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ، هُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا قَلبُكَ*القديس بولس الرسول ينصح تلميذه طيماثيوس الاسقف قائلا: “وانت يا رجل الله فاطلب البر والتقوى والايمان والمحبة والصبر والوداعة، وجاهد في الايمان جهادا حسنا وفز بالحياة الابدية التي دعيت لها، وشهدت لها شهادة حسنة، بمحضر من شهود كثيرين” (1طيم 6: 11-12).
يسوع يغلب بسبب طاعته التامة لإرادة أللـه
كيف تغلب يسوع على الشيطان بعد 40 يوما وليلة؟ ما المقصود من هذه التجارب؟ لماذا يخضع يسوع للتجربة وهو ابن الله؟
أرسل اله في العهد القديم الكثير من الأنبياء ليحملوا رسالته إلى الشعب المختار. ولكن هؤلاء الأنبياء خضعوا للامتحان حالهم حال سائر البشر، من اجل إثبات جدارتهم وقابليتهم فيحمل الرسالة السماوية بإخلاص إلى البشر. هكذا دخل إبراهيم وهو أب المؤمنين التجربة في ذبيحة اسحق، وقد عبر الامتحان، من خلال طاعته التامة الكاملة لأمر الله. موسى المعروف بكليم الله، أي الذي كان متعودا على مكالمة اللـه، ونقل شكاوي أبناء إسرائيل للـه، فشل في إطاعة الله إطاعة كاملة. زلة صغيرة في تنفيذ أوامر اللـه كان عقابه ان لا يدخل ارض الميعاد بل ان يراها عن بعد قبل مماته، فاطل عليها من جبل نبو، أو جبل موسى.
يونان، النبي خضع للامتحان أيضا، وأراد الهروب من الرسالة التي أوكلها اللـه له بالذهاب إلى تبشير نينوى، عقابا على هروبه ابتلعه الحوت 3 أيام، ليتوب ويعود من جديد، ويتحمل مسؤوليته كنبي… أنبياء آخرين كثيرون خضعوا لمثل هذه الامتحانات كايوب الصديق واخرون غيره…يسوع كنبي قدير، لم يَسلم هو ايضا من هذا الامتحان، لماذا يا ترى؟ وان كان هو قد تغلب على الشيطان، فكيف يمكننا نحن ان نتغلب عليه؟
الامتحان
في الكتاب المقدس لا يُخضع الله عبيده لامتحان ظالم، ولا يعاقب احد بخطيئة اخر. الامتحان في الكتاب المقدس، كالذي خاضه يسوع، هو امتحان تقوية، امتحان كفاءة، امتحان لشد العزيمة. صحيح ان الشيطان ياتي كالسارق، في وقت غير معروف، لكنه يأتي ايضا في حالة الضعف عندما تخور قوى الانسان، النفسية، او الجسمية، العقلية او البدنية…او كلها معا. ان الشيطان يقنعنا رويدا رويدا من ان رغبتنا وارادتنا ومشيئتنا يمكنها ان تتغلب على ارادة اللـه. وهكذا تبدأ مكائده وحيله، ونحن ننساق وراءه معتقدين اننا احرار، ونستطيع ان نفعل ما نريد بحياتنا. الكثير من الناس يقول لنا عندما نتكلم عن تجارب يسوع “بالطبع تمكن يسوع من التغلب عليها لانه هو ابن اللـه، اما نحن فالوضع مختلف معنا، نحن ضعفاء! “هذا الجواب ليس كله صحيحا، كما وليس كله خاطئا. بالتاكيد ان يسوع لم يتغلب على التجارب كونه انسانا فقط! بل من خلال لاهوته الذي لم يفارق ناسوته ولا لحظة واحدة منذ تجسده على الارض، من مريم العذراء. هذا من جهة. من جهة ثانية يجب ان نعلم بان يسوع هو آدم الجديد، هو الذي صالح وارجع العلاقة المكسورة بين اللـه والبشر تلك التي دُمرت بخطيئة ادم، وعدم طاعته للـه مع امنا حواء. يسوع بطاعته الكاملة لابيه السماوي، ردم الصدع الذي صنعه ادم. وبذبيحة صليبه جعلنا نشترك نحن ايضا معه، فغفر خطايا جميعنا، وجعلنا ان نكون ابناء الله بالتبني، وشركاء بالميراث.
