مراسم البراءة “بدعة الخميني” السياسية تعود إلى الواجهة من جديد بعد اشتراط سعيد أوحدي، رئيس منظمة الحج والزيارات الإيرانية، تضمينها ضمن فقرات محضر الاتفاق النهائي لإنهاء ترتيبات حج عام 1437هـ بعد عرضه على مرجعيته في إيران، إلى جانب إقامة كل من دعاء “كميل” و”نشرة الزائر” في كل من مكة والمدينة.

في رصد خاص أجرته “العربية.نت” لعدد من المراجع الدينية، ووفقاً لما جاء في قراءة لبيانات ومؤلفات آية الله الخميني حول ما يسمى بمراسم “إعلان البراءة”، فلم يعهد من المرجعيات الدينية للمذهب الشيعي، وكذلك الرسائل العلمية الإفتائية بشكل عام إلى زمان آية الله الخميني، التعرض لبيان حكم البراءة من المشركين، سواء أكانت غير مقيدة بزمان ومكان وأفعال مخصوصة، ولا بما هي فعل خاص مقترن بفريضة الحج بالنحو الذي ابتدعه الخميني عقب إطلاق الثورة الإيرانية الإسلامية.

واللافت أيضاً غياب التأصيل الفقهي لما أسماه الخميني بـ”صرخة البراءة” عن طيات مؤلفاته العقدية نفسها، والتي تناول فيها الواجبات الدينية من عبادات ومعاملات ككتاب “تحرير الوسيلة” في جزأيه، والمطبوع عام 1998 من قبل السفارة الإيرانية بدمشق، مقتصراً على ذكرها في بياناته وخطبه السياسية.

“كتاب الحج” أحد فصول مؤلف الخميني “تحرير الوسيلة” (يظهر في الصورة) الذي وقع في 79 صفحة، خلا من أي إشارة تذكر بين أركان الحج والعمرة والأصول التعبدية لهما، ما يشير وإن كان بسطر واحد لما يسمى “صرخة البراءة الخالدة” كما جاء على ذكرها كتاب “أبعاد الحج”، سلسلة الفكر والمنهج الخميني، الجامع لخطبه وبياناته في فصله الثالث “البعد السياسي للحج”.

ماذا يعني إعلان البراءة

ورد إعلان البراءة من المشركين في سياق سورة التوبة في الآية الأولى من السورة التي نزلت على الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، عقب غزوة تبوك في حج العام ذاته، فكان سبب نزول الآية بعد أن حضر المشركون أنفسهم لعامهم ذاك حسب عادتهم، وللطواف بالبيت وهم عراة، فكره الرسول محمد، وبحسب المفسرين والفقهاء مخالطتهم، باعثاً أبا بكر الصديق أميراً على الحج لتلك السنة كي يقيم بالناس مناسكهم ويعلم المشركين ألا يحجوا بعد عامهم هذا، وأن ينادي في الناس ببراءة، وعند عودته أتبعه بعلي بن أبي طالب ليكون مبلغاً عنه.

إلا أن معنى البراءة من المشركين وكما ظهر في كلمات الخميني وبياناته، أخرج عن سياقه التاريخي، بالدعوة إلى إعلانها في موسم حج المسلمين في صورة متابينة عن الواقع الجاري، وكأن ما بين ظهرانيهم بمشركين، محولاً إعلان “البراءة” إلى ظاهرة سياسية لا كما يروج لها من النظام الإيراني منسكاً تعبدياً من مناسك الحج والعمرة.

البعد السياسي للحج

موسم الحج تبعاً للخميني ظل المناسبة السياسية الأهم للتأسيس لشرعية “ولاية الفقيه”، داعياً مراراً وتكراراً الحجاج الإيرانيين وغيرهم إلى الاستفادة منها وتوظيفها، ووفقاً لما جاء في أحد بياناته: “إن البعد السياسي لهذه المناسك العظيمة من أكثر الأبعاد المهجورة، وقد عمل الجناة وما زالت أيديهم الخائنة تعمل أكثر وستبقى تعمل لأجل إبقائه مهجوراً”.

