النفايات تثير غضب الكتائب العائد حزباً مطلبياً سامي الجميّل يراكم شكوكاً وتقارير عن التقصير
ايلي الحاج/النهار/19 شباط 2016
عندما انفجر غاضباً النائب الشاب رئيس الكتائب سامي الجميّل وهو خارج من جلسة الحوار الوطني بعد ظهر الأربعاء بسبب الفضيحة التي انتهت إليها محاولة تسفير النفايات المتراكمة منذ 7 أشهر إلى روسيا، كان قد استعاد اقتناعاً تكوّن لديه تدريجاً بأن “مافيا” متشعبة ولا تعوزها القحة تواظب على التلاعب بهذه القضية الخطيرة، غايتها الصريحة تحقيق أرباح بعشرات ملايين الدولارات، لا تكترث لحياة الناس وصحتهم، ولا لبيئة بلغ تلوثها الفضاء الخارجي، لا تكترث للبنان في وجوده. كان النائب الجميّل قرأ مانشيت “النهار” عن تزوير شركة “شينوك” مستندات روسية قدمتها إلى “مجلس الإنماء والإعمار” في اليوم الأخير الذي حددته الحكومة للشركة كي تثبت موافقة بلد المقصد على استقبال نفاياتنا في أرضه، أي يوم 9 شباط الماضي، وقرأ تصريحات مسؤولين روس معنيين بالقضية يؤكدون في وكالة أنباء رسمية (تاس) وغيرها أن تواقيعهم قد زوّرت، وأنهم لم يوافقوا وغير وارد أن يوافقوا كما تبين لاحقاً على “العرض” اللبناني. لكنّه على ما ذكرت مصادر كتائبية أراد التأكد من المسؤولين اللبنانيين مما حصل فعلاً، فأجرى سلسلة واسعة من الإتصالات واللقاءات شملت أيضاً خبراء في الملف تابعوه بتفاصيله الدقيقة، وذلك من قبل أن تندلع الأزمة بإقفال مطمر الناعمة في تموز 2015، وما كان يجب أن يُفاجأ المعنيون بإقفاله لكنهم لم يصدقوا تحذيرات رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط والمهل التي أعطاها شهراً تلو شهر. تركوا الأزمة تتفاعل وتتجمع ولم يفعلوا شيئاً. حتى بعدما تراكمت النفايات جبالاً في الشوارع والأودية وتحت الجسور لم يفعلوا شيئاً. في حين كانت “المافيا” تخطط وتقدم خطة تلو خطة في موازاة خطط الحكومة لعلها تنفذ بالتلزيم في نهاية المطاف. مساعدو رئيس الكتائب يعدّون له تقارير يومية عن تطوّر هذه الأزمة. تقارير مفصلة عن عدد الذين أصيبوا بأمراض في الصدر وعوارض ضيق تنفس غريبة استدعت نقلهم إلى المستشفيات. عن امتلاء أسرة بعض المستشفيات وغرفها بمرضى يعانون بمعظمهم المعاناة نفسها بسبب تلوث رهيب يحمله الهواء، مع روائح كريهة باتت تغطي مناطق ذات كثافة سكنية عالية، روائح يشمها الواصل إلى لبنان فور أن يفتح باب الطائرة وإن كان موصولاً مباشرة إلى نفق المطار، روائح كريهة ترافقه إلى مقصده وإن بتفاوت بين محلة ومحلة. كل ذلك والسياسيون لاهون ويلهون الناس بالسياسة المجردة. أسبوع لأخبار باريس ولقاء الرئيس سعد الحريري والنائب سليمان فرنجية والحديث عن ترشيحه. أسبوع للقاء معراب وتأييد “القوات” للنائب ميشال عون مرشحاً للرئاسة. أسبوع لاحتفال “البيال” وتحركات الرئيس الحريري ولقاءاته سعياً وراء رئاسة تبتعد أكثر كلما أطل الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في خطاب تلفزيوني. والمستشفيات تمتلئ.
