هكذا يحاول حزب الله كتم أصوات معارضيه
نسرين مرعب/جنوبية/ 20 مارس، 2016
كن مع الحزب ولا تبالي هي جمهورية الموز المحكومة بسلاح الدويلة، والخاضعة لأجندته ولإيديولوجيته العابرة للحدود والمهددة للوحدة الوطنية وسيادة الدولة.. حزب الله الذي لا يترك وسيلة إلا ويقمع بها معارضيه، فمقاومة الممانعة لا تقبل الإنتقاد ولا الديمقراطية، لتصبح المعادلة السائدة عارض “الحزب الإلهي” وتحوّل إلى خائن وموساد وربما داعشي وإرهابي، فعلى هوى الحزب أنت مسيّر وفي القوانين اللبنانية تنفذ شرائع “حمورابي الحزب لا الدولة”.
حتى إذا أراد الحزب تسويق تهمة لك، استطاع وبإيماءة منه للقضاء العسكري تحويلك لعميل ومتهم، فيما يُخرج الحزب نفسه العملاء الحقيقيين من زنزانات “فايف ستار” “أطهر من الطهارة”.
سياسة القمع التي انتهجها الحزب في المرحلة الماضية، أصبحت مكشوفة أمام الضغط اللبناني الشعبي المعارض لحزب الله، والذي نجحت مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام الإلكتروني في تظهيره في تحويل الصوت الفردي إلى صوتٍ جماعي فعّال قادر على التغيير.
الحزب لا يستطيع أن يسوّق تهمة العمالة لكل هؤلاء الإعلاميين والناشطين، وبعد أن فشلت محاولات كمّ الأفواه إن من خلال تهمة “شيعة السفارة” أو من خلال الدعوى القضائية التي رفعها وخسرها أمام الإعلامية ديما صادق، اتهامه الأخير لموقع “جنوبية” بالتعامل مع الإسرائيلين وبأنّ الناطق باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي هو المسؤول المباشر عن مواد الموقع.
وكذلك سقطت “بالسخرية والتنكيت” التهمة التي سوّقها لناشطي السوشيال ميديا المعارضين له ولسياسته الإيرانية حيث قال زعيم حزب الله وبكل وضوح في إحدى خطاباته الأخيرة بأنّ الموساد هو من يوجه هؤلاء المغردين.
فشل الحزب في هذه النواحي وعدم قدرته على الضغط وعلى منع المعارضين إن من البيئة الشيعية أو السنية واللبنانية من الإنتقاد العلني، دفعه للتضييق عليهم إما عبر حواجزه الأمنية غير الشرعية، أو بإعلانه حرباً على لقمة العيش وعلى الجمعيات التي تعمل على توظيفهم.
وفي هذا الملف، ملف تعدّيات حزب الله على اللبنانيين (سنة وشيعة) وعلى حريتهم وحقوقهم نتوقف عند عدة نقاط.
الأولى، وهو ما كتبه “أحمد عصمت عثمان” في النهار، تحت عنوان “إلى قيادة «حزب الله»: «بأي حق يحقق معي عناصركم»؟”، سارداً و واصفاً التعديات التي تقوم بها دويلة حزب الله.
أما الثانية، فهي استحداث تكليف شرعي في محاربة أرزاق المعارضين له من البيئات الخاضعة لأحكام دويلته، هذا التكليف الذي أدان بموجبه الحزب أحد المعارضين حسبما أبلغتنا مصادر مؤكدة مخيرة إياه بين التوقف عن انتقاد الحزب وبين لقمة عيشه.
النقطة الثالثة، هي التهديدات غير المباشرة التي تأتي “بثوب النصيحة” والتي يرسلها الحزب عبر وسطاء مقربين من شخص المعارض الذي يريد لجم صوته.
إرهاب الحزب لا يتوقف عند هذا الحد، وإنّما قد يصل “لفركة أذن” أو لـ “تعليمة” على أملاك من يريد إصماته ومنعه من القول “حزب الله .. أخطأ، حزب الله .. لا يمثلني”.
إذاً، نستنتج من كل ما سلف أنّ لبنان هو مساحة يحكمها حزب الله، هذا الحزب الذي جوّع أهالي مضايا بالحصار ينتهج السياسة نفسها مع من لا يقولون له “لبيك”، ولكن لو خرج السيد يوم أمس ورأى الثوار يهتفون ضد “بشاره” من ساحة الشهداء لأدرك أن الثورة ضد الظلم وضد الاستبداد والالغاء لن تموت لا جوعاً ولا ترهيباً ولا بإتهامات بالية.
في وجه حزب الله وحركة أمل، صرخة في واد.
