ما هي مبررات استسلام جعجع والحريري لإرهاب حزب الله والخضوع والركوع له وهو لم ينتصر!!
الياس بجاني/08 شباط/16
سنة 2006 باع الساقط في كل تجارب إبليس ميشال عون نفسه وحزبه وشعاراته ولبنان وكل ما هو لبناني واستسلم بذل لحزب الله راضياً بوظيفة طروادي رخيص وأداة وغطاء وبوق لكل ارتكابات وغزوات واغتيالات وفجور الحزب الملالوي الإرهابي ومشروعة التوسعي الفارسي مقابل منافع ذاتية وعائلية وأموال ووسائل إعلام وكتلة نيابية من الودائع وأوهام رئاسية….
اليوم للأسف يستنسخ كل من الرئيس الحريري والدكتور جعجع نفس خطيئة وسقطة وسرطانية عون ويستسلمان فجأة وبالكامل لإرهاب وسلطة ومشروع حزب الله وينتحران سياسياً ووطنياً ومصداقية ويغتالان بالضربة القاضية تجمع 14 آذار الأحزاب والسياسيين.
إن انحراف ميشال عون المستمر فصولاً مفهوم ولم يعد مستغرباً كون الرجل كما بات معروفاً للقاصي والداني يفتقر لكل مقومات الوطنية والإيمان والرجاء والعرفان بالجميل والمصداقية والثبات على المواقف كما عدم القدرة أو الرغبة في احترام الوعود والعهود.
هنا نسأل ما سبب سقطة الرئيس الحريري والدكتور جعجع في نفس الحفرة الملالوية المذلة واللاغية للذات وللبنان التي سقط فيها عون؟
الجواب الافتراضي والتحليلي وبغياب كلي حتى الآن لأي مبرر منطقي وعقلاني ووطني ملموس ومنظور، الجواب ببساطة متناهية هو قلة الإيمان بالقضية اللبنانية المحقة والمقدسة، وعدم احترام دماء الشهداء، والخوف على الذات والمراكز والمنافع، وخور الرجاء والوقوع في أفخاخ الحقد وأطماع المصالح الشخصية، أي النرسيسية.
الغريب في أمر استسلام جعجع والحريري غير المبرر وغير الوطني وغير الأخلاقي وغير ال 14 آذاري في الثقافة والإيمان هو أن حزب الله لم ينتصر لا في لبنان ولا في سوريا رغم كل أكاذيبه الدعائية. فهو عملياً مهزوم في سوريا في حين أن ثورة بيئته الشيعية عليه أصبحت وشيكة بعد أن تسبب عن سابق تصور وتصميم وخدمة للمشورع الإيراني التوسعي في قتل ما يزيد عن 2000 وجرح 12 ألف من شباب هذه البيئة في سوريا بحرب عبثية ومكلفة واستنزافية، إضافة إلى 1200 قتيل و 3500 جريح من نفس البيئة في حرب 2006 المسرحية.
في خضم هذا الواقع الإستسلامي لقادة 14 آذار بات المطلوب اليوم من كل أحرار لبنان أن يخرجوا كلياً من وهم وعاهة عبادة وتقديس جعجع والحريري وغيرهما من السياسيين وعدم السير وراء أي منهم على عماها وتركهم وحدهم يحصدون خيبات خيارتهم الاستسلامية.
المطلوب خلق تجمعات سياسية ووطنية في أطر ثقافة ومفاهيم 14 آذار الناس وإكمال مسيرة التحرير.
نحن مع خلق تجمع وطني موسع وعابر للطوائف معارض لاستسلام القوات وعون والمستقبل وغيرهما من الأحزاب لاحتلال حزب الله وهيمنته على لبنان على قاعدة “لنا الأمن والحكم والقرار ولكم التجارة”، كما كان الحال للأسف في زمن الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
باختصار، لا الحريري ولا جعجع ولا عون ولا أي سياسي مهما على شأنه هو لبنان القضية، ومن يترك القضية ويتخلى عنها لا يجب أن يبقى معه أي مواطن يحترم نفسه وضميره حي ولم يقتل بداخله حاسة النقد ومتمسك بكل مقومات احترام الذات والإيمان والرجاء.
**الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
Phoenicia@hotmail.com