البرازيل قرَّرت.. ميشال تامر رئيساً
العربية نت/18 نيسان/16
بتصويت عاصف وتاريخي، بدأ بعد ظهر الأحد وانتهى في الـ11 ليلاً، أي الثالثة فجر الاثنين بتوقيت غرينيتش، أطاح مجلس النواب البرازيلي برئيسة البلاد، ديلما روسّيف، عن منصبها الذي تولته في 2010 وثانية عند فوزها في 2014 بولاية من 4 سنوات، كانت ستنتهي بعد 18 شهراً، إلا أن نتيجة التصويت حرمتها منها، وجعلتها ثاني رئيس بتاريخ البرازيل يتم عزله، بعد فرناندو كوللر دي ميللو.
نتيجة تصويت المجلس المكون من 513 نائباً على عزلها، كانت أكثر من المطلوب دستورياً، وهو 342 صوتاً تعادل الثلثين، لأن من صوتوا لعزلها كانوا 367 نائباً، مقابل 137 ضده، وامتناع 7 عن التصويت، وتغيّب نائبين، وكان يلزمها أصوات 166 نائباً لإفشال عملية عزلها، وهو ما لم يحدث، لذلك سيحل مكانها نائبها اللبناني الأصل ميشال تامر، بعد مواصلة آلية التنحية في مجلس الشيوخ الذي سيحال إليه اليوم الاثنين اقتراح النواب بعزل الرئيسة، ليلفظ القول الفصل بحقها بعد أسبوعين تقريباً، علما أنه بحاجة لأغلبية بسيطة، مضمون من الآن أكبر منها، ليوافق على ما سيحيلونه إليه، وبعدها سيحاكمها عن المتهمة فيه، وبسببه انتفض البرازيليون شعبياً ونيابياً ضدها وعزلوها.
واتهمت نائبها بأنه أحد قادة “الانقلاب” عليها
روسّيف التي خرجت من القصر الرئاسي لتتجول على دراجة هوائية حين كانوا يصوّتون على تنحيتها، متهمة بالفساد والإفساد، والتلاعب بخزينة البلاد، وبانتهاج سياسة اقتصادية شعبوية الطراز، أدت إلى ركود مستفحل، لم تعرف مثله بلاد الأمازون طوال 25 سنة مضت. إلا أن أكثر ما أسرع بها إلى بوابات الجحيم عليها، هو تورطها بفضيحة فساد ضخمة طالت شركة Petrobras النفطية الوطنية.
إلا أن روسّيف، وهي يسارية بلغارية الأصل عمرها 68 وعزباء بلا أبناء ومن “حزب العمال” الحاكم منذ 13 سنة، تنفي الاتهامات وتراها نتاج مؤامرة من معارضين، ضمت الثلاثاء الماضي إليهم نائبها تامر نفسه، حين اعتبرته في بيان أصدرته أنه أحد قادة محاولة “الانقلاب” ضدها، وبأنه وزع رسالة صوتية على نطاق واسع عن قبوله بالحلول مكانها كرئيس.
عزل ديلما روسّيف
كانت جلسة التصويت التي حضرها جميع النواب، ما عدا نائبين وامتناع 7 عن التصويت، بينهم لبناني الأصل، محاصرة من خارج المجلس بمئات من رجال الشرطة، التي تم وضع الآلاف من عناصرها في حالة استنفار بكل أنحاء البرازيل، خشية وقوع مواجهات بين أنصار الفريقين.
وسبق لروسّيف أن حاولت الجمعة والسبت الماضيين، إجراء مفاوضات مع بعض النواب، لعل وعسى يقفون إلى جانبها، فخرجت من رحلة الصيد بسلة فارغة. كما استقبلت صحافيين من صحيفة “فوليا دي سان باولو” البرازيلية، لتقول في مقابلة معها السبت: “هم يريدون إدانة امرأة بريئة وينقذون الفاسدين” في إشارة إلى عدد من السياسيين المواجهين اتهامات بالفساد، إضافة إلى اتهام معارضيها بممارسة “الخداع والكذب للإطاحة بحكومة منتخبة شرعياً واستبدالها بغير شرعية”، نافية ارتكابها أي مخالفة، وواصفة ما يجري بأنه: “انقلاب على الجمهورية والديمقراطية، وقبل كل شيء على أصوات البرازيليين الذين شاركوا بالعملية الانتخابية”، وفق تعبيرها.
ابنة شقيق المطربة صباح: لا للتنحية
ومع أن اللبنانيين 3% من سكان البرازيل البالغين 206 ملايين، إلا أن في مجلس نوابها الاتحادي 16 نائباً منهم، وواحد منهم كان بين 7 فقط امتنعوا عن التصويت، واسمه بيتو سلامة (اختصار ألبيرتو) وآخر صوّت ضد التنحية التاريخية.
البقية، وهم 14 نائباً من أصل لبناني، صوتوا لعزل الرئيسة روسّيف، تعاطفاً ربما مع مواطنهم بالأصل، نائبها ميشال تامر، المقبل في الأسبوعين القادمين ليصبح أول حاصل على الجنسية اللبنانية يتولى رئاسة دولة أجنبية، ودولة ليست كأي دولة، فهي الخامسة مساحة وبالسكان في العالم.
أما النائب الوحيد الذي أدلى بصوته ضد العزل، ومع بقاء ديلما روسّيف على الكرسي الرئاسي في قصر “ألفورادا” بالعاصمة برازيليا، فهي النائبة اليسارية جنديرا فغالي، ابنة أنطوان فغالي، المعروف باسم أنطونيو في البرازيل، وهو الأخ المتوفي للمطربة اللبنانية الراحلة صباح.