لبنان الجديد/د.أحمد خواجة/لم يتمكن الشيعة الرافضون لهيمنة قطبي الطائفة، حزب الله وحركة أمل من تكوين تيار سياسي وثقافي راسخ يعبر عن رؤاهم وتطلعاتهم ويستوي منبراً فاعلا في وجه الآلة الإعلامية الكاسحة لحزب الله، والإحتكار الدولتي والخدماتي الذي تضطلع به حركة أمل، انطلاقا من موقع رئاسة المجلس النيابي، والتربع في المناصب الوزارية الهامة التي يشغلها أتباع الرئيس بري.ومع ذلك ظلّ الصوت الشيعي المستقل يحاول الإفلات من ربقة هذا الثنائي الرهيب.ورغم محاولات بعض رجال الدين بلورة حركة معارضة فاعلة من حين لآخر، إلا أنّ الأمر لم يلق َالنجاح المطلوب.
وظلّت الصيحات المعارضة تذوي أمام أمام السيطرة الكاملة للحزب، عسكرياً في الداخل والخارج، واجتماعيا واقتصاديا وتربويا وخدماتيا،واستمر الرئيس بري في تغطية مواقف الحزب والتّستر عليها، والإكتفاء بجني المكاسب الخالصة من حالة الفساد المستشري في أجهزة الدولة ومؤسساتها. واستباقاً لخطاب الامين العام السيد حسن نصر الله يوم الاثنين القادم، أرغب في إطلاق هذه الصرخة، علّها تلقى آذانا صاغية.
1- كان الشيعةُ على مدار تاريخهم ، ومنذ استشهاد الإمام الحسين بن علي وترسُّخ الإمامة الروحية على يد أبنائه وأحفاده قد دأبوا على ترك الدنيا والحكم والسلطان والإمامة، وأوكلوا أمرها لصاحب الأمر والزمان الإمام المهدي الذي عليه وعليه وحده أن يملأ الدنيا عدلا ورحمة بعد أن مُلئت ظلماً وجوراً وما زال جمهور الشيعة، ومن ضمنهم شيعة لبنان، يؤمنون بهذا المسار الروحي بعيداً عن سلطان الولي الفقيه التي جاء بها السيد روح الله الخميني. ويتلخّص هذا المسار بتفضيل المعنى على القوة أو السلطة، ثم تفضيل السلم على العنف، والمعرفة المنيرة على الجهل المؤسّساتي، والخروج من أفكار التكفير والتبديع التي أشاعتها كتب الفِرق والملل والنحل، وكان الشيعة أبرز ضحاياها.
2ـ ليس مطلوباً من الشيعة في العالم الإسلامي اليوم المجاهرة بأنّهم يمتلكون ناصية «الدين الحقّ» وأنّ الآخرين وقعوا في محضورات النحل والأهواء الضّالة، بل عليهم، كما درج أئمّتهم نقل العقيدة في محتواها وممارستها إلى مستوى أوسع ومنظومة معرفية أكثر تفتُّحاً وأشمل إحاطة بما أضافته الحداثة المعرفية إلى الخطاب الديني، للوقوف في وجه الحركات الأصولية المُتشددة، فإذا كان الشيعة سيشاركون في نشر العنف السياسي والإجتماعي والحربي وتعميم الجهل كما يفعل قادة الحركات الأصولية، فأي فرق بينهما؟ وأي رسالة يمكن إيصالها لإخوانهم في الدين وللأجيال الطالعة إذا ما نشأت وتربّت في أحضان الجهل والتكفير والتعصب.
3- ليس مطلوبا من قيادة حزب الله التخلّي عن سلاحها غداً، ولا الرئيس بري عن سلطته بعد غد. بل لعلّ المطلوب من قيادة الحزب أن تعود إلى تعاليم الله الذي يحمل حزبهم اسمه، فالمال عارضٌ وزائل، كذلك السلطان، ومعهما الدنيا بأسرها. لكن آن الأوان للحزب أن يستقلّ بقراره، ومعه مصير أبناء الطائفة،عن المشاريع الأيرانية التوسعية في المنطقة العربية، كما آن الأوان للتصالح مع محيطهم العربي الواسع بالإنسحاب من حروب سوريا المفتوحة،وصولا إلى التدخل غير المبرر في البحرين واليمن(ولو كلاميا ودعائيا). والعمل بإخلاص ووطنية لتقوم«دولتهم» الحقيقية، دولة لبنان الكبير، على حساب«دُويلتهم» المُصطنعة والتي لم يجدوا لها اسماً حتى الآن. أمّا الرئيس بري فعليه أن يتّعظ بما أصاب أسلافه ممن كنزوا الذهب والفضة، وغادروا هذه الدنيا باللعنات وبئس المصير.
مجرد صرخة علّها لا تضيع في وادٍ سحيق، أو يصرخ في وجهنا من يقول: لقد أسمعت لو ناديت حيّاً ولكن لا حياة لمن تنادي.