الخميني

هدف الخميني بذلك إلى استغلال تواجد ملايين الحجاج الوافدين من مختلف البلدان الإسلامية، عبر توظيف البعد التعبدي من أجل الترويج لما أسماه بالصحوة السياسية في العالم الإسلامي المتلخصة بولاية الفقيه، عبر مزاعم دفع الشرك والطغيان والظلم وذلك في ظاهرها، أما باطنها فكان سعياً وراء تثوير جموع الحجاج تحت راية الثورة الخمينية الإيرانية، وتحقيق غرضه في هيمنة شعارات الثورة الخمينية وولاية الفقيه على الشارع الإسلامي.

ووفقاً لما قاله الخميني بشأن صرخة البراءة هي: “صرخة المتألمين من الشعوب التي مزقت قلوبها خناجر الكفر والنفاق، صرخة براءتنا هي صرخة الفقراء والجياع والمحرومين والمعدمين والحفاة الذين نهب الجشعان والقراصنة الدوليون ما حصلوا عليه بعرق جبينهم.. أولئك الذين امتصوا دماء قلوب الشعوب الفقيرة والفلاحين والعملاء والكادحين باسم الرأسمالية والاشتراكية والشيوعية”، داعياً الحجيج وعقب اجتماعاتهم إلى كتابة التقارير وإصدار البيانات بعد تبادل الآراء ووجهات النظر وتوزيعها في محيط مهبط الوحي بين المجتمع الإسلامي، وكذلك نشرها في بلدانهم حين عودتهم.

لتكون مهمة تقديم التقارير بحسب ما دعا إليه “الخميني” خلال ما وصفه بالاجتماع المقدس للحج: “انظروا ماذا يجري على الأخوة المسلمين داخل دولهم من الاستعمار وعملائه وأتباعه، يجب على أهل كل بلد أن يقدموا تقريراً لمسلمي العالم في هذا الاجتماع المقدس يشرحون فيه ما تعانيه شعوبهم من مصاعب ومتاعب”.

الحسيني: دعاوى ولي الفقيه تهدف لتسييس الحج

السيد محمد علي الحسيني، الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي، شدد في حديث مع “العربية.نت” على ضرورة الحذر وعدم الانجراف نحو دعاوى الولي الفقيه والفتاوى الضالة والمضللة التي سعى من خلالها إلى تسييس شعيرة الحج وحرفها عن مقاصدها، وجعلها منبراً لشعارات سياسية ومسائل دنيوية لا علاقة لها بشعيرة الحج.

وأوضح أن “إعلان البراءة” في عهد الرسول الكريم كان في سياقه التاريخي ولم يوصِ به الرسول ولا قام به الخلفاء من بعده ولا أهل البيت، بجعل هذه المراسم تقليداً وشعيرة تتكرر كل عام، قائلاً: “إن ما دعا إليه الخميني هو تجبير وتحوير وتوظيف لنص شرعي باتجاه غير مسبوق أو بالأحرى باتجاه مختلق وقام بابتداعه بغية تحقيق أهداف وغايات سياسية تساعد على ترسيخ نظام ولاية الفقيه وتقوية شوكته، وفي ذات الوقت لاستخدامه كوسيلة ضغط على المملكة وفرض إملاءات عليها”.

تظاهرات لحجاج إيرانيين

غربة الإسلام ومنطلقات سيد قطب

اقتبس الخميني نفسه كما ذكر في كتابه “إنسان بعمر 250 سنة”، مفنداً فيه منطلقاته لوضع أهدافه السياسية، كثيراً من أدبيات سيد قطب كان أبرزها الترويج لمفهوم “غربة الإسلام”.

بذلك سوغ الخميني “إعلان البراءة” بمثابة ركن من أركان الحج السياسية، فوفقاً لما جاء ضمن خطاب له أمام مسؤولي الحج والزيارة قال: “أساساً البراءة من المشركين هي من واجبات الحج السياسية التي بدونها لا يكون حجنا حجاً”.

صرخة البراءة شعار سياسي

وظف الخميني مراسم “إعلان البراءة” كإحدى أدوات الثورة الخمينية بتثوير الحجاج ضد حكوماتهم، ومحاولة لاستيعاب كافة أصوات المعارضة السياسية عبر بواعث الإسلام السياسي.

