الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون لـ«المستقبل»: «حزب الله» سلك طريق الإرهاب منذ نشأته والسعودية في طليعة الدول المواجهة للمشروع الإيراني
علي الحسيني/المستقبل/13 آذار/16
رأى الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون ان «حزب الله وكل ميليشيات الحرس الثوري الإيراني، يُقاتلون تحت مظلة الأمن الإسرائيلي»، لافتاً إلى أن «الهدف الإيراني هو إنشاء ميليشيات إرهابية داخل كل دولة عربية«.
وأكد في حديث إلى «المستقبل» أنه «بمجرد إعلان حزب الله منظمة إرهابية من دول الخليج أمام الجالية اللبنانية هناك والمؤلفة من 600 ألف نسمة تقريباً، يُصبح التعامل معه أكثر حذراً من اللبنانيين عموماً والشيعة خصوصاً«، مذكراً بـ»الحرب التي خاضها الحزب ضد حركة أمل والتي كلفت الطائفة الشيعية آلاف القتلى».
وهنا نص الحوار:
استهل الوزير بيضون حديثه بالتأكيد أن «حزب الله هو الذي يشن حرباً على المملكة العربية السعودية بالنيابة عن إيران ويقوم بالإشراف على المخطط الذي يقوم به الحوثيون في اليمن، وهو أيضاً الذي يُخطط للهجوم على السعودية عبر الحدود اليمنية»، مشيراً إلى أن «الحزب يقوم بدوره هذا انطلاقاً من كونه جزءاً من منظومة الحرس الثوري الإيراني الذي يهدف إلى إنشاء ميليشيات شيعية داخل كل دولة عربية وتحديداً في السعودية».
وأشار إلى أن «المرشد الأعلى للثورة الإيرانية السيد علي الخامنئي، قد قسّم العمل في المنطقة، بين تسليم قاسم سليماني ملف العراق وسوريا، وتسليم الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله ملفي اليمن والسعودية. هذا هو المشهد اليوم فهناك توزيع أدوار داخل الحرس الثوري»، داعياً إلى «عدم النظر إلى ردة الفعل السعودية الأخيرة على أنها إعلان حالة من العداء أو القطيعة مع لبنان، فمنذ حكومة اللون الواحد والحزب يعمل على عزل لبنان عن العرب وهو يعتبر هذا الأمر من أهم شروط انتصاراته أو نجاحه في سوريا».
وقال: «في لبنان بدأنا نعاني العزلة العربية من جرّاء سياسة الحزب، والقطاعات الاقتصادية هي الأكثر تضرراً من هذه العزلة وتحديداً قطاعا السياحة والعقار، ومؤخراً لاحظنا خوف الحكومات الخليجية من تعرّض مواطنيها لعمليات خطف في لبنان على غرار ما حصل مع التشيكيين الخمسة خصوصاً أن العملية هذه كانت انتهت من دون تحقيق أو مُحاسبة قضائية، ولذلك عندما يرى العرب مدى سيطرة حزب الله على لبنان، يصبح لديهم خوف من تعرضهم لأمور مماثلة»، مؤكداً أنه «بمجرد إعلان حزب الله منظمة إرهابية من دول الخليج أمام الجالية اللبنانية هناك والمؤلفة من 600 ألف نسمة تقريباً، يُصبح التعامل معه أكثر حذراً من اللبنانيين عموماً والشيعة خصوصاً. لا بد من القول إن الغشاوة التي ألقاها الحزب على عيون اللبنانيين والعرب خلال الفترة الماضية على أنه حزب مقاوم ويجب دعمه، قد ذهبت الى غير رجعة بعدما انكشف أمام الجميع بأنه ليس أكثر من جهة إرهابية».
وشدد بيضون على أن «الضرر الأكبر الذي سيلحق بحزب الله من العقوبات المفروضة عليه واعتباره منظمة إرهابية، هو ابتعاد الناس عنه كون مصالحهم ستصبح في خطر. أمّا الشق الثاني في الموضوع، فيوصل رسالة خليجية واضحة الى الدولة اللبنانية تدعوها الى الفصل بينها وبين حزب الله بمعنى أن تضع خطوط فصل واضحة بين مؤسساتها وبين الحزب خصوصاً المؤسسات العسكرية والأمنية، وجميعنا يذكر ماذا حصل في معارك عبرا بين الجيش وجماعة أحمد الأسير وكيف تدخل حزب الله بسلاحه بشكل علني. وعلى كلّ فإن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير كان واضحاً ودقيقاً عندما أشار منذ أيّام الى القضاء اللبناني في قضية ميشال سماحة».
