لبنان على موعد مع “الحزم”.. طبول “الثورة” تقرع
“ليبانون ديبايت” – طوني بولس/02 شباط/16
“سنكون حيث ينبغي أن نكون” نظرية “كونفوشيوسية” اطلقها أمين عام حزب الله حسن نصرالله لتبريره قتل الشعب السوري، ولترتسم من بعدها صورة لبنان كغرفة عمليات لمخططاته الاجرامية والارهابية حول العالم. إستطاع تحويل الحكومة اللبنانية الى حكومة غريبة الأطوار، تسير عكس المسار الطبيعي للمنطقة، وعكس المسار التاريخي للبنان. لتكون حكومة الموت السريري، تنضح شللاً وعتمةً وفساداً وهدراً وابتزازاً، انها حكومة مسخ تشبه أيّ شيء إلاّ سلطة تنفيذيّة تتخبّط باتجاهات كثيرة، لكنّ المطلوب واحد.
في العام 2006 خطف حزب الله جنوداً إسرائيليين وقاد البلاد الى مواجهة مدمرة مع إسرائىل انتهت بشبه وثيقة استسلام هي القرار 1701 الذي أحال “المقاومة” على التقاعد رغم كل الخطابات على المنابر، فاصبحت “مقاومة” على الشعب اللبناني تحمي حدود اسرائيل.
وفي العام 2012 انخرط بشكل كامل في قتل الشعب السوري، واسقط حدود لبنان التي جعلها سائبة تتهاوى امام عبور جحافل “حزب الله”.
اما في العام 2016، خطف حزب الله سياسة لبنان الخارجية، وهو يقود البلاد الى مواجهة مدمرة هي الاخرى مع العرب، ولن تنتهي بأقل من عزلة خليجية وعربية وتدمير ما تبقى من دولة لبنان والوصول الى دولة فاشلة يمكن تعريفها بـ”الحال اللبنانية”، تكون ملعباً حيوياً في توسع الامبراطورية الفارسية.
امام هول فاجعة انهيار الدولة اللبنانية وعدم قدرة مؤسساتها على الصمود في وجه الزحف الفارسي المتغطرس والمتجلبب برداء الولي الفقيه وعودة الامام الغائب من جهة وتخاذل الجيش والقيادات الرسمية التي باتت شكلية ومعتمدة للديكور فقط هل يجب الصلاة فقط بانتظار مخلص؟.
ربما قد حان الوقت لان تعود الحرب الى لبنان ولكن حربا من نوع اخر.. اي من النوع الذي يضع العالم امام مسؤولياته خصوصا العالم الغربي الذي كان على الدوام في شبه توأمة سياسية واقتصادية مع كل فئات لبنان بدليل وجود رعايا كبيرة وفاعلة في معظم دول الغرب.
وهذه الحرب ينيغي ان تكون تحركا سريعا وفاعلا في الداخل والخارج على كل الاصعدة اذا ارادوا للدولة ان تستعيد روحها بدلا من لفظها، من اجل الوقوف في وجه المخطط الذي وضعه حسن نصرالله على نار قوية لابتلاع اخر حصون الهيبة والخصوصية اللبنانية عبر سلاحه السافر المنتشر على الاراضي اللبنانية، وامتداد ارهابه الى العديد من دول العالم ولاسيما العربية منها وليس اخرها تدمير علاقة لبنان بالخليج العربي والمملكة العربية السعودية.
فهل يمكن مهادنته هذا الخلل وتعطيل الحياة اللبنانية برمتها من قبل فصيل لبناني ياتمر باوامر الحرس الثوري الايراني؟ وهل سنترك هذه الميليشيا التي تقامر بمصير اللبنانيين والانزلاق بالبلاد الى النزاعات المتكررة والمتعددة والتي ستؤدي حتما الى احتلال العاصمة اللبنانية مرة ثانية ..ولكن من قبل من هذه المرة؟
اللبنانيون هم المعنيون بالدرجة الاولى.. واللبنانيون ليسوا كلهم حزب الله.. وهم يرفضون ان يكونوا مرة اخرى ضحية التامر عليهم ..وعليهم ان يعدوا العدة ولو متاخرين لمواجهة الغول الذي لن يشبع الا بعد التهامهم كلهم لتخلو له الساحة ويحقق الحلم الالهي بولاية الشر الفارسية. الخيارات لم تعد متعددة امام الشعب اللبناني لعدم تمكين احد من احتلال لبنان مجددا وازالة ما تحاول طهران ان تفعله اليوم، فلينتفض الجميع سلميا في الداخل والخارج كما حصل في ثورة الارز الاولى لتخليص البلاد وبالسرعة المطلوبة وقبل فوات الاوان.
