لسنا في لبنان… بل في المنفى لأننا رفضنا أن نكون “يهوذا الإسخريوطي”
جولي ابوعرّاج
25 آذار/16
لا نذيع سرًا إذا قلنا أن الهدف الأساسي من “حروب الغير” على أرض لبنان كان ولا يزال إفراغه من إنسانه، من حضارته… من هويته.
و23/5/2000 ، تاريخ جسد هذا المشروع بكل تفاصيله، فلم يكن يوم “تحرير الجنوب من الإحتلال” بل كان “إفراغ الجنوب من شعبه”.
هذا الشعب الذي حمل خشبة خلاص وطنه أكثر من ثلاثة عقود ولا زال، نافضًا عن ضميره كل محاولات المساومة والتسويات، دافعًا ثمن “الشرف” ألمًا وتاريخًا
يأتي عيد الفصح المجيد للمرة السادسةعشرة على العائلات اللبنانية في دولة إسرائيل، لتكون معانيه “خزانًا” يرتشفون منه الصبر والتسليم والفداء اكراما لوطن بسير في عروقهم وهياكلهم رغم كل العناء.
رفض عناصر “جيش لبنان الجنوبي” أن يكونوا “يهوذا الاسخريوطي” لتسليم لبنان في زمن كثر جلاديه المتهافتين على سجنه في السجون الإقليمية وإذلاله.
علقوه بين الحياة والموت، مكبيلينه بالجغرافيا في هذا الشرق، وعندما حاول أبناء “الجنوبي” فكّ سلاسله، تعالت الأصوات ، معلنين لهم العداء، فقزّموا الوطن …وحولوه من وطن الحضارات والحوار إلى وطن التجار.
سبب جلجلة “اللبنانيون في إسرائيل” أنّهم التزموا بلبنان وطنًا أبديًا سرمديًّا، في الوقت الذي وضعوه على الصليب ثم”مسمروه” بعد أن تكلموا كثيراً عن سيادته واستقلاله وحريته.. وهو “يعرفهم واحدًا واحدًا” ويعرف أن كلامهم لم يكن صاداقًا وأن التزامهم كذب وخداع.
نسجد لآلامك أيها الوطن الصغير… على أمل توبة “الجلاد” لتصبح قيامتك رجاء لأبنائك المنفيين.
وفي يوم الخلاص المجيد نتقدم من لبنان لنقول له : لن نيأس، سنبقى ننتظر، أن يأتي يومًا تشق فيه العدالة صدرها وتصرخ الحق معلنة قيامتك. عند ذلك يكون مجدك …