ودعا «الدولة إلى العمل على وضع خطة لإنهاء عزلة لبنان العربية. الموجبات الأساسية أن تكون دولتنا ملتزمة بالتضامن العربي وأن تمنع مؤسساتها كافة من أن تكون تحت وصاية «حزب الله«، على رئيس الحكومة أن يكون دقيقاً في هذا الموضوع وإلا فإن الموقف العربي سيكون غاضباً من لبنان لأنه لا يجوز أن يكون لبنان البلد العربي مستعمرة إيرانية«، مضيفاً: «بغض النظر عن كل الدجل الايديولوجي الذي تقوم به جماعة الممانعة، فإن السعودية تقيم علاقاتها من دولة إلى دولة وليس عبر أحزاب أو تنظيمات أو حتى أفراد، هذا في وقت تُقيم فيه إيران منذ نشأتها ولغاية اليوم، علاقات مع ميليشيات وأحزاب وهي صاحبة مشروع سياسي يقوم على زرع الميليشيات في الدول من العراق واليمن وسوريا ولبنان الى البحرين والسعودية، ودور هذه الميليشيات ضرب الدول الوطنية العربية هذه«.
وتابع: «لم نسمع يوماً أن السعودية دعمت فريقاً مسلحاً، بل حتى اليوم تقوم بدعم الدولة ومؤسساتها ومشاريع تنموية من دون أن ننسى أفضالها في إعادة إعمار لبنان وتحديداً جنوبه بعد عدوان تموز 2006. إيران تُصدّر المذهبية الى المنطقة وهي أغرقت المنطقة بحروب سنية – شيعية ومن المعروف أنها لا تريد مساعدة أو مُساندة الدولة اللبنانية. والرئيس السابق ميشال سليمان لديه تجربة معها يوم قام بزيارة الى مصانع الأسلحة الإيرانية عند انتخابه رئيساً، فيومها عبّر عن رغبته بالحصول على أسلحة إيرانية للجيش اللبناني، ومع هذا ظل طلبه مُجرّد أمنية ذلك لأنهم لا يدعمون أي جهة خارج نطاقهم أو إطارهم الحزبي والمذهبي«.
ورأى أن «هناك حالة عداء إيرانية قديمة للسعودية انطلاقاً من نيّة الهيمنة على المنطقة. هناك مشروع امبريالي إيراني في المنطقة وإيران تسعى الى هذه الهيمنة بعدما شعرت أن هناك أربع عواصم أصبحت تحت سيطرتها«، مؤكداً أن «السعودية هي اليوم في طليعة الدول العربية لمواجهة كل مشاريع تفتيت المنطقة ولمواجهة مشروع الحرب المذهبية الذي تصدره إيران، وهي تلعب اليوم الدور الذي كان يلعبه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر«.
«عاصفة الحزم» أدت دورها
ولفت بيضون إلى أن «عاصفة الحزم قد أدّت دورها على أكمل وجه، فالانقلاب الحوثي انتهى ولم يعد الحوثيون فريقاً منظماً وكل مخازن الأسلحة التي سيطروا عليها من خلال قوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح قد دُمرت وانتهت بدليل أن جميع القبائل تقوم بزيارات الى السعودية لترتيب الوضع. ويُقابل هذا الوضع فشل إيراني في العراق وسوريا»، موضحاً أن «الشيعة في العالم العربي لا ينتمون الى إيران أو حزب الله، فهم عرب ويجب أن ننظر اليهم من هذا المنطلق وأن نتعامل معهم على أنهم مواطنون أولاً وأخيراً«.
ورأى أن «مشكلة إيران تكمن في أنها تعتبر نفسها الوحيدة القادرة على إدارة المنطقة من خلال ميليشياتها المزروعة فيها بدءاً من أراضيها مروراً بالعراق وسوريا وصولاً إلى لبنان، وهي بمخطّطها هذا تسعى لأن تُصبح قُطباً عالميّاً مثل روسيا وأميركا، والمؤسف أن «حزب الله« يذهب معها في مشروعها هذا من دون أن يُدرِك حجم التكلفة التي تدفعها الطائفة التي يستأثر بها وحجم الارتدادات السلبيّة على لبنان«، لافتاً إلى أن إيران نجحت في هدم الدولة في العراق وسوريا ولبنان، وآخر محاولاتها اليوم ما يجري في اليمن، لكن من حظّ الشعب اليمني أن السعوديّة مع بعض الدول العربيّة نفّذت هذه العمليّة لإنقاذهم من براثن الميليشيات الإيرانيّة«.