فخلف مزاعم غربة الإسلام وتشويهه، والصمود أمام القوى والنفوذ الأجنبي “شياطين القوى المتكبرة” على حد وصفه، تبنى فكرة إنشاء حركة تحت الأرض لها أبعادها السياسية والثورية بهدف الإمساك بزمام الحكم تحت مصطلح “الإمامة” و”ولاية الفقيه”، والتي هي باختصار “حاكمية المجتمع الإسلامي”، وبحسب ما أورده في إحدى بياناته: “يلزم حجاج بيت الله الحرام في هذا التجمع الجماهيري العام والسيل البشري العارم الجهر بأعلى أصواتهم بنداء البراءة من الظالمين”.

فكانت أحد أبرز آليات الخميني لعولمة ثورته المتمثلة بتأسيس خط سياسي إسلامي وفق الرؤية الخمينية السياسية و”الجهادية” بتحويل الحج ومناسكه إلى مواجهة وجهاد سياسي بغرض تأسيس حكومة إلهية في المجتمعات الإسلامية يكون هو حاكماً عليها.

وعودة إلى ما ذكره في كتابه المشار إليه سابقاً “إنسان بعمر 250 سنة”، والذي صدر في عام 1364هـ, قائلاً فيه: “على جميع الأخوة والأخوات أن يعلموا هذا الأمر، وبصورة مختصرة، أن الأئمة عليهم السلام كانوا جميعاً بمجرّد أن يُلقى عليهم حمل أمانة الإمامة فإن من الأعمال التي كانوا يبدأون بها هي تلك المواجهة السياسية والمساعي السياسية من أجل الإمساك بزمام الحكومة، إن هذا السعي السياسي كان يشبه جميع المساعي التي يقوم بها من يريد أن يشكل نظاماً”.

عودة إلى مراسم البراءة وفق الرؤية الخمينية، والتي استوجب عرضها كما جاءت في بيانات وخطب المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، فقد ألزم الحجاج إعلانها والإجهار بها في موسم الحج وتحديداً على صعيد عرفة، باعتبارها وسيلة لتشكيل “المجاهدين”.

وقال: “إن إعلان البراءة في الحج هو تجديد ميثاق المكافحة، وتدريب على تشكيل المجاهدين لاستمرار محاربة الكفر والشرك وعبادة الأوثان، وهذا لا يتلخص بالشعار وحده بل هو بداية إعلان منشور المقارعة والتنظيم لجند الله في قبالة إبليس وجنوده، وهو من الأصول الأولية للتوحيد، وإذا لم يظهر المسلمون البراءة في بيت الناس وبيت الله فأين يمكن أن يظهروها؟ وإذا لم يكن الحرم والكعبة والمسجد والمحراب خندقاً ومأمناً لجنود الله وللمدافعين عن حمى الأنبياء وحرمتهم فأين يكون إذن مأمنهم وملجؤهم؟”.

تشكيل وتدريب ما أسماه بـ”المجاهدين” تجسد فيما كشفت عنه قوات الأمن السعودية خلال أحد أحداث الشغب التي أوقعها الحجاج الإيرانيون بمكة المكرمة 1406هـ عن وجود آلاف من الإيرانيين ينتمون للحرس الثوري الإيراني تميزهم ملابسهم وربطاتهم الحمراء خلافاً لما ظهر به بقية حجاج بيت الله الحرام.

مراسم “إعلان البراءة” لم تعرف في التاريخ الإسلامي

وعلى الرغم من إيقاف الخميني المسيس لمنسك الحج على إعلان صرخة البراءة، جاء تأكيد السيد محمد الحسيني على أن “إعلان البراءة” بمراسم لم تعرف في عهد الرسول والصحابة، ومن بعدهم في الدولة العباسية قائلاً: “لم يكن هناك من مراجع دينية قد أفتت بهكذا بدعة ضالة قبل مجيء الخميني ونظامه”.

