اقل أمراض الطبقة السياسية: الكذب
محمدعبد الحميد بيضون/فايسبوك/27 أيار/16
عندما طالب ميشال عون بإجراء الانتخابات النيابية قبل الرئاسية منذ اكثر من سنة انتفض نبيه بري ضده معتبراً ان طرح عون هو للتشكيك في شرعية المجلس الممدد لنفسه ودارت بينهما حرب الشرعية ضد التمديد وسال فيها حبر كثير بينما كان صاحب القرارالأساسي يقول ان الفراغ الرئاسي سيطول الى اجل غير مسمى غير آبهٍ لا بالبلد ولا بعون او بري٠
الآن وبعد “فرفطة ١٤ آذار” ولجوء كل طرف فيها الى ملائكته اوشياطينه ونهاية برنامج “العبور الى الدولة” بإعتبار ان الميليشيا ابتلعت الدولة صار نبيه بري من اكثر المتحمسين للانتخابات النيابية قبل الرئاسية فهناك فرصة ذهبية للقضاء على ما تبقى من ١٤آذار والهيمنة على المجلس الجديد وتمديد ولاية بري الى ما بعد ما بعد ما بعد ولاية الفقيه٠
لكن استعجال بري يصطدم بعقدة الاتفاق على قانون جديد للانتخابات :
جماعة ميشال عون يريدون القانون الأكثر طائفية ومذهبية على الإطلاق اي ان ينتخب كل مذهب نوابه اي يضع المذهب ماركته على نوابه فيعدم فيهم كل انتماء او حس وطني ويدربهم على التحريض والتحشيد وانفلات الغرائز الحيوانية وهكذا تنتصر المسيحية على الاسلام وروما على بغداد وجبران باسيل على ابو بكر البغدادي٠المسيحية حسب هؤلاء لا تعيش ولا تتنفس الا بالطائفية والمذهبية٠
جماعة حزب الله يريدون النسبية “الشاملة” (يجب الاعتراف لهؤلاء بالمقدرة اللٓغوية بالاضافة الى الصاروخية)٠طبعاً يقصدون “الشمولية” لأن النسبية مع الدائرة الواحدة والتحشيد المذهبي ودون احزاب ذات قاعدة وطنية تعني هيمنة المذهب الأكثر تعبئة وتحشيد على المذاهب الباقية وهي عملية وضع يد على الدولة وبناء النظام الشمولي اي نظام ولاية الفقيه ٠النسبية الشاملة تعني سيطرة ملعب الراية على ساحة النجمة ومجمع سيد الشهداء على المجلس النيابي بكامله٠
جماعة الحريري في حالة ارباك٠لكنهم ليسوا مستعجلين على تقديم تنازلات جديدة٠لقد قدموا تنازلاً ضخماً بتبني ترشيح احد أعضاء “اخوية”٨آذار للرئاسة ولم يحصدوا اي نتيجة سوى المزيد من الاحقاد العونية والنقمة الجعجعية٠
وليد جنبلاط في حالة فقدان توازن: الطوفان المذهبي للثنائيتين المسيحية والشيعية يكاد يطيح بكل ما اراده من انسحابه من ١٤ آذار اي المحافظة على الوضع المغلق للطائفة الدرزية٠
مشاريع الثنائيات تهدد الوضع الخاص لذلك يتجه جنبلاط الى المطالبة ب”اقليم درزي”على غرار ما يُحاك في المنطقة٠
بري يكتفي بدور حارس الكرسي( وفوائدها) ويرسل فريد المكاري واللجان النيابية الى معارك وهمية بانتظار نهاية المعارك السورية٠
انها حفلات من التكاذب والتلاعب بعقول اللبنانيين والنتيجة ضياع وطنهم وضياع حضورهم٠