كارثية أحزاب 14 آذار اللبنانية المسيحية والمسلمة والدرزية
الياس بجاني/11 آذار/16
بعد أيام نتذكر ثورة 14 آذار اللبنانية العظيمة حيث نزل في 14 آذار سنة 2005 إلى الساحات ثلث سكان لبنان رافضين بإباء وعزة وشجاعة الاحتلال السوري وهرطقاته والتعديات، ورافعين رايات الأرز والحرية والديموقراطية والتعايش.
نتذكر بأسى ونتحسر على بطولة الشهداء الأبرار من أهلنا، سياسيين وقادة واعلاميين ومفكرين، وهم من كل الشرائح اللبنانية المجتمعية والمذهبية، الذين سقطوا من أجلنا ومن أجل لبنان الحريات والتعايش والاستقلال والكرامة، ونبكي الفرض الضائعة التي قدمها لنا العالم على طبق من فضه لاستعادة استقلالنا واسترداد سيادتنا والتخلص من قوى الشر والاحتلال.
فرص رفسها طاقمنا السياسي العفن الذي خان ثورة 14 آذار وعطل تنفيذ القرارات الدولية (1559 و1701) وتحالف مع حزب الله الإرهابي والملالوي ومع بقايا الاحتلال السوري البعثي الغاشم وأبقى لبناننا رهينة مخطوفة من قبل محور الشر السوري-الإيراني.
وها هي اليوم دول الخليج العربي الشقيقة والصديقة للبنان ولشعبه، والتي يعمل فيها ما يزيد عن نصف مليون لبناني، وبعد أن فقدت كل ثقة ومصداقية وأمل ب 14 آذار الأحزاب والسياسيين والحكومة التعيسة تقول كفى، وتعلن حزب الله منظمة إرهابية وتتخذ مجموعة من الإجراءات الردعية والوقائية خوفاً على أمن وسيادة بلدانها المهددة مباشرة من إيران وحزب الله.
تحالف قادة وأحزاب 14 آذار مع حزب الله مباشرة أو مواربة وهم يعلمون علم اليقين أنه فيليق عسكري إيراني إرهابي ومذهبي وإجرامي يسعى لإنهاء كل ما هو لبناني وعربي وتعايشي، وتعاموا بغباء على أنه عدو لبنان وكل العرب، وارتضوا في المقابل برزم تافهة وآنية من المواقع السلطوية والمنافع والسمسرات.
نترحم على أنفس الشهداء الأبرار الذين اغتالهم قتلة ومجرمو حزب الله ونظام الأسد البراميلي والكيماوي، وفي نفس الوقت نلعن علناً وبصوت عال وعن قناعة تامة ودون تردد طروادية وجبن ونرسيسية وجحود أحزاب 14 آذار المسيحية والمسلمة والدرزية على حد سواء التي باع أصحابها التجار والفجار كافة القضية اللبنانية والوطن والناس والكرامات وكل القيم والمبادئ.
هؤلاء التجار والفجار والواحد تلوى الأخر وتحت حجج ومبررات وهمية واحتيالية ومذهبية خانوا الشعب وثورته ودماء الشهداء وجعلوا من 14 آذار، المفترض أنها تجمع وطني وسيادي وعابر للطوائف والمذاهب، جعلوا منها عن سابق تصور وتصميم جثة هامدة لا حياة ولا روح فيها حتى أمست مجموعة سياسية بالية ومعطلة بالكامل ومخصية سياسياً ووطنياً وأخلاقياً ولبنانياً وعربياً وأدوات تدميرية في خدمة مشروع الملالي التوسعي والإجرامي، وهنا لا استثناء لأي صاحب حزب شركة من هؤلاء أكان في معراب أو بيت الوسط أو الرابية أو في أي مربع سياسي وأمني من مربعات الطروادية والذل لأنه عملياً وواقعاً معاشاً كلهم سواسية في الخنوع والركوع والاستسلام والتشاطر والتذاكي والحرتقات السياسية، وفي ثقافة حسابات الربح والخسارة الذاتية.
إن أصحاب هذه الأحزاب الشركات التعتير والمّحل والبؤس هم من خامة وطينة واحدة وان اختلفت مذاهبهم وتنوعت شعاراتهم.
هذا وقد وصلت وقاحة بعضهم للتعاطي مع الناس على خلفية ثقافة ومفاهيم الأعداد والأغنام فراحوا يستغبون العقول ويهزؤون بالكرامات ويتبجحون بنسب تمثيلهم الوهمية التي وصلت في عقول بعضهم المرّضة والواهمة إلى 86% وما يزيد.
في الخلاصة، نعم 14 آذار الأحزاب والأطقم السياسية قد انتهوا سيادياً ووجدانياً وقيماً وأخلاقاً وصدقاً ومصداقية، ولم يعد من أمل في عودتهم إلى لبنان أو عودة لبنان إلى ضمائرهم والعقول، إلا أن لبنان الشعب بأكثريته الساحقة هو 14 آذار الثورة والعنفوان والكرامة والتعايش والثقافة وهذه ال 14 آذار لم ولن تموت بل هي سوف تنطلق كطائر الفينيق، كما دائماً، لتعيد لبنان إلى ذاته الاستقلالية والتعايشية والثقافية.
**الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
Phoenicia@hotmail.com
رابط المقالة المنشورة اليوم في جريدة السياسة/اضغط هنا
http://al-seyassah.com/%D9%83%D8%A7%D8%B1%D8%AB%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D8%AD%D8%B2%D8%A7%D8%A8-14-%D8%A2%D8%B0%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD%D9%8A/