واستنكر حملة «حزب الله« المبرمجة على المملكة، وأكد أن «كل ما صدر عن قيادات الحزب والقيادة الإيرانيّة وحلفائها حتى اليوم بحق المملكة، هو كلام غير مقبول ولا يمثّل إلّا أصحابه. كما أنّ كل ما قيل هو كلام خالٍ من أي مضمون سياسي، فالسعوديّة اتخذت موقفاً أساسيّاً يتعلّق بالمنطقة كُلّها وليس بلبنان أو اليمن فقط، والموقف هو أن تقوم جميع الميليشيات هنا وهناك بتسليم سلاحها إلى الدولة لأنه من غير الجائز التضحية بكل هذه الدول لحساب الميليشيات والسلاح غير الشرعي إرضاءً لإيران وسياستها المتعجرفة في المنطقة».
أضاف بيضون: «إن إيران التي تدعي أنها تُمثّل الشيعة في العالم العربي، يرفضها شيعة العراق ويرفعون شعارات لطردها خارج بلادهم. كما يجب أن نعترف أنه لولا التدخل الروسي في سوريا، لفشل المشروع الإيراني هناك بشكل كبير وهذا الفشل يتحمّل مسؤوليته جنرال حربهم قاسم سليماني الذي يقود الجبهة في سوريا والعراق. أما الفشل في اليمن فيتحمل مسؤوليته السيد حسن نصرالله المسؤول عن الملف اليمني. ومن هنا نفهم لماذا كل خطابات نصرالله تجاه السعودية متوترة. وللتذكير أيضاً فإن أغلبية شيعة العراق مثقفون لكن للأسف فإن الإيرانيين فرضوا عليهم حثالات الشيعة ليحكموهم على الطريقة الإيرانية«.
واعتبر أن «حزب الله يُهيمن على الدولة اللبنانية ويسرق قرارها عن طريق الفساد والسلاح. الرئيس سعد الحريري يعمل للبلد منذ عشر سنوات وهو يعمل على محاربة وضرب فساد حزب الله كمدخل أساسي لقيام الدولة ومؤسساتها لأن السلاح الأساسي الذي يهيمن من خلاله الحزب على مقدرات الدولة، هو الفساد«، مُذكّراً أنه «من ضمن فساد الحزب، التحقيقات الأمنية التي تتعلق به والتي تختفي من دون متابعتها، وهذا يشكل انحداراً للمؤسسات وعنواناً بارزاً للفساد الذي يجب مكافحته بأي ثمن».
وعن مقولة «حزب الله» بأن حربه في سوريا هي لمقاومة «التكفيريين»، أكد بيضون أن «هذه ادعاءات باطلة، فالحزب دخل الى سوريا بقرار من المرشد الأعلى ويومها التقطت لنصرالله صورة مع الخامنئي عمداً ليؤكد لجماعته أن قرار دخول الحرب هو بقرار من المرشد، وجميعنا يذكر ماذا قيل للحزب يومها «أنتم لم تذهبوا الى سوريا لتحافظوا على مقام السيدة زينب بل على السيدة أسماء».
إيران و«حزب الله» ارتكبا مجازر في سوريا
وأكد أن «حزب الله لن ينتصر في سوريا، فالمعركة هناك خاسرة وكل ما يبحث عنه الإيراني اليوم أن يُقسّم المنطقة أو أن يكون له حُصّة مع أي نظام يأتي بعد الأسد. ولا بد من القول إن إيران وحزب الله ارتكبا في سوريا ثلاثة أنواع من المجازر: جرائم حرب، جرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة، والشعب السوري لن يغفر لإيران ولا لحزب الله دورهما في هذه المجازر«، مؤكداً «أننا حذرنا حزب الله وأمينه العام مراراً وتكراراً بأن حربه في سوريا خاسرة ولن يخرج منها منتصراً. ابحث عن حلول سياسية وانظر الى مصلحة بلدك وشعبك وطائفتك. ولا بد من الإشارة الى أنه إذا سار الجميع اليوم ضمن الحل الروسي في اليمن، فسيكون ذلك الضمانة الأكبر لإسرائيل لأن الروسي منذ أن دخل سوريا أعلن ضمان أمن إسرائيل، واليوم حزب الله وكل ميليشيات إيران مع الحرس الثوري يُقاتلون تحت مظلة الأمن الإسرائيلي«.