نظرياً قد يعتقد البعض ان هذه الثورة صعبة ومعقدة، ولكن اذا نظرنا الى التجربة المصرية والثورة المضادة على الثورة الاولى والتي اتت بالسيسي رئيساً لمصر، نستنتج ان الامر ليس بهذه الصعوبة ولاسيما الاجواء العربية والدولية ستدعم اي حراك يستهدف منظمة “حزب الله” المتوقع اعلانها منظمة ارهابية سواء على المستوى العربي او الدولي، فالشعب اللبناني سيحصل على كل الدعم السياسي لتحجيم منظومة ارهابية صدرت جرائم الحرب والارهاب من لبنان الى بقاع كثيرة من العالم.
وطبعاً هذه المواجهة التي شاء القدر ان يتحملها اللبنانيون، لان منظومة حزب الله تنطلق من لبنان رغم انتمائها الكامل لتصبح شكلاً من اشكال الحرس الثوري او وجها من وجوه “الباسيج” الايراني، لها بعد اوسع واشمل من بعدها الداخلي المتجسد في قوى 14 و8 آذار، فهي حلقة من حلقات المواجهة العربية-الفارسية التي تمتد على مساحة الوطن العربي، وهي تهدف في بعدها الداخلي اللبناني الى إسترجاع “الدولة” من “الدويلة” وانتصار “الجمهورية” على “الولاية”.
ايها اللبنانيون، ان استراتيجية حزب الله لتغيير وجه لبنان قائمةٌ على قدمٍ وساق منذ امدٍ بعيد، إلاّ ان تورّط الحزب المباشر في سوريا واليمن والعراق والبحرين وصولا الى الصومال وبلغاريا والفلبين وكل بقاع الارض، عجّل في سقوط آخر اوراق التين التي تلطّى هذا التنظيم الارهابي خلفها كلّ تلك السنين. لقد قرر حزب الله تغيير وجه لبنان المُشعّ، تيمّناً بما هو حاصل في الجمهورية الإسلامية في إيران. ايها اللبنانيون، إنّ استرجاع قرارنا الوطني، باب خلاصنا، هو رهنٌ بموقفكم، وارادتكم، وتوقكم لغدٍ لبناني افضل فلا تتأخروا ولا تخافو، لم نعد وحدنا في هذا العالم والمطلوب هو الصمود.
دول الخليج تسم”حزب الله” بالإرهاب
المدن – سياسة | الأربعاء 02/03/2016
خطوة تصعيدية جديدة اتخذتها دول الخليج ضد “حزب الله” عبر تصنّفه منظمة إرهابية، وفق ما أعلن الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني، مشيراً إلى أن “هذا القرار اتخذ بنتيجة استمرار الأعمال العدائية التي تقوم بها عناصر تلك الميلشيات لتجنيد شباب دول المجلس للقيام بالأعمال الإرهابية، وتهريب الأسلحة والمتفجرات، وإثارة الفتن، والتحريض على الفوضى والعنف في انتهاك صارخ لسيادتها وأمنها واستقرارها”، ومؤكداً أن دول المجلس ستتخذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ قرارها بهذا الشأن استنادا إلى ما تنص عليه القوانين الخاصة بمكافحة الإرهاب المطبقة في دول المجلس، والقوانين الدولية المماثلة. من الواضح أن هذه الأزمة ستتصاعد أكثر، ووفق ما تقول مصادر خليجية “المدن” فإن ذلك يأتي في سياق الإجراءات الطبيعية بالنسبة إلى دول الخليج، لا سيما مع العزم الخليجي على التوجه إلى الجامعة العربية ومجلس الأمن للغاية نفسها، وبالتالي تقول المصادر إن ذلك هو ضمن الرؤية أو الخطة الإستراتيجية الجديدة لدول الخليج في المواجهة ضد “حزب الله”. ولكن هذا القرار الجديد يدفع الى السؤال عن إحتمال أن يكون هذا التصعيد السياسي والمعنوي، مقدمّة لما هو عملي؟ وفي السياق تلفت مصادر “المدن” إلى أنه لا بد لتلك الإجراءات أن تنعكس سلباً على الوضع اللبناني، ليس فقط في إطار التصعيد السياسي، لا بل حتى على الصعيد الرسمي، إذ أن الحزب مشارك في الحكومة، وهنا ستصبح مسألة شائكة التفريق بين الحكومة والحزب، إذ أنه كيف لدول الخليج أن تتعاطى مع حكومة فيها طرف أساسي تعتبره منظمة إرهابية. وفي هذا الإطار يبرز سريعاً إصرار تيار “المستقبل” على استكمال الحوار مع “حزب الله”، تحت شعار الحفاظ على الإستقرار. وتقول مصادر “المستقبل” إن “هذا القرار صائب، خصوصاً أن من يمارس الإرهاب في المنطقة أفعاله تفرض تصنيفه إرهابياً”، نافية علاقتها بهذه القرارات، لأن لبنان ليس عنصراً مقرراً فيها ولا حتى المستقبل. ولكن كيف تنعكس هذه الإجراءات التصعيدية ضد الحزب على العلاقة الخليجية مع “المستقبل” وباقي الأفرقاء؟ هنا تقول المصادر: “هناك فرق بين نظام مصالح دول الخليج ونظام مصالح لبنان والأفرقاء فيه، بمعنى أنه لا يمكن للمستقبل ألا يتحاور مع حزب الله على الرغم من هذا التصعيد، لأنه لن يكون لديه قوة منطق لبنانية حول هذا الأمر، فالحزب هو جزء من المجتمع والنسيج اللبناني، وله جمهوره وبالتالي لا يمكن تجاهله على الصعيد الداخلي، أما في الخارج فمسألة أخرى”. وفي سياق الإجراءات المرتقبة، تكشف المصادر عن أن هناك خطوات جديدة قد تتخذ من قبل دول الخليج بحق “حزب الله”، أولها قد يصل إلى حجب قناة “المنار” عن النايل سات بعد حجبها عن “العرب سات”، بالإضافة إلى الضغط أكثر فأكثر على المقرّبين من الحزب، كما أن الإجراءات العقابية ستطال أي شخص يضع موقفاً إيجابياً أو تضمانياً مع الحزب على مواقع التواصل الإجتماعي، وهذا ما سيعتبر جرماً سيحاكم من يقوم بارتكابه في دول الخليج العربي. وتعتبر مصادر مطّلعة على قرار “حزب الله” لـ”المدن” أن هذه الخطوات كانت متوقعة، ولا يزال الحزب يتوقع خطوات “عدوانية” جديدة وفق ما يسميها، وتكشف المصادر عن أن الحزب لن يسكت عن كل الإرتكابات بحقه، وعلى الرغم من التشديد على عدم اللجوء إلى الشارع أو إلى ما هو قد يوتّر الأجواء في البلد، إلا أن ما سيجري هو التحضير لعقد مؤتمر وطني عام، للدفاع عن المقاومة، وإظهار تأييد سياسي وشعبي لها، والإعلان عن موقف سياسي بمواجهة الإجراءات السعودية، وما تسببه من ضرر على لبنان، وعلى أبنائه العاملين فيها ودول الخليج. وتلفت المصادر إلى أن الحزب يبحث مع حلفائه والفعاليات الموالية له، كيفية مؤازرته في معركته السياسية والإعلامية ضد السعودية، وأن يتم الحشد إلى المؤتمر الذي سيعقد الأسبوع المقبل، كرد على ما قام به “المستقبل” من حملة توقيع عرائض شعبية وفاءً للسعودية. وتؤكد شخصية قيادية في الحزب لـ”المدن” أن “كل ما تريده السعودية هو ليس وقف قتالنا في اليمن أو سوريا، بل إسكاتنا ومنعنا من قول كلمة الحق، وإظهار مدى الجرائم التي ترتكبها بحق الشعب اليمني، وهي لذلك تتخذ إجراءات ضد الوسائل الإعلامية القريبة من الحزب”، وتقول: “التصعيد ضد السعودية سياسياً وإعلامياً لن يتوقف، لا بل ستتصاعد أكثر فأكثر في الأيام المقبلة، وعلى السعودية محاسبتنا نحن لا لبنان ككل”.