اذا يعني هذا الكلام؟
لقد تمكن يسوع من الانتصار على الشيطان، لسبب جوهري، وهو لطاعته التامة لارادة ابيه السماوي. يسوع عندما خاض المعركة مع ابليس ما كان يفكر بنفسه. بل كان يفكر بوالده السماوي الذي ارسله، والدليل هي كلماته لابليس، فلنلق نظرة سريعة على اجوبة يسوع في التجارب الثلاث:
- في التجربة 1 يقول “مكتوب، ليس بالخبز وحده يحيا الانسان، بل بكل كلمة تخرج من فم اللـه” (تث 8: 3).
- في التجربة 2 يقول: “مكتوب ايضا، لا تجربن الرب الهك” (تث 6: 16).
- في التجربة 3 يقول: “مكتوب: للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد” (تث 6: 13).
في التجارب الثلاث يستشهد يسوع بالكتاب المقدس، الذي هو كلام اللـه. ويذّكر ابليس بان المعركة لم تنته، بل هي مستمرة. فمثلما رفض ابليس السجود لعظمة اللـه، فطرده الملائكة ورؤساء الملائكة: جبرائيل ورافائيل وميخائيل من الفردوس في معركة طاحنة والقوا به على الارض، فها ان ابن اللـه هذه المرة، سيدنا يسوع المسيح له المجد، جاء الى الارض، وخرج الى البرية التي هي معقل الشيطان، قبل ان يبدأ رسالته، ليتتم المعركة لان ابليس لم يتوقف لحظة عن ايقاع الاذية ببني البشر في المكائد والمصائب، والحيل والخداعات، والكذب والنميمة، والرياء والفساد، وكل انواع الشرور، ليبقى مسيطرا عليهم، ويبقى محتكما فيهم، فلا يسعهم ان يرفعوا رؤوسهم الى فوق، فيعلموا حقيقة امرهم من انهم في عبودية ابليس، ويمنعهم من ان يروا نور نعمة يسوع القادم من العلاء.
قراءات أحد المرفع من الإنجيل
إنجيل القدّيس يوحنّا 2/1-11 .11/عرس قانا
وفي اليَوْمِ الثَّالِث، كَانَ عُرْسٌ في قَانَا الجَلِيل، وكَانَتْ أُمُّ يَسُوعَ هُنَاك. ودُعِيَ أَيْضًا يَسُوعُ وتَلامِيذُهُ إِلى العُرْس. ونَفَدَ الخَمْر، فَقَالَتْ لِيَسُوعَ أُمُّهُ: «لَيْسَ لَدَيْهِم خَمْر». فَقَالَ لَهَا يَسُوع: «مَا لِي ولَكِ، يَا ٱمْرَأَة؟ لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْد!». فقَالَتْ أُمُّهُ لِلْخَدَم: «مَهْمَا يَقُلْ لَكُم فَٱفْعَلُوه!».وكَانَ هُنَاكَ سِتَّةُ أَجْرَانٍ مِنْ حَجَر، مُعَدَّةٌ لِتَطْهيِر اليَهُود، يَسَعُ كُلٌّ مِنْهَا مِنْ ثَمَانِينَ إِلى مِئَةٍ وعِشْرينَ لِيترًا، فقَالَ يَسُوعُ لِلْخَدَم: «إِملأُوا الأَجْرَانَ مَاءً». فَمَلأُوهَا إِلى فَوْق. قَالَ لَهُم: «إِسْتَقُوا الآنَ، وقَدِّمُوا لِرَئِيسِ الوَلِيمَة». فَقَدَّمُوا. وذَاقَ الرَّئِيسُ المَاءَ، الَّذي صَارَ خَمْرًا – وكانَ لا يَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُوَ، والخَدَمُ الَّذينَ ٱسْتَقَوا يَعْلَمُون – فَدَعَا إِلَيْهِ العَرِيسَ وقَالَ لَهُ: «كُلُّ إِنْسَانٍ يُقَدِّمُ الخَمْرَ الجَيِّدَ أَوَّلاً، حَتَّى إِذَا سَكِرَ المَدعُوُّون، قَدَّمَ الأَقَلَّ جُودَة، أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ الخَمْرَ الجَيِّدَ إِلى الآن!». تِلْكَ كَانَتْ أُولَى آيَاتِ يَسُوع، صَنَعَهَا في قَانَا الجَلِيل، فَأَظْهَرَ مَجْدَهُ، وآمَنَ بِهِ تَلامِيذُهُ.