واعتبر السيد الحسيني طلب الخميني ومن ورائه خامنئي بالسماح لهم بإقامة مراسم إعلان البراءة، طلباً غريباً ليس من الإسلام بشيء، قائلاً: “الحج منذ أكثر من 14 قرناً كان ولايزال موسم عبادة خالصة، وكانت المناسك واضحة وخالية مما دعا إليه الخميني، ولم يسمع سابقاً أن أقيمت مراسم إعلان البراءة في موسم الحج في مختلف العصور الإسلامية”.

من أحداث مكة 1987م

تجدر الإشارة إلى أن فاجعة الحرم المكي التي وقعت في موسم حج عام 1406هـ جاءت بعد استجابة الحجاج الإيرانيين لبيان الخميني الذي سبق أداء مناسكهم من العام ذاته والذي دعا فيه إلى القيام بمظاهرات “إعلان البراءة” قائلاً: “إعلان البراءة من المشركين الذي يعد من أركان فريضة الحج التوحيدية وواجباتها السياسية يجب أن يقام بأبهى صورة وأعظم جلال على شكل تظاهرات ومسيرات، وعلى الحجاج المحترمين من الإيرانيين وغيرهم المشاركة وبتنسيق تام مع المسؤولين في بعثة الحج في جميع المراسم المقامة، وإطلاق نداء البراءة من المشركين، وملاحدة الاستكبار العالمي، وعلى رأسهم أميركا، قرب بيت التوحيد”.

بيان الخميني كان كفيلاً بإثارة أعمال الشغب من قبل الحجاج الإيرانيين، متسلحين بالعصى والسكاكين، وإحراق وتحطيم سيارات رجال الأمن والحجاج.

من جهته، أكد السيد الحسيني على أن نظام ولاية الفقيه ومنذ أيامه الأولى عمل على دق اسفين في جسد الأمة الإسلامية عبر بث الفتنة الطائفية وزرع الفرقة والانقسام بين أبناء الأمة الواحدة، مضيفا أن: “دعوة الحجاج الإيرانيين وغيرهم لإقامة هذه المراسم بالحج على شكل مسيرات وتظاهرات يحرف شعيرة الحج عن اتجاهها العبادي أولاً ومن ثم اختلاق الاضطرابات وإحداث المشاكل للسلطات السعودية”.

نشرة الزائر ودعاء كميل

نشرة “الزائر” تصدر وبشكل يومي عن بعثة الحج الإيرانية وباللغتين العربية والفارسية متضمنة مجموعة توجيهات سياسية ودعوات تحريضية خلال موسم الحج، ولا تخلو من أمور تحوي مخالفات شرعية وبدع دينية وانحراف عن مقاصد الحج، على حد وصف السيد محمد الحسيني، ويحتوي العدد الأول من كل نشرة “الزائر” على مقالة افتتاحية بقلم ما يسمى أمير الحاج الإيرانيين للسيد قاضي عسكر”.

وفيما يتعلق بدعاء كميل المروي عن الخليفة علي بن أبي طالب، وهو دعاء استحب ترديده تبعاً للمرجعيات الدينية الشيعية يوم الجمعة، وذلك قبل أن يتم استغلاله من قبل الخميني بهدف التجمع في المناسبات الدينية وتوظيفه سياسياً وأمنياً، وذلك بالدعوة إلى دعاء كميل المركزي بالمدينة المنورة وسط جمع كبير من الشيعة العرب والإيرانيين.

كما وقعت حادثة تظاهر مجموعة من الحجاج الإيرانيين أمام المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة 1402هـ، مرددين هتافات بعد صلاة العصر، ورافعين صور الخميني، استدعت تدخل قوات الأمن لمنع المسيرة، تلتها محاولات أخرى للتظاهر بالمدينة فرقتها القوات الأمنية السعودية.

أحداث عنف الحجاج الإيرانيين

استغلال الحجاج الإيرانيين لموسم الحج تكرر على مدى سنوات عديدة بغرض الترويج لدعايات وأهداف ذات أغراض سياسية، والإقدام على أعمال تظاهر وشغب في الأماكن المقدسة، حيث كشفت الجهات الأمنية عن تزود الحجاج الايرانيين بأسلحة يدوية وسكاكين، وضبطت أسلحة، إضافة إلى منشورات وبيانات دعائية للإمام الخميني، بما فيها من مضامين التهجم الصريح على المسؤولين في المملكة.

