من الشاتم؟ من المشتوم؟
راشد فايد/النهار/14 حزيران 2016
“حزب الله” هو المسؤول الأول عن اتهامه بتفجير مركز “بنك لبنان والمهجر”، كما هو المتهم الأول بالتسبب بالضغوط المصرفية على لبنان، واستهدافه بها كما يزعم.
ففي الحالتين، يتكئ الحزب على نعمة النسيان. فهو يتجاهل في التفجير، أنه لم يأل جهدا في توجيه الوعيد للمصارف اللبنانية، ولحاكم المصرف المركزي، لـ”اخلاصهم” لـ “التعليمات الاميركية”، حتى بلغ الأمر باعلامييه، حد إطلاق تهديدات للمصرف عينه، قبل ساعات، مناقضين زعم الحزب أن “ليس له ودائع لدى المصارف… ومش فارقة معه”، قبل ان ينتقل الى “رح يقلب الطاولة عالكل”. حتى وكالة “فارس” الايرانية لم تغب عن المشهد: أكدت قبل يوم، أن “المواجهة باتت شبه حتمية بين الحزب والمصارف” وحذرت من “ردود فعل متوقعة وغير متوقعة وذكّرت بـ 7 أيار 2008″.
في أساس التضييق الحالي، اتهام واشنطن، الحزب، بالارهاب، منذ الثمانينات، تحديداً مع موجة خطف الأجانب لحساب ايران، والنظام الأسدي، وضرب الحل الدولي للحرب اللبنانية، مع خروج المقاتلين الفلسطينيين بقيادة ياسر عرفات، و”نشاطات” له عبر العالم، هي، في القاموس الأميركي، أعمال إرهابية.
توهم الحزب ان واشنطن نسيت “انجازاته”، وأوحت وسائل إعلامه أن الاتفاق النووي يشمل عفوا أميركيا، ودولياً عنه، لكن تبين أن الإتفاق لم يحلّ، أزمة طهران المالية، ولم يسقط حزبها، في لبنان، من المحاسبة المؤجلة، الى أن حشرت العقوبات المصرفية الأخير، فتحول من “النكران” الى ادعاء القدرة على تحمل الألم.
لكن الألم المذكور فضحه، فحاول، للتحصن، استدراج التفاف شعبي من “البيئة الحاضنة”، باتهام رياض سلامة، تلفيقا، بأنه اتهمها، في تصريح متلفز، بالتعامل “بأموال غير مشروعة” وبأنه يصف “الطائفة الشيعية” “ببضعة لبنانيين”.
هو الأسلوب الطائفي – المذهبي نفسه الذي استخدمه الحزب باستمرار “حصناً” يعلي به شأنه، قبل الانسحاب الاسرائيلي، وبعده، مرة بعنوان “لن نعود بويجيّه في شارع المعرض”، ومرة بحجة حماية مقام الست زينب في دمشق.
يحاول الحزب تمويه مسؤوليته عن انفجار المصرف بالتذكير بشريط أحمد أبو عدس الشهير، عقب اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فيقارن به بيان “كتائب الست زينب”، ليقول ببراءته. لكن، اذا كان اتهامه استعجالاً وافتئاتاً، فإن تبرئته، سياسياً، لا تستقيم وإيحاءاته بامتلاك القوة والقدرة، والعسس المبثوث في كل زاوية، ما يعني قدرته في كل حين على كشف المرتكبين، إلا إذا كان ضحاياهم من 14 آذار، عندها يدخلون نادي القديسين.
وفي الأقوال: ليست اللعنة على من يشتم الآخرين، بل على من يجعل الآخرين يشتمونه.
وشر البلية، قول مصدر في الحزب لموقع “صوت الجبل” الألكتروني أن هدف الانفجار هو اظهار الحزب “كحزب عنفي”.
سؤال: وهل ذهب الحزب الى سوريا لتوزيع الهريسة؟