واعتبر أن «هذه المرحلة من أكثر المراحل التي شهد فيها لبنان فساداً وفوضى«، مشيراً الى أنه إذا بقي الوضع على هذا المنوال فقد «نشهد مزيداً من انحراف البوصلة نحو أزمات لبنان في غنى عنها. مَن يعرف حزب الله يدرك أنه ومنذ الخروج السوري من لبنان قد تحول الى المذهبية كونه يعتبرها حمايته الوحيدة ولم يعد يستطيع حماية نفسه من بوابة القضية الفلسطينية التي تبيّن أنها تجارة مكشوفة«، لافتاً إلى أن «الحزب هو من عزل نفسه وهو من أنتج الصراع المذهبي بين السُنة والشيعة وهو الذي يضع الشيعة في «بوز» المدفع مع جيرانهم وإخوانهم في الدول العربية وهو من جعل من أبناء طائفته، أعداء وخصوماً لمحيطهم العربي الإسلامي».
«أخطر الشرور تكون عندما ينقلب فريق من الداخل على شركائه في الوطن فعندها يُصبح كالمُحتّل». هكذا يصف بيضون واقع «حزب الله« اليوم، والذي تحوّل سلاحه إلى «سلاح مذهبي ليُصبح بنظر اللبنانيين والسوريين على شاكلة «سرايا الأسد» أو شبّيحته إضافة الى أن الحزب لا يملك اليوم أي قضية، والقضية التي يقاتل لأجلها في سوريا، هي قضية غير عادلة وغير إنسانية وغير دينية وليس لها مؤيد«، مشيراً إلى أن «حزب الله استعمل بهلوانيات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الراحل ياسر عرفات أبو عمار الذي كان يُفرّخ ميليشيات في كل مكان يذهب اليه وتنظيمات يدفع لها لكي يكسب تأييدها، وهكذا يفعل الحزب الذي يدفع لتنظيمات سنية ومسيحية وشيعية مقابل شراء سكوتهم وهو بذلك يقول لهم، أنا أسكت عن فسادكم مقابل سكوتكم عن القرار السياسي«.
ورأى أنه «لم يسبق أن مرّ لبنان بمراحل سياسية حرجة كالتي يمر بها اليوم. فراغ رئاسي مصحوب بتعطيل لمجلس النواب المؤسسة التشريعية وشبه إقفال لمجلس الوزراء. نوّاب لم يتركوا نور أمل واحد يُضيء في سماء ساحة النجمة بعد أن تقاعس معظمهم عن تأدية واجبهم فراحوا يتغيبون مرّة وينسحبون من الجلسات مرّات غير مكترثين بثقة منحهم اياها الشعب حتى أصبح مصير البلد كله ألعوبة بين أيديهم وكأنه كُتب على هذا الشعب أن يعيش أبداً على خطوط تماس لا خلاص منها إلا بكلمة تأتي من خارج حدود الوطن«، مشدداً على أن «الرهان الحقيقي لحزب الله وحلفائه، ترك الرئاسة شاغرة الى ما بعد حسم الوضع في سوريا وفقاً لنظرية بشار الأسد الذي قال منذ فترة إنه يحتاج الى السيطرة على الوضع. بالطبع هذه أوهام الأسد وجوقته، فهؤلاء جميعاً يظنون أن باستطاعتهم السيطرة على الوضع في سوريا ومن ثم فرض الرئيس الذي يُريدونه في لبنان. من هنا يضع حزب الله هدفاً وحيداً هو أن الرئاسة في لبنان يأتي دورها بعد الحسم في سوريا وليس قبل إلا في حال وافق فريق 14 آذار على الإتيان برئيس يكون تحت عباءة المُرشد«.
وعن نشأة حزب الله يقول بيضون: «تعود هذه النشأة في الأساس الى قرار إيراني تحت شعار تصدير الثورة التي تُخفي الهيمنة الامبريالية الفارسية وتصدير النفوس. «حزب الله« لم يقم على أساس مقاومة إسرائيل، بل هو محاولة إيرانية للوصول الى الحدود مع إسرائيل بهدف القدرة على الضغط دولياً وذلك من خلال عمليات الحزب والحروب التي خاضها في جنوب لبنان، وهذا الأمر لم يتم بسهولة أو ببساطة، بل تم من خلال حرب أهلية بين حزب الله وحركة «أمل« التي استمرت سنتين سقط خلالها آلاف الضحايا«، مشيراً إلى أن «قتال حزب الله ضد الآخرين لا يقوم على مبادئ وأسس، بل على أوامر من الولي الفقيه، وأمين عام الحزب قال ذات يوم «نحن لا نستعمل عقولنا بل إن الإرشادات تأتينا من المرشد». ومن ضمن أسس تكوين «حزب الله« عدم مناقشة أوامر المرشد، ما يعني أن القتل بأوامر من هذا المرشد يُصبح أمراً في غاية السهولة«.