ورداً على هذه الاعتداءات، أثنى السيد محمد الحسيني الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي على جهود وزارة الداخلية السعودية بحماية الحجاج بتوفير كل ما يضمن أمن وسلامة الحجيج، والوقوف سداً منيعاً بوجه كل من يحاول العبث بأمن مكة والحجيج، وتتصدى لهم كما فعلت مع أتباع نظام ولاية الفقيه وكذلك التكفيريين معاً، مشدداً في حديثه: “على نظام ولاية الفقيه في إيران أن يدرك أن أمن وسلامة الحجيج خط أحمر لا يتهاون به”.

من أحداث مكة 1987م

(1403هـ) محاولة دخول المسجد الحرام بالأسلحة وترديد شعارات سياسية

في 7 شوال 1403هـ (يوليو 1983) دحض الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية السعودي (السابق) مزاعم إيرانية حول عدم استجابة المملكة للطلبات الإيرانية المتعلقة باتخاذ إجراءات لضمان راحة الحجاج الإيرانيين، وأن هذا الموقف معناه إلغاء سفر الحجاج الإيرانيين، وأكد أن المملكة تضع كل إمكانياتها من أجل راحة الحجاج. وقال البيان حينها إن مسالك بعض الحجاج الإيرانيين قد بدأت تنحرف عن الغاية الأساسية لأداء فريضة الحج إلى أهداف سياسية خاصة ودعائية غوغائية تتعارض مع التعاليم الإسلامية بشأن فريضة الحج، فقد وجد مع بعض الحجاج الإيرانيين أسلحة يدوية وسكاكين مع كميات من المنشورات والبيانات الدعائية للإمام الخميني، وفيها مضامين التهجم الصريح على المسؤولين في المملكة. وكذلك قيام بعض هؤلاء بالتظاهر وإطلاق الهتافات بكلمات تتنافى مع كلمات التوحيد مثل “الله أكبر – خميني إمام – الله أكبر”، ومحاولة دخول المسجد الحرام ببعض الأسلحة النارية الصغيرة، وقد ضبطت سلطات الأمن هذه الأسلحة عشرات المرات.

(1403هـ و1406هـ) حيازة منشورات وصور وشعارات

في 24 ذو القعدة 1403هـ (سبتمبر 1983) عثر مع 21 إيرانياً على منشورات دعائية وصور وشعارات، وتبين أن قدومهم لم يكن بغرض الحج. وقال بيان لوزارة الداخلية إنه تم اعتقال هؤلاء الأشخاص وصودر ما في حوزتهم من منشورات وصور تمهيداً لإعادتهم إلى بلادهم.

وفي 3 ذي الحجة 1406 هـ (أغسطس 1986) تم إيقاف مجموعة من الحجاج الإيرانيين كانت تحمل منشورات وكتباً وصوراً دعائية، كما قامت بأعمال تظاهر، وتم التحقيق مع هذه المجموعة ومصادرة ما تحمله من كتب وشعارات ومنشورات وصور.

أحداث مكة 1987م

في العام 1987م (في 31 يوليو)، قام بعض الحجاج الإيرانيين بمظاهرات عارمة أثناء موسم الحج عرفت بأحداث مكة 87، وقاموا بسد الطرقات وإحراق السيارات ومنع الحجاج الآخرين والأهالي من الذهاب إلى وجهاتهم، فحاول بعض الحجاج التدخل لتهدئة الإيرانيين وفض المظاهرات لكنهم رفضوا هذه المطالب، ثم بدأ المتظاهرون في التوجه إلى المسجد الحرام رافعين شعارات الثورة الإسلامية في إيران وصور مرشدها العام آية الله الخميني، فتدخلت قوات الأمن السعودية لتهدئة الوضع، لكن تعنّت الغوغاء أدى إلى حصول مواجهات بين قوات الأمن السعودية والمتظاهرين الإيرانيين ما أسفر عن مقتل 402 شخص (275 من الحجاج الإيرانيين، 85 من السعوديين، 45 حاجاً من بلدان أخرى)، وعن إصابة 649 شخصاً (303 من الحجاج الإيرانيين، 145 من السعوديين، 201 حاجاً من بلدان أخرى).