التقارير المفصلة تعرض تقويماً يومياً للمعلومات المتوافرة عن المعالجة المستحيلة لأزمة النفايات والإتجاهات التي تسلكها ولا توصل إلى مكان. ليس عن عبث أن لا مكان محدداً قدمه أصحاب العروض والمبشرون بالترحيل. السنغال بل سييراليون بل الصومال، الكونغو وربما غانا أوغينيا، كل مرة كانت سلطات تلك الدول تنفي علمها وموافقتها عندما تتناهى إليها أخبار لبنان. الأرجح أن “المافيا” كانت تخطط لرمي أكداس النفايات الهائلة في بحر أو محيط ما. آخر همها الإتفاقات الدولية الحامية للبيئة البحرية وصيت لبنان. لكن أكثر دافع للغضب بحسب مصادر كتائبية أن كل ما حصل تعود أسبابه إلى عدم قيام “مجلس الإنماء والإعمار” بواجبه من زمن بعيد، من أيام إنشاء “سوكلين” وانطلاقها في عملها حتى اليوم مع تبيان أن المجلس لم يكتشف رغم دوائره القانونية حقيقة “شينوك” بل فضيحتها. ولهذه تتمة طويلة من الشكوك عند الكتائب الذي يبدو عائداً حزباً مطلبياً كما كان زمن النشأة، وسيتحرك بعد رفع الصوت.
«حزب الله» أنشأ سجوناً سرية في سورية لا سلطة للأسد عليها ومقتل 17 من الميليشيات الإيرانية في حماة وحلب
شباط 19/16/دمشق – وكالات: كشفت مصادر المعارضة السورية أن «حزب الله» اللبناني أنشأ سجوناً سرية في سورية لتعذيب معارضي النظام، مستغلاً نفوذه الواسع الذي استمده من نظام بشار الأسد بكل الطرق. وذكر موقع «السورية نت» الإلكتروني المعارض في تقرير، أن «حزب الله» شيد سجونه الخاصة، سيما في مناطق نفوذه الكبيرة كريف حمص وريف دمشق، مشيراً إلى أن أبرزها موجود في منطقة السيدة زينب في ريف دمشق ومزارع الأمل بالقنيطرة والصنمين داخل الفرقة التاسعة في درعا، فيما أشهرها في منطقة تل كلخ، الذي يطلق عليه البعض اسم «الثقب الأصفر»، وآخرون اسم «سجن الحزب». ونشر الموقع شهادات تفيد أن خطورة معتقل «الثقب الأصفر» السري تكمن بأن من يدخل إليه يعتبر مفقوداً، ولا تفلح أي ضغوطات في إقناع ميليشيات الحزب بفك أسره، وإن كان مصدرها نظام الأسد نفسه. وأوضح أن الأرض السورية باتت مباحة لكل ميليشيات إيران الشيعية وأذرعها في المنطقة، فيما بدأ يعلو الامتعاض حتى من موالين للنظام من الطوائف الأخرى غير الشيعية. وأفادت تقارير إعلامية أن ريف حمص الغربي وسط سورية، بات يتحول إلى شبيه الضاحية الجنوبية في بيروت، حيث تبسط الميليشيات نفوذها وسيطرتها على كامل مفاصل الحياة، «فتتدخل في كل شيء وأي شيء، في طرق التدريس وإدارة المشافي وحتى حفلات الزفاف». من جهة ثانية، قتل عنصر من «الحرس الثوري» الإيراني يدعى فخر الدين تقوي، بالإضافة إلى ثمانية أفغان من ميليشيات «فاطميون»، وثمانية باكستانيين من ميليشيات «زينبيون»، خلال معارك مختلفة ضد قوات المعارضة في ريف حماة وريف حلب الشمالي، شمال سورية. وذكرت وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء أن تقوي، الذي ذهب متطوعاً إلى سورية، قتل خلال معارك ضد المعارضة، من دون أن تحدد مكان مصرعه، فيما نشرت وكالات إيرانية أسماء القتلى الأفغان، مشيرة إلى أنهم دفنوا في مدن إيرانية مختلفة، كملارد وکرج وبردسير کرمان و دليجان. أما بالنسبة للقتلى الباكستانيين، فذكرت وكالة «دفاع برس»، التابعة للقوات المسلحة الإيرانية، أسماء أربعة منهم. سياسياً، دافع وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان عن التدخل الروسي في سورية، واستمرار قصف المدنيين واستهداف المعارضة المعتدلة. وقال دهقان في حديث لقناة «روسيا-24» التلفزيونية، حيث يزور موسكو حالياً، إن «تواجد روسيا بسورية أدى إلى تغيير توازن القوى، وبغض النظر عن العملية التي جرت وعن نتائجها، كانت للإجراءات الروسية بحد ذاتها نتائج إيجابية»، متجاهلاً قتل مئات المدنيين والتحذيرات الدولية لروسيا، بسبب فرط استخدام الأسلحة الفتاكة ضد المدنيين.