السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري: لا علاقة للحريري و«المستقبل» بما صدر عن المشنوق واستغرب كلام وزير الداخلية ورفض أن تكون بلاده «شماعة»
المستقبل/06 حزيران/16
جدد السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري، استغرابه لما صدر عن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق بحق المملكة العربية السعودية وتحميله مسؤولية الفشل السياسي للمملكة والقيادة السابقة لها، مشيرا الى «ان تأكيدات وصلتنا بأن لا علاقة له برئيس تيار المستقبل سعد الحريري ولا بتيار المستقبل»، مشيرا الى ان «من يحب بلده يحب المملكة لانه يعلم نوايانا، ونرفض ان تكون المملكة شماعة لمن يريد ان يلومنا على شيء لم يوفق على انجازه في بلده».
وقال عسيري في حديث إلى برنامج «الأسبوع في ساعة» على محطة «الجديد» مع الاعلامي جورج صليبي عن اكتشاف خلايا إرهابية: «ابارك للجهات الامنية في لبنان على اكتشاف هذه المخططات السيئة التي تضر بلبنان وتضر باقتصاده وتعطي انطباعا سيئا ونحن على ابواب موسم اصطياف مع محبي لبنان الكثيرين في الخليج وغيره، وبالتالي لا شك ان هذه الاخبار السيئة تحد من رغبة اي انسان يود ان يأتي الى لبنان، وآمل ان يحمي ربنا هذا البلد وان يوفق كل القوى الامنية لكشف ما يضر بلبنان وان يوفقهم لعمل ما هو اكثر لتكثيف جهودهم في اكتشاف مثل هذه الخلايا التي للاسف نجدها في الكثير من البلدان واصبحت ظاهرة سيئة نحن في غنى عنها«.
وعن احتمال مجيء السياح الخليجيين إلى لبنان خلال الصيف اكد انه «ما لم تكن هناك خطط امنية وتأكيد لمن يرغب ان يأتي للبنان سواء من الخليج او غير الخليج اعتقد ان الكثير سيترددون، وبالتالي فان كشف مثل هذه الجرائم وتكثيف الجهود وتحمل القيادات الامنية بكل انواعها وضع خطة امنية للتأكيد لمن يرغب ان ياتي الى لبنان ان الاخير بخير، ونأمل ان يكون بخير، وانا ان شاء الله متفائل خيراً من خلال الجهود المبذولة في ظل الظروف الحالية«.
واستغرب السفير السعودي كلام المشنوق موضحاً «دعني اكرر استغرابي لمثل هذا التصرف الذي لا داعي له في الواقع. ثانياً، رفضنا في المملكة العربية السعودية ان تكون المملكة موضوع جدل بين السياسيين اللبنانيين لان كل لبناني في المملكة من كل الطوائف دون استثناء يعرف تاريخ المملكة منذ ايام الملك عبد العزيز رحمه الله الى يومنا الحالي، التاريخ يشهد وما بذلته المملكة لاستقرار وازدهار لبنان وانهاء الحرب الاهلية امور لا يمكن لأحد انكارها في هذا البلد. بالتالي، انا ارى ان هذا جانب شخصي يخص الوزير لأنه وصلتني تأكيدات ان هذا لا علاقة له لا بدولة الرئيس سعد الحريري ولا بتيار المستقبل ولا بأي لبناني يحب بلده قبل ان يحب المملكة، لان من يحب بلده يحب الممكلة تلقائياً لانه يعلم نوايا المملكة وقيادتها وشعبها تجاه لبنان. بالتالي نرفض ان تكون المملكة شماعة لمن اراد ان يلومها على شيء لم يوفق على انجازه في بلده«.
وقال: «ما سمعته من ردود فعل لبنانية قبل ان تكون سعودية يجعلني سعيدا جدا لاننا نعرف حب اللبناني للملك عبد الله وللملك سلمان ولمن سبقهما من الملوك. انا اجهل دوافع هذا الامر وهو عبّر عن امور استغربتها انا، كان الموضوع لا يتعلق بالمملكة العربية السعودية«.
وعما إذا تواصل الحريري مع القيادة السعودية أو معه خلال اليومين الماضيين، قال: «كان مسافرا، ولكن التأكيدات التي املكها ان ما صدر من الوزير نهاد المشنوق هو شأنه الشخصي ولا علاقة له في اي جهة في لبنان سواء دولة الرئيس سعد الحريري او تيار المستقبل او غيرهما«.
وعن الهجوم الذي شنّته صحيفة «عكاظ« السعودية على المشنوق أكّد «عبّرت انا عن الموقف الرسمي بتصريحي، هناك فعل سيغضب المحب للمملكة من لبنان قبل ان يغضب اي سعودي، بالتالي ما صدر في عكاظ هو ردة فعل على فعل وانا واثق ان الغضب سيستمر لان ما حدث ليس بسيطاً بحق المملكة العربية السعودية وبحق الملك عبدالله رحمه الله وبحق من يبذل جهدا لمساعدة هذا البلد، بالتالي فان الموقف الرسمي صدر مني في بيان، اما الصحف السعودية فستعبر عن رأيها في امر لمس بلدها وقياداتها السابقة وربما كرامتها«.