لأسد يساوم روسيا بـ”حزب الله”!
منير الربيع/المدن/الأحد 20/03/2016
على الرغم من ان “حزب الله” باق في سوريا بعد الإنسحاب الروسي، إلا أن ثمة ضغوطاً دولية تمارس عليه لسحب قواته، تسهيلاً امام الحلّ السياسي، خصوصاً أن إيران خفّضت عديد الحرس الثوري الإيراني منذ نحو شهر. وعلى الرغم من أن أكثر من مصدر مطلع يؤكد أن الثنائي الروسي – الأميركي، يسعى الى الضغط لتقليص الوجود الايراني والقوات المتحالفة مع طهران في سوريا، الا أن اللافت أن النظام السوري بشخص رئيسه بشار الأسد دخل أيضاً على خطّ هذه الاجواء والمشاورات، لا سيما انه يعتبر أن روسيا قد تفتح له الأبواب الدولية، وخصوصاً مع واشنطن، من أجل بقائه مستقبلاً، فيما إيران قد تشكّل عامل استفزاز لقوى قد تكون على علاقة جيدة بموسكو. وتكشف مصادر “المدن” أن النظام السوري أوصل رسالة إلى بعض القيادات الأميركية عبر الروس، تشير إلى انه يفضل التدخل الروسي على التدخل الايراني لاسباب عديدة، أبرزها أن روسيا قوة عالمية وتدخل وفقا لحسابات دولية واسعة جداً، ولا يمكن إلا ان يكون تدخّلها مبنياً على إتصالات ومشاورات دولية، وبهذا يختلف التدخل الروسي عن الإيراني الذي قد يحسب تدخّله من منطلق طائفي او مذهبي، أو يعيد إلى الأذهان نظرية تشكّل الهلال الشيعي. وتأتي هذه المشاورات، في ظل البحث عن مخارج للحلّ السياسي، تتعلّق بالمرحلة الإنتقالية، وشكلها، والحكومة التي ستتشكّل، والإنتخابات التي ستجري، وتكشف المصادر أن إيران تضع شروطاً للتخفيف من وجوده العسكري في سوريا، وكذلك “حزب الله”، وتتمثل بتقديم ضمانات روسية – اميركية تؤكد على بقاء النظام ممثلاً بشخص رئيسه، في المرحلة الإنتقالية، أما الضمانات العسكرية فتتمثل بضمان امن الحدود ووقف تدفق المقاتلين، كي يبقى النظام محافظاً على مناطق نفوذه والمكتسبات التي حققها بفعل التدخلين الإيراني والروسي، وتؤكد المصادر أن هذه الضمانات اصبحت موجودة. وتلفت المصادر إلى ان هناك اتفاقاً روسياً – اميركياً واضحاً حول مستقبل الوضع في سوريا، وكل طرف يحاول العمل مع حلفائه، لإقناعهم في السير بهذا الإتفاق، بمعنى ان الجانب الروسي يسعى إلى إقناع الجانب الإيراني بالحل السياسي وبضرورة تقديم تنازلات، بالإضافة إلى الإنسحاب، وكذلك بالنسبة إلى الاميركي الذي يسعى إلى ذلك مع حلفائه الخليجيين، على الرغم من أن إيران ما زالت تعتبر أن الحل في سوريا عسكري وليس سياسياً على عكس الموقف الروسي، الذي يصر على الحل السياسي. ولا يمكن فصل إسرائيل عن كل ما يجري، وهذا بحسب ما تقول مصادر “المدن” سيكون محلّ تشاور بين المسؤولين الإسرائيليين والروس في موسكو في الايام المقبلة، وتحديداً مرحلة ما بعد الإنسحاب الروسي وتداعياته. وكذلك سيكون على جدول أعمال وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأسبوع المقبل حين يزور موسكو، خصوصاً أن اسرائيل تطالب روسيا بضرورة الانسحاب الايراني من سوريا. هذه الاجواء توحي بتحيّن إسرائيل فرصة معينة، بغية توجيه ضربة عسكرية للحزب، في ظل إنشغاله في سوريا، وفي مرحلة ما قبل الإنسحاب، وتعتبر المصادر أن أي حرب إسرائيلية مقبلة واردة جداً، اذ انه بعد الاتفاق النووي كانت إسرائيل تنتظر تعويضاً اميركياً، لكن التطورات التي حصلت في المنطقة، دفعت الاميركيين الى حسابات اخرى مخالفة لرغبة اسرائيل، على الرغم من أن “الاحتمال وارد أكثر من اي وقت مضى”، على حد قول مسؤول في الحزب، بما أنه “لا يمكن التنبؤ بزمن ذلك، لكن الأشهر القليلة المقبلة قد تحمل اي جديد على هذا الصعيد، في ضوء تبلور وجهة الامور”.