حزب الله الكيماوي
أحمد الأسعد/05 أيار/16
إذا صحّت التقارير الصحافية عن امتلاك حزب الله أسلحة كيماوية، وتورطه مع النظام السوري في استخدامها ضد المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا، وتأسيسه منشأة كيماوية تحت إدارته، يكون الحزب أدخل لبنان في مغامرة جديدة قد يدفع جميع اللبنانيين ثمنها غالياً.
فامتلاك الأسلحة الكيماوية له تبعات خطيرة، إذ قد يدفع إسرائيل إلى التحرك عسكرياً. واي عمل عسكري إسرائيلي، أكان يستهدف الحزب في سوريا أو في لبنان، يعني الموت والدمار، وسقوط المزيد من الشبّان اللبنانيين، ويعني ضربة إضافية للبنان.
وإذا كانت مواقف حزب الله التحريضية، وتدخلاته السياسية والميدانية في شؤون عدد من الدول العربية، استتبعت إجراءات في حق لبنان، فإن امتلاكه السلاح الكيماوي واستخدامه إياه ضد مدن وبلدات سورية، سيؤجج الغضب العربي، وسيقود إلى إحكام طوق العزلة على لبنان.
لقد أثبت حزب الله، منذ بدء تورّطه في النزاع السوري، أنه مستعد لاستهداف المدنيين بوحشية، بالكيماوي أو بغير الكيماوي، كرمى لرعاته الإقليميين، أي النظامين الإيراني والسوري، وأن كل القِيَم الإنسانية تسقط عنده أمام أولوية تنفيذه أوامر النظام الذي صنعه، وهو النظام الإيراني.
وبات واضحاً للجميع أن حزب الله لا يقيم أي اعتبار لشيء اسمه دولة في لبنان، بل يتصرف كأنها غير موجودة، وكأنه هو الدولة والمرجعية، إلى حد الدخول من تلقائه، في قرار استراتيجي خطير كامتلاك الأسلحة الكيماوية.
على كل حال، إذا كانت مسرحية و مهزلة هيئة الحوار المزعوم ستعود يوماً إلى بحث موضوع الاستراتيجية الدفاعية وسلاح حزب الله، بدلاً من التركيز على موضوع النفايات وقانون الإنتخاب، فعليها أن تأخذ في الإعتبار أن هذا السلاح أصبح أيضاً…كيماوياً!