يوئيل الفصل 2 /12-18/التوبة والصوم
يقول الرب. ((توبوا إلي بكل قلوبكم، بالصوم والبكاء والندب. مزقوا قلوبكم لا ثيابكم. فتوبوا إلى الرب. الرب حنون رحوم. بطيء عن الغضب، كثير الرحمة، نادم على السوء، لعله يرجع ويندم ويبقي وراءه بركة، فتقربون تقدمة وسكيب خمر للرب إلهكم. أنفخوا في البوق في صهيون، وتقدسوا للصوم ونادوا على الصلاة. إجمعوا الشعب وقدسوا الجماعة. أحشدوا الشيوخ واجمعوا الصغار والأطفال. أخرجوا العريس من مخدعه والعروس من خدرها. بين الرواق والمذبح يبكي الكهنة، خدام الرب، ويقولون: أشفق يا رب على شعبك وميراثك. لا تجعله عارا فتتسلط عليه الأمم ويقال في الشعوب: أين إلهك؟ غار الرب على أرضه وأشفق على شعبه.
رومة الفصل 14/13-23/لا تجعل أخاك يسقط
فلا يحكم بعضنا على بعض، بل الأولى بكم أن تحكموا بأن لا يكون أحد حجر عثرة أو عائقا لأخيه، وأنا عالم ومتيقن في الرب يسوع أن لا شيء نجس في حد ذاته، ولكنه يكون نجسا لمن يعتبره نجسا. فإذا أسأت إلى أخيك بما تأكله، فأنت لا تسلك طريق المحبة. فلا تجعل من طعامك سببا لهلاك من مات المسيح لأجله، ولا تعرض ما هو خير لكلام السوء.
فما ملكوت الله طعام وشراب، بل عدل وسلام وفرح في الروح القدس. فمن خدم المسيح مثل هذه الخدمة نال رضى الله وقبول الناس. فلنطلب ما فيه السلام والبنيان المشترك.
لا تهدم عمل الله من أجل الطعام. كل شيء طاهر، ولكن من السوء أن تكون بما تأكله حجر عثرة لأخيك، ومن الخير أن لا تأكل لحما ولا تشرب خمرا ولا تتناول شيئا يصدم أخاك.
فاحتفظ وأحفظ ما تؤمن به في هذا الأمر بينك وبين الله. هنيئا لمن لا يحكم على نفسه إذا عمل بما يراه حسنا. أما الذي يرتاب في ما يأكل، فمحكوم عليه أنه لا يعمل هذا عن إيمان. وكل شيء لا يصدر عن إيمان فهو خطيئة.
عرس وخمر على أبواب الصيام
في أحد مدخل الصوم المقدس، تقدم لنا الكنيسة السريانية المارونية مشهد العرس في قانا الجليل (يوحنا 2/1-12) وفيه آية تحويل الماء إلى خمر. ويرافق هذا المشهد الإنجيلي قراءتان، الأولى من العهد القديم (يوئيل 14/13-23)، تؤكد على أن الأكل والشرب والصيام، ليست بطاقة دخول إلى ملكوت الله. أما إذا بنيتَ هنا السلام والأخوة (14-19) فانك تكون من أبناء الملكوت.
عرس قانا هو جسر بين زمنين
يشكل مشهد عرس قانا الجليل جسراً بين زمنين: زمن الغطاس، وهو زمن الظهور الإلهي، وزمن الصوم، وهو زمن التوقف على المعجزات والآيات. فالدفعة الأولى من “ظهورات الله” في الإنجيل، بدأت بالتجسد “والكلمة صار بشراً”، فرأينا مجده (يوحنا 1/14)، وبفيضان مجد الرب حول الرعاة (لوقا 2/9)، وبتجلي النور والمجد لسمعان الشيخ (لوقا 2/29-32)، وبحيرة السامعين، في الهيكل، أمام ذكاء يسوع وأجوبته، (لوقا 2/47)، وبتجلي الثالوث على نهر الأردن في العماد، (لوقا 3/21-22).