حزب الله.. يريد التهدئة أم التفجير؟
ليليان قصار/جنوبية/ 2 مارس، 2016
بنبرة هادئة ووسط أزيز الرصاص بدأ الأمين العام ل “حزب الله” السيد حسن نصرالله أمس خطابه المرتقب نظرا لحساسية المرحلة التي تمر فيها البلاد على وقع التشنج والتوتر الذي يغلب عليه الطابع المذهبي في الشارع والخوف من تطور الامور إلى 7 ايار جديد. نفى نصرالله ذلك ولكنه صعد بوجه السعودية اكثر، ما يستدعي التساؤل هل فعلا حزب الله يريد التهدئة؟
كما كان السيناريو المتوقع أطل نصرالله على جمهوره أمس مشددا على ضرورة حماية الاستقرار الداخلي، بشقيه الأمني والوطني. مبددا كل السيناريوهات التي طرحت خلال الايام الماضية حول 7 جديد أيار، وفتنة محتملة.
وفي مقابل، اعتماده لغة التهدئة ونبذ الفتنة في الداخل الى حدود استنكار ما قام به انصاره في الشارع ليل السبت – الأحد ووصف التعرض للصحابة ورجالات الإسلام بأنه “خطيئة”. مضى أمس في تصعيد حملته الحادة على المملكة العربية السعودية في محاولات جاهدة إلى جر لبنان إلى معاداة الدول الخليجية وعزله عن جواره.
وفي وقت، كان المفترض من قبل الأمين العام مراعاة المصلحة الوطنية في صراعه المحتدم وايران مع السعودية وتجنيب تدفيع الدولة اللبنانية او المغتربين الثمن. رفع نصرالله السقف عاليا في خطابه أمس. معلنا أن اعظم شيء قام به في حياته كان الخطاب الذي القاه في اليوم الثاني من الحرب على اليمن حيث شن هجومه الشهير على السعودية. إذ أصبح من الواضح أن الأجندة الإيرانية تقضي بعدم إصلاح الأمور بل دفعها إلى المزيد من التصدع بين لبنان ودول الخليج عموما وذلك ومن خلال صب الزيت على النار.
أما داخليا، فعبر نصرالله عن تمسكه بالسلم الأهلي وببقاء الحكومة ومواصلة الحوار الثنائي مع “المستقبل” انما من غير استجدائه قائلا “وإن كنا لا نريد أن يمن علينا أحد به، ولا أن نمن نحن على سوانا”. ويبقى حزب الله وهو الحزب الوحيد المسلح وفي يده قرار السلم والحرب إضافة إلى سيطرته الكاملة على الجيش اللبناني والقوى الأمنية.
من جهة أخرى لم ير عضو كتلة “المستقبل” النائب أحمد فتفت بخطاب نصرالله أي شيئ يدعو الى الطمأنة بل على العكس.النائب احمد فتفت وفي حديثه ل “جنوبية” قال “أولا عندما سخر نصرالله من اتهامه بالسيطرة على الدولة على سبيل” النكتة “أثبت اليوم هذه المقولة وذلك من خلال عدم حضوره جلسة الانتخاب”.
كما اعتبر أن “الخطاب المطمئن من أجل حماية الحوار وبقاء الحكومة هو تحت عنوان” يتمسكن حتى يتمكن “”. كما أشار فتفت أنه “بشكل واضح قالها نصرالله لست بحاجة الآن إلى 7 أيار. لكن، عندما نحتاج لذلك سنفعلمها كما حدث في 7 ايار 2008”. مضيفا أن “نصرالله وحزبه يفكران من منطلق شمولي وحزبي. ولم أر أي شيء يطمئن وصحيح أنه استنكر ما قام به أنصاره لكنه في النهاية حماهم”.
ولفت فتفت إلى أن “أخطر ما قاله نصرالله هو عندما تطرأ إلى الملف اليمني معتبرا اياه أشرف وأهم من حربه على اسرائيل معبرا عن تقاطع المصالح الايرانية الاسرائيلية”. وهو يمثل هذا التحالف الموضوعي بين ايران واسرائيل على حساب مصلحة الوطن “.
ويعلق مراقبون ان حزب الله غير مضطر إلى القيام بما قام به الحوثيين من انقلاب في اليمن طالما لا جهة أو قوة مسلحة في وجهه في لبنان، فهو الوحيد التي تحتكم اليه الأجهزة الأمنية، وباتت الحكومة لا تسطيع أن تخرج عن ارادته. “لذا لا داعي ل 7 أيار فاطمأنوا أيها اللبنانيون أمنكم وحياتكم ليسوا بخطر طالما انتا الاقوى أن مصالح حزب الله وايران في لبنان بخير”.