الشيعة انكفأوا تحت ترهيب «حزب الله»
وتابع: «الطائفة الشيعية التي كانت ضد أن يكون قرار الجنوب خارج الوطن، انكفأت في حرب حزب الله وأمل والتزمت الصمت تحت الترهيب من الحزب، ومع الأسف اليوم يتبجّح الإيرانيون بأنهم أصحاب القرار في الجنوب، والأخطر أن كل مسؤول إيراني يقوم بزيارة الجنوب يبدأ بتوجيه رسائل ترهيبية وعدائية الى العالم كله وكأن الجنوب أصبح ملكاً لهم أو مسرحاً لعملياتهم الخارجية. والأنكى أن زياراتهم تلك لا يُرافقهم بها أي مسؤول لبناني«، مضيفاً: «واليوم لا تزال الطائفة الشيعية مهزومة تحت إرهاب حزب الله منذ العام 1991 ولغاية الآن بفعل السلاح والفساد. من الضروري جداً أن تستعيد الدولة اللبنانية قرار الجنوب وأن لا يبقى بيد الحزب الذي يتصرف به حسب أهواء إيران وهذا ما يُطالب به العرب أيضاً والذي يُمكن أن يُجنبنا أي دمار إسرائيلي ممكن. وأي مجازفة من حزب الله بأمن الجنوب سوف لن نجد نتيجتها هذه المرة من يُساعدنا أو يمد يد العون لنا«.
واستطرد بيضون: «حزب الله لم يقم على أسس وطنية لأن ولاية الفقيه لا تعترف بوطن والولي الفقيه نفسه يعتبر أن ولايته تقوم على كل الأمة ولا تعترف بأي حدود، وكل من يؤمن أو يقتنع بهذه الولاية لا يعترف بدوره بالعيش المشترك أو بقانون وطنه ولا بنهائية كيانه، وللتأكيد على هذا الكلام علينا أن ننظر إلى الضاحية الجنوبية التي غاب عنها المكوّن المسيحي نهائياً، علماً أن الضاحية منذ ثلاثين عاماً، كان نصف سُكّانها من المسيحيين. أين هم الآن وعن أي عيش مشترك يحدثنا حزب الله؟».
وحول التأييد الشيعي لـ»حزب الله« أوضح أن «البيئة المنغلقة داخل الطائفة الشيعية هي مع الحزب، لكن البيئة المنفتحة هي ضد كل ما يقوم به في لبنان وخارجه. ووضع الشيعة في لبنان يُشبه وضع الشيعة في الخارج أو العلويين في سوريا، فهم بحاجة الى عطف الدولة«، مذكراً أنه «بعد حرب تموز 2006 ظن الجنوبيون أنهم أصبحوا بحماية الدولة قبل أن يتبيّن لهم أن الدولة هي بحماية حزب الله وهم الذين ظنوا أنهم تخلّصوا من الحزب وإرهابه وممارساته. المواطن الجنوبي عندما يرى كل هذه الأمور تُرتكب أمام عينيه، يُصبح وكأنه قد استسلم لقوى الأمر الواقع«.
ودعا القوى الدولية العاملة في جنوب لبنان إلى «التذكّر جيداً أن مهمتم في الجنوب هي تأمين سيادة الدولة وليس تأمين سيادة حزب الله، وعلى الأمين العام للأمم المتحدة أن يطرح هذا الموضوع وأن تكون هناك سياسة مختلفة عن تلك المتبعة اليوم. إسرائيل لا تريد سيادة الدولة بل تريد سيادة الحزب لأنها تعطيها الذريعة بشن عدوان في أي لحظة تريدها«، واصفاً «حزب الله بالميليشيا وليس مقاومة، وكل ميليشيا هي منظمة إرهابية«.
وختم: «منذ نشأته سلك حزب الله طريق الإرهاب من خلال خطف الطائرات والاغتيالات لصالح سياسة إيران وتنفيذاً لقراراتها وهي استعملته كأداة لتطبيق مشروعها في المنطقة خصوصاً أنها الجهة الوحيدة التي كانت تُفاوض على الرهائن الذين كان يختطفهم الحزب. وللتاريخ لم نسمع حتى اليوم أن هناك مواطناً أو مسؤولاً سعودياً قد دخل لبنان من دون تأشيرة، لكن في المقابل فإن البلد كله مباح لأي مواطن أو مسؤول إيراني منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وهذه الاستباحة تحصل كل يوم لا بل كل ساعة».