وأشار إلى أنه «يجب ان نعود الى التاريخ الى الزيارة الملكية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين من اجل لبنان الى سوريا، ثم حضر برفقة الرئيس بشار الاسد الى لبنان واجتمعا بفخامة الرئيس ميشال سليمان آنذاك ومع كل القيادات اللبنانية في بعبدا، هذه الجهود الخيرة التي بذلت يجب ان لا تنكر، لانها بذلت من اجل لبنان لا من اجل شخص بحد ذاته، بذلت من اجل تقريب وجهات النظر ولايجاد بيئة حاضنة لمرحلة تمر بها المنطقة وللاسف هذه الجهود لم يلتزم بها الرئيس السوري، ولكن الجهود هي جهود الملك عبدالله رحمه الله وكانت لانقاذ لبنان وايجاد مرحلة افضل«.
وعن عدم حضور ريفي حفل العشاء الذي اقامه في السفارة السعودية، أوضح ان «هذا الموضوع اعطي اكثر من حجمه. اؤكد لك ان قبلها باسبوع الوزير اشرف ريفي وزوجته كانوا في منزلي مع بعض الاصدقاء على مأدبة عشاء. الدعوة وجهت له آنذاك ولمست عدم رغبته بالحضور وبالتالي أعفيته من الاحراج ولكنه كان قبلها باسبوع موجودا في الدار السعودية على مأدبة عشاء ليست بحجم ما رأيناه وبالتالي نحن نحترم كل القيادات في لبنان من اي طائفة«.
وأشار الى ان «ريفي له مكانة في الحكومة اللبنانية وله دور في السياسة ولكننا لا نتدخل في دعم فلان او فلان للانتخابات ونحن لا نتدخل بالشؤون اللبنانية الداخلية«.
وعما إذا كانت المملكة تعتبر ريفي احد الوجوه السنية البارزة في لبنان لفت الى ان «المملكة تحب من يحب لبنان وتحرص على من يحرص عليه سواء ريفي او اي احد آخر، السعودية لها علاقة بمختلف القيادات والاطياف، ما عدا حزب الله، هناك خلاف معه وهذا واضح وصريح ومعروف، ولكن المملكة من حرصها تحاول تشجيع الفرقاء للاجتماع لمصلحة لبنان، هذا المطلوب، لا هذا محسوب عليها وهذا لا، اللبناني المخلص لبلده والمحب للمملكة وبلده محسوب عليها بغض النظر عن اي طائفة«.
وأكّد في رد على سؤال «نحن فعلاً نسعى الى ان يتوحد كل اللبنانيين ويتحاوروا لمصلحة لبنان، ولكن ان نتدخل وندعم هذا ضد هذا، لا يجوز، وهذا من ثوابت المملكة بالسياسة الخارجية ان لا نتدخل في الشأن الداخلي لاي دولة، اما الحراك الداخلي الذي ينتج عنه نتائج فهذا يجب ان يبقى لبنانياً. نقطة على السطر«. وشدّد على أنه من خلال كلمته في عشاء السفارة «وجهنا رسالة ان السعودية لن تتدخل بالشأن اللبناني وانها على مسافة من كل القوى السياسية، وان الرئاسة شأن لبناني بحت ويخص اللبنانيين وحدهم فقط والشيء الثالث ان وجود هذه القيادات في الدار السعودية تتحاور وتضحك وتتمازح ان كل القيادات التي لبت الدعوة تحترم المملكة وتحرص على علاقة معها وهذا تاريخ العلاقة بيننا، ما رأيناه في الدار السعودية بهذه الدعوة ليس جديداً، هو عَكَسَ روح العلاقة التاريخية السعودية – اللبنانية«.
وأكّد ان «ليس لنا خلاف مع الطائفة الشيعية ويجب ان يفهم الجميع، والقيادات الشيعية الدينية والسياسية كانت موجودة، الدعوة كانت لانقاذ لبنان، لاننا نحن على ابواب صيف، هناك 4 اشهر اجازة في الخليج وهناك الكثير من المحبين للبنان والكثير من المغتربين الذين يودون الحضور اليه، نتمنى ان يكون هناك تفعيل لدور المؤسسات الدستورية ونتمنى ان يتم انتخاب رئيس للجمهورية بأقرب فرصة، واذا اراد اللبنانيون يمكن ان تكون الرئاسة لبنانية – لبنانية، لان استمرار الفراغ سيكون له تداعيات سلبية دبلوماسياً وغيرها«.
وعن الرئاسة اللبنانية والتدخلات الاقليمية والدولية ووجهة نظر المملكة، أشار إلى أن «هناك مرضاً في لبنان اسمه الجغرافيا السياسية ومدى تأثيرها سلباً على لبنان، اتمنى ان يقوم اللبنانيون بتطليق هذا التأثير الجغرافي السياسي، لان ما رأيناه في الانتخابات البلدية ان هناك شيئاً «لبناني لبناني« تنتج عنه صناعة لبنانية، اذا اراد اللبنانيون ارادوا ان تكون الرئاسة لبنانية فيمكن ان تكون كذلك وانا اتمنى في هذا الشهر الفضيل ان نرى نورا في اخر النفق لان لبنان عانى وبدأنا السنة الثالثة بدون رئيس وهذا له تأثيراته الدبلوماسية والاقتصادية وغير ذلك، تمنياتنا ان يكون هناك حراك لبناني ولحمة لبنانية لانتاج رئيس للبلد وتشكيل حكومة جديدة ونحن على ابواب انتخابات نيابية«.