عون ولعنة التاريخ
عمـاد مـوسـى/لبنان الآن/10 حزيران/16
أنعَش كلام النائب وليد جنبلاط لبرنامج “كلام الناس” (الأحد 5 حزيران) آمال العونيين بوصول “عونهم” إلى سُدِّة الرئاسة. إذ أعلن زعيم المختارة قبول “قرار المصالحة المسيحية، وإذا اعتبَر القرار المسيحي أنّ الخلاص بميشال عون فلا مشكلة”. ذهبت أحلامُك يا هنري مع الريح.
وذهب العونيون في تفاؤلهم الخلاصي إلى الحدّ الأقصى وتطلّعوا إلى إمكان انتقال عون مباشرة من الرابية إلى المقر الصيفي لرئاسة الجمهورية في “بيت الدين”. سألوا كيف الطقس فوق في شهر تموز؟ وذلك لمعرفة “شو بدّن يطلّعوا معن” بجهاز الرئيس. لن يكون على الجنرال تحمّل مشقّة الطريق لحضور ورعاية حفل افتتاح مهرجانات بيت الدين في 8 تموز بمسرحية غنائية راقصة من عاصمة الأفلام السينمائية الهندية. وإذا ما داهَم الكرى جفنيّ صاحب الفخامة مع بداية فصل المسرحية الثاني يستأذن ويطلع إلى غرفة نومه الرئاسية.
نحن على مشارف شهر عسل بين عون وجنبلاط. في العادة لا يدوم شهر عسل عون مع القوى السياسية كثيراً. قبل ما يناهز الثلاثة أعوام كان الجنرال يصف جنبلاط بالكذّاب ولا يتأخر أبو تيمور بالردّ واصفاً “مون جنرال” بالشتّام.
وبين “الجنرال” و”الحكيم” سجلٌ حافل من الإختلافات والعداء إنتهى بإعلان نيّات أراده عون ممراً لترئيسه ووجد فيه الدكتور جعجع – بمعزل عن بنوده – قطعاً للطريق أمام سليمان بك فرنجيه. أمّا علاقة الجنرال عون بسعد الحريري فتتراوح بين “إبراء مستحيل” وبين محبة تفيض متى لاح ما يشبه القبول المستقبلي بعون رئيساً.
وما بين الرئيس نبيه بري وعون خلافات لم تُبعِد عون عن 8 آذار ولا قرّبت بري من المنطق العوني. فقط مع حزب الله دام الشهر 10 أعوام! سبحان الله.
يعيش العونيون في حال انتظار يوم العرس وليلة الدخلة. صبروا. جدّوا ووجدوا. الرئيس العتيد يستعدّ لدخول جنة الحكم دخول المنتصرين. لنفترض مع المتفائلين أن العماد ميشال عون – وهو اليوم في العقد التاسع – قد بلغ سدرة المنتهى، وتربّع على عرش الجمهورية قريباً، فماذا يعني وصوله إلى الموقع الرئاسي الأول؟
يعني أولاً أن الإبتزاز، كسلوك سياسي في لبنان، هو الأنجع لبلوغ الأهداف الكبرى.
ويعني ثانياً أن مجلس النوّاب يستمد شرعيته الدستورية من إنتخاب الجنرال ميشال عون دون سواه لرئاسة الجمهورية.
ويعني ثالثاً أن فريق 8 آذار نجح في سياسة عضّ الأصابع والتعطيل.
ويعني رابعاً وصول الجنرال جبران باسيل إلى القصر كرئيس ظل.
ويعني خامساً أنّ عون سينقلب على الإتفاق الضمني مع القوات مع الشروع بتشكيل حكومة العهد الأولى.
ويعني سادساً أن التاريخ سيسامحنا على تأخير انتخاب عون كل هذا الوقت. ألم يقل الدكتور نبيل نقولا كشاهد على العصر قبل أشهر: “إذا بقينا على هذا المنوال لمنع العماد عون من الوصول إلى سدة الرئاسة سيلعننا التاريخ.”
فهل يستلحق النواب حالهم قبل أن تحل اللعنة عليهم؟