واجب ملاقاة الدول العربية في تصنيفها حزب الله ارهابياً الياس بجاني/22 آذار/16
من واجب كل لبناني وطني وسيادي وحر يخاف الله وينبذ الإجرام والإرهاب والفوضى، من واجبه أن يشكر الدول العربية التي صنفت حزب الله منظمة إرهابية ويلاقي هذه الدول بمواقف العرفان بالجميل الواضحة والعلنية التي لا لبس ولا رمادية فيها، وذلك خدمة للبنان الإنسان والسيادة والدولة والدستور والتعايش والكيان والسلم، لا أن يتجابن ويدعي باطلاً أن هذا التنظيم هو مكون لبناني ومشارك في الحكومة والمجلس النيابي وبالتالي هو غير ارهابي.
نعم إن أفراد هذا التنظيم هم من التابعية اللبنانية، إلا أنهم عسكر في جيش دولة أجنبية، هي إيران الملالي، وتابعين كلياً لهذه الدولة على كافة الصعد، وعلى كل المستويات، وهم عملياً وممارسات لا يمتون بصلة للدولة اللبنانية، لا تسليحاً، ولا تمويلاً، ولا تنظيماً، ولا قراراً، ولا مشروعاً، ولا دستوراً، ولا انتماءً، ولا ثقافة. وهذه وضعية شاذة شهد التاريخ المعاصر كثيراً من مثيلاتها.
ففي هذا السياق من المثبت تاريخياً أن الجيشين الفرنسي والإنكليزي خلال الحرب العالمية الأولى، كما الثانية كان معظم عسكرهما من جنسيات مختلفة إلا أنهم وكما حزب الله كانوا عسكراً تابعين كلياً للدولتين الفرنسية والبريطانية وليس للبلدان التي يحملون جنسياتها.
لبنانياً وبعد المواقف العربية الشجاعة والرادعة لحزب الله ولأسياده الملالي المطلوب الوضوح والجرأة والتوقف عن هرطقات التشاطر والتذاكي عملاً بالمثل العثماني البالي الذي يقول كن ذكياً وأبقي :”إجر بالفلاحة وإجر بالبور”.
من هنا فلطالما بقيت قيادة القوات اللبنانية متمسكة بترشيح النائب ميشال عون لموقع الرئاسة الأولى رغم كل ما يمثله من عداء للبنان وللبنانيين في رزم تناقضاته وشروده وثقافته وتحالفاته وشعوبيته المتعارضة كلياً مع كل القيم والثوابت والتضحيات التي أوجد الشيخ بشير الجميل تنظيم القوات اللبنانية على أساسها، وفي المقابل لطالما بقي تيار المستقبل مصراً على ترشيح النائب سليمان فرنجية وهو حليفاً لبشار الأسد الكيماوي والبراميلي ومن فريق حزب الله الذي اغتال رفيق الحريري وكل شهداء ثورة الأرز، فهذا تصرف عملياً يعني باختصار جداً مفيد أن الفريقين، القوات والمستقبل وعلى مستوى القيادة (وليسا على مستوى القواعد) هما في ممارساتهما وخياراتهما الرئاسية تحديداً خارج مبادئ ثورة الأرز وفي تناقض فاضح مع مشروع 14 آذار السيادي، وفي نفس الوقت في غير سياق احترام دماء وتضحيات الشهداء.
أما التنظير الإستسلامي والذموي من القيادات الزمنية والروحية على أساس أن رئيس الجمهورية يجب أن يكون الآن من محور الشر السوري الإيراني فهذا خيار لا مبررات واقعية وعمليه له على الأرض كون حزب الله لم ينتصر على اللبنانيين رغم كل فجوره وإرهابه وغزواته .. كما أن خيار هؤلاء الاستسلامي هو غير لبناني وغير سيادي وغير استقلالي وغير مقاوم ولا يقنع إلا الزلم والأتباع وهؤلاء قله وقد تخلوا عن حريتهم وقتلوا في دواخلهم حاسة النقد.
منطق هؤلاء هو أعوج ولاإيماني ولارجائي ولاأخلاقي ولالبناني، كما أنه يلغي مبدأ المقاومة وينسفه، ويجرم الشهداء، ويصنف أبطالنا في خانة القتلة… فهل هذا هو منطق 14 آذاري؟!!
أما فيما يخص إرهاب حزب الله وتصنيفه على قوائم الإرهاب الدولية والعالمية، فإن المطلوب من القيادات اللبنانية السيادية كافة، مسيحية ومسلمة ودرزية أن لا تتلطى خلف مواقف الحياد، وتتسلح بالمفردات الرمادية التي لا لون ولا طعم ولا قيمة لها، وأن لا تجهد على خلفية الخوف والتقية في فذلكات فنون اللعب على الحبال بهدف تبرر مواقفها الذمية، وبالتالي تخترع مصطلحات وتعريفات هجينة تتسم بالجبن والهروب.
في هذا السياق وعلى سبيل المثال لا الحصر أتحفنا أحد القادة السياديين اللبنانيين الأسبوع الماضي بتعريف مسخ لوضعية حزب الله يقول:” إن حزب منظمة مسلحة تقوم بأعمال عسكرية في الخارج تضر بمصالح لبنان”، ممتنعاً عن القبول بتصنيف الحزب ارهابياً!!
إن كلام هذا القيادي هو دليل جلي على مفاعيل إرهاب حزب الله التي ترهبه وتمنعه من الشهادة للحق.
باختصار، إن حزب الله ليس فقط منظمة إرهابية، بل هو جيشاً إيرانياً كامل الأوصاف.
جيشاً يحتل لبنان بالقوة والتمذهب والمال والبلطجة والاغتيالات والغزوات ويرهب أهله ويهيمن على مؤسساته ويستبيح دستوره وحدوده وقضائه وسيادته واستقلاله والحريات، ويمارس كل أنواع الأعمال المخالفة للقانون، كما أنه يعادي كل الدول العربية ويقوم بأعمال إجرامية وحربية في معظمها بأوامر إيرانية مباشرة هدفها المعلن هو احتلال هذه الدول وإسقاط أنظمتها وتهجير أهلها لمصلحة إقامة مشروع الإمبراطورية الفارسية التوسعي والاستعماري.