وقبل أن تبدأ الدفعة الثانية، والأقوى من الظهورات، بالتجلي على جبل طابور، وبفيضان أنوار القيامة، يختم مشهد عرس قانا الجليل الدفعة الأولى من الظهورات “بالآية” التي أظهر فيها يسوع مجده (يوحنا 2/11)، وآية تحويل الماء إلى خمر كانت أولى آيات يسوع ومدخلاً للآيات التي تكرّس لها الكنيسة السريانية المارونية كل آحاد الصوم. وهكذا تكون آية عرس قانا الجليل جسراً بين الدفعة الأولى من الظهورات، موضوع زمن الغطاس، وبين الآيات، موضوع آحاد الصوم كلها. ويصبح العرس بأكمله، كالصوم مدخلاً إلى وليمة عرس الحمل التي تبدأ هنا لتكتمل في الملكوت.
عرس قانا المعجزة والآية
يستعمل الإنجيليون الثلاثة كلمة معجزة (تدموروتو)، للتعبير عن الأعجوبة التي تحمل ثلاثة: الدهشة والقوة والإشارة. دهشة المشاهد أمام إعجاز لا يقدر عليه إلا الله، وقوة الله القادرة على كل شيء، والناقلة إلى المشاهد المؤمن (والإيمان شرط لحصول المعجزة) قوة البدن والنفس والقلب، والإشارة ‘لى عمل الله وإلى ملكوته المتجسد رحمة ومحبة. يفضل يوحنا كلمة “أُتُو” مركزاً لا على الدهشة ولا على القوة، بل على إشارة، ليدل على أن وعد الله قد تحقق بالمسيح، حياة أبدية: وهكذا يصبح ماء التطهير، في آية عرس قانا الجليل، خمراً تشير إلى “عرس الحمل” وإلى “دم المسيح” تمام الأعراس، في فصح الملكوت.
قراءة في عجيبة تحويل الماء إلى خمرة
لماذا حول الماء إلى خمر؟ تحويل الماء إلى خمر ليس لأجل الخمر في حد ذاته ولكن استثمر احتياج العُرس إلى خمر بإعطاء المعنى الذي قصده/ فما هو هذا المعنى؟ المعنى هو العرس السماوي وعندما بارك الكأس ذاق أولاً وقال لتلاميذه “لا أعود أشرب من هذه الكرمة إلى أن أشربه معكم جديداً في ملكوت أبى” (متى 26: 29) ملكوت أبى هو العُرس السماوي وواضح ارتباط الخمر بالدم الثمين المسفوك عن العالم، معنى التضحية والبذل فالزواج بذل وتضحية كل واحد يقدم حياته للآخر، وحتى عرس قانا الجليل كان في اليوم الثالث واليوم الثالث يذكرنا بالقيامة (يوحنا 2: 1). وارتباط الخمر بالمحبة الحقيقية لأنها من عصير الكرمة وفيها معنى دم المسيح المبذول عن العالم لهذه الأسباب يرى اللاهوتيون أن عرس قانا الجليل هو كشف مسبق عن عرس الأبدية وهذا يتمشى مع فكر الله الذي أراد الحياة والفرح للإنسان منذ بدأ الخليقة كما هو مكتوب (تكوين 2: 18) “وقال الرب الإله ليس جيداً أن يكون آدم وحده أصنع له معين نظيره” وفرح آدم بحواء كما فرح اسحق برفقه. بدأ الله الخليقة بعرس هو عرس آدم وحواء، وبدأ السيد المسيح خدمته بعرس معلناً عن الملكوت الأبدي. ويُحكى أنه كان عرس سمعان القانوى تلميذه. في الكنيسة حياتنا على مستوى العُرس إذ تتقدم النفوس التائبة إلى حيث العرس السماوي لتقترن به من خلال القداس الإلهي والتناول من جسد الرب ودمه.
كلام القديس يعقوب السروجى يؤكد هذا الفكر، فعندما أراد الجنود التأكد من موت السيد المسيح لم يقطعوا ساقيه كما فعلوا باللصين المصلوبين ولكنهم فتحوا جنبه بالحربة لكي حينما يقوم من الموت يظل جنبه مفتوحاً وتخرج منه الكنيسة كما خرجت حواء من جنب آدم.
