إلى سيدنا الراعي: كفى ندباً وبكاءً على الأطلال، وانتم في مقدمة المتخلين عن رسالة لبنان وعن دور الكنيسة
الياس بجاني/17 آذار/16
لا يكاد يمر يوماً واحداً دون أن يطل علينا سيدنا الراعي بمناسبة وبغير مناسبة في مشهديات فاقعة في التصنع والإستكبار وغارقة في المظاهر الدنيوية الفانية وذلك من خلال خطاب بعيد عن جوهر الأعمال بُعدِ السماء عن الأرض.
إطلالات سيدنا في الجوهر وفي البعدين الإيماني والرجائي هي في غير قاطع التواضع والبساطة والشفافية والشهادة للحق عن طريق تسمية الأشياء بأسمائها، والأخطر أنها بعيدة عن عمق وجوهر دور وواجبات الكنيسة المارونية التي أعطى لصرحها البطريركي المقدس مجد لبنان.
إطلالات كما يراها كثر ونحن منهم هي مسرحية واسقاطية وتبريرية وغير مجدية ولا فائدة منها ولا رجاء.
في كل هذه الإطلالات يكرر ويستنسخ سيدنا الراعي مواقفه الرمادية اللاانجيلية التي تساوي بين الخير والشر، وبين الأخيار والأشرار، وهو دائماً يحاول أن يزين إطلالاته بدور الناصح والباكي والشاكي معاً، وفي نفس الوقت معلناً فساد الطبقة السياسية وعقمها، علماً أنه حصاداً وغلالاً لا يختلف كثيراً عن مساهمات هذا الطاقم في تهميش وتغييب وعزل دور وموقع الكنيسة الوطني والسيادي.
حبذا لو يريحنا سيدنا من إطلالاته السياسية المسرحية اللاانجيلية الهوى والنوى وينكب بدلاً من ذلك على الأعمال وعلى الأعمال فقط، وذلك عملاً بقولي الكتاب المقدس: “إن الإيمان دون أفعال هو ميت تماماً كالجسد بلا روح”. “ومن ثمارهم تعرفونهم”.
أما غالبية أصحاب شركات أحزابنا المارونية تحديداً مع استثناءات قليلة، فهم حقيقة وممارسات وخطاباً وانجازات أسوأ الموارنة بامتياز، لأنهم لا يمثلون لا من قريب ولا من بعيد قيم وأخلاق وتاريخ وتطلعات وهموم وأوجاع ومعانات اللبنانيين عموماً والموارنة تحديداً.
هم في غربة كاملة عن ناسهم والوطن وعن تعاليم الكتاب المقدس.
عملياً، وواقعاً معاشاً هم الفشل بعينه، والقنوط والإحباط والتخلي والإسخريوتية والطروادية والطمع والحسد بأبشع صورها.
إن تدميرهم لتجمع 14 آذار وفرط عقده الوطني العابر للطوائف وعن سابق تصور وتصميم، وعلى خلفية الأنانية والأطماع هو نموذج من رزم نماذج أعمالهم الشريرة… وما أكثرها!!
كان بعض هؤلاء التجار من أصحاب شركات الأحزاب المارونية تحديداً يُعيبون على النائب ميشال عون النرسيسي والطروادي انحرافاته والشرود والتلون، وينتقدون خطيئة التحاقه بمحور الشر السوري-الإيراني، وتخليه بفجور عن كل ثوابت الموارنة التاريخية.
ولأن معظمهم فاشل ومصاب بعاهتي العقم والنفاق ولا يجيد غير ردات الأفعال ها هم في غالبيتهم وبعد 11 سنة من التبجح بخطاب سيادي واستقلالي كاذب، ها هم يلتحقون بخط النائب عون ويتلحفون بخياراته اللالبنانية، ويتحالفون معه ويرشحونه لموقع الرئاسة، في حين أنهم يجهدون بمكر لتبليع فشلهم وشرودهم والخطايا للناس من خلال شعارات الوحدة المسيحية والخوف على الدور والمصير.
ومن من هؤلاء لم يلتحق بعون حتى الآن فهو على قائمة الانتظار رغم خطابه السيادي المموه العلني، ويسعى في السر وخلف الأبواق المغلقة مع من بيدهم القرار ليرتكب نفس الخطيئة..
السؤال البديهي لهؤلاء القادة من أهلنا هو، هل ميشال عون هذا الأداة الملالوية والأسدية هو في ممارساته وخطابه وتحالفاته وربعه وقيمه السياسية والوطنية هو مسيحي فعلاً وهمه الوجود والدور المسيحي وحقوق المسيحيين؟
يبقى أن فاقد الشيء لا يعطيه، وقادتنا الموارنة في غالبيتهم هم للأسف العقم بلحمه وشحمه، وبالتالي فالج لا تعالج.
*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الالكتروني Phoenician@hotmail.com
في أسفل فهرس صفحات الياس بجاني على موقعي المنسقية الجديد والقديم
فهرس مقالات وبيانات ومقابلات وتحاليل/نص/صوت/ بقلم الياس بجاني بالعربية والإنكليزية والفرنسية والإسبانية