“حزب الله” يحاول التأقلم مع واقع العقوبات!
منير الربيع/المدن/الأحد 24/04/2016
تحولت العقوبات الأميركية مع بدء سريانها ضد “حزب الله” إلى واقع يدفع حكماً إلى محاولة البحث عن طريق للإلتفاف حولها، من أجل إفراغها من مضمونها، وعلى الرغم من أن ذلك يبدو مستحيلاً، إلا أن الحزب يحاول قدر الإمكان التخفيف من تأثيراتها ونتائجها. يعتبر “حزب الله” ان الضغوط التي تفرض عليه، هي بهدف التأثير على خياراته السياسية، وبالتالي استدارجه واجباره على الموافقة على التسويات في المنطقة، كما ان كل هذه الاجراءات تصب في صالح دول الخليج واسرائيل، سواء كان ذلك الآن أم على المدى الطويل. الكثير من المخصصات المالية لـ”حزب الله” توقفت منذ فترة، هذا لا يعني أنها لا تصل من طهران، لكن الحزب لا يصرفها كما كان يفعل سابقاً، بسبب الضغط المالي الذي يتعرض له. تحمل هذه المخصصات اسماء محددة ومرمزة مثل “هدية القائد”، “ولادة الأمير”، “هدية التحفيز”، وهدايا اخرى لها علاقة بالمباركة للنشاط السياسي والعسكري للحزب. وتفيد معلومات “المدن” أن كل هذه الهدايا توقفت بشكل عام، لتستمر فقط التحفيزات المالية للنشاطات العسكرية. لا يتوقع “حزب الله” ان تخف هذه الضغوط قريباً، ويعتبر انها ستطول وستصبح اكثر قسوة، وذلك الى حين الوصول الى تسويات سياسية لأزمات، لكنه يوافق على أن العلاقة بين الولايات المتحدة الاميركية وايران في أفضل احوالها، وتسير بشكل سلس جداً.
عند السؤال عن الازدواجية في الموقف الاميركي حيال ذلك، بمعنى انه في الوقت الذي ترفع فيه واشنطن العقوبات عن ايران، على خلفية الإتفاق النووي، تشددها على ذراعها الاقوى في المنطقة، لا يعتبر الحزب وفق مصادره ان هذا يدخل ضمن الازدواجية الاميركية في التعاطي، وعلى الرغم من سلاسة العلاقة بين طهران وواشنطن، الا ان استمرار الضغط على الحزب مطلب اميركي ثابت، لا بل حاجة للضغط على ايران سياسياً. لن تقتصر العقوبات عند هذا الحدّ، لا بل ستتوسع اكثر فأكثر، خصوصاً ان هناك العديد من الاسماء التي ستظهر، واللائحة وفق ما تشير معلومات “المدن” كبيرة جداً، لا بل لوائح تتضمن شركات لأشخاص في هونغ كونغ وافريقيا وايضاً في لبنان. تأتي هذه التطورات في وقت اصبحت فيه المصارف اللبنانية تقاطع “حزب الله” واي شخص له علاقة به، اضافة الى قطعها مع اي شخص يتعاطى مع اي مؤسسة مالية او مصرفية قريبة من “حزب الله”، كمؤسسة القرض الحسن، اضافة الى وضع اشارة سلبية على بنك صادرات ايران، وهذا نوع جديد من الضغوط ليس على الحزب ومموليه فحسب، لا بل على بيئته بهدف تجفيف كل مصادر التمويل. وتكشف مصادر قريبة من الحزب لـ”المدن” أن البحث عن سبل لمواجهة هذه العقوبات جارية، ان على الصعيد السياسي او القانوني عبر التحضير لاقتراحات قانونية تجنّبه ذلك، بالتعاون مع مصرف لبنان تحت عنوان ان ذلك قد يهدد القطاع المصرفي اللبناني، بدءاً من خرق السرية المصرفية، وصولاً الى سحب العديد من رؤوس الاموال.