Lent in the Catholic Maronite Rite
Lent is a forty-day period before Easter. In our Catholic Maronite Church Lent starts on the ASH Monday, Lent in principle is a Holy period that is ought to be utilized with God in genuine contemplation, self humility, repentance, penances, forgiveness, praying and conciliation with self and others.
Lent is a privileged time of interior pilgrimage towards Him Who is the fount of mercy. It is a pilgrimage in which He Himself accompanies us through the desert of our poverty, sustaining us on our way towards the intense joy of Easter. Even in the “valley of darkness” of which the Psalmist speaks (Ps 23:4), while the tempter prompts us to despair or to place a vain hope in the work of our own hands, God is there to guard us and during the entire Lenten period, the Church offers us God’s Word with particular abundance. By meditating and internalizing the Word in order to live it every day, we learn a precious and irreplaceable form of prayer; by attentively listening to God, who continues to speak to our hearts, we nourish the itinerary of faith initiated on the day of our Baptism. Prayer also allows us to gain a new concept of time: without the perspective of eternity and transcendence, in fact, time simply directs our steps towards a horizon without a future. Instead, when we pray, we find time for God, to understand that his “words will not pass away” (cf. Mk 13: 31), to enter into that intimate communion with Him “that no one shall take from you” (Jn 16: 22), opening us to the hope that does not disappoint, eternal life.
Bible Of The Day
The Good News According to John /Cana Wedding
2:1 The third day, there was a marriage in Cana of Galilee. Jesus’ mother was there. 2:2 Jesus also was invited, with his disciples, to the marriage. 2:3 When the wine ran out, Jesus’ mother said to him, “They have no wine.” 2:4 Jesus said to her, “Woman, what does that have to do with you and me? My hour has not yet come.” 2:5 His mother said to the servants, “Whatever he says to you, do it.” 2:6 Now there were six water pots of stone set there after the Jews’ way of purifying, containing two or three metretes apiece. 2:7 Jesus said to them, “Fill the water pots with water.” They filled them up to the brim. 2:8 He said to them, “Now draw some out, and take it to the ruler of the feast.” So they took it. 2:9 When the ruler of the feast tasted the water now become wine, and didn’t know where it came from (but the servants who had drawn the water knew), the ruler of the feast called the bridegroom, 2:10 and said to him, “Everyone serves the good wine first, and when the guests have drunk freely, then that which is worse. You have kept the good wine until now!” 2:11 This beginning of his signs Jesus did in Cana of Galilee, and revealed his glory; and his disciples believed in him.
Joel
2:13 Tear your heart, and not your garments, and turn to Yahweh, your God; for he is gracious and merciful, slow to anger, and abundant in loving kindness, and relents from sending calamity. 2:14 Who knows? He may turn and relent, and leave a blessing behind him, even a meal offering and a drink offering to Yahweh, your God.
2:15 Blow the trumpet in Zion! Sanctify a fast. Call a solemn assembly. 2:16 Gather the people. Sanctify the assembly. Assemble the elders. Gather the children, and those who nurse from breasts. Let the bridegroom go forth from his room, and the bride out of her room. 2:17 Let the priests, the ministers of Yahweh, weep between the porch and the altar, and let them say, “Spare your people, Yahweh, and don’t give your heritage to reproach, that the nations should rule over them. Why should they say among the peoples, ‘Where is their God?’” 2:18 Then Yahweh was jealous for his land, And had pity on his people.
Paul’s Letter to the Romans
14:13 Therefore let’s not judge one another any more, but judge this rather, that no man put a stumbling block in his brother’s way, or an occasion for falling. 14:14 I know, and am persuaded in the Lord Jesus, that nothing is unclean of itself; except that to him who considers anything to be unclean, to him it is unclean. 14:15 Yet if because of food your brother is grieved, you walk no longer in love. Don’t destroy with your food him for whom Christ died. 14:16 Then don’t let your good be slandered, 14:17 for the Kingdom of God is not eating and drinking, but righteousness, peace, and joy in the Holy Spirit. 14:18 For he who serves Christ in these things is acceptable to God and approved by men