ولايتي وشرعية بشار.. وقاحة بلا حدود؟
داود البصري/السياسة/15 حزيران/16
هل تتذكرون علي أكبر ولايتي؟. إنه وزير خارجية نظام ملالي إيران أيام الحرب العراقية الإيرانية والذي لاتفارق الذاكرة المشحونة بالأحداث والوقائع والمصائب والرزايا ، صورته في محادثات السلام مع العراق في جنيف وهو يطأطئ رأسه أمام الوفد العراقي بعد أن تجرع نظامه كؤوس سم الهزيمة وارتضى إنهاء الحرب الماراثونية التي كانت تهدف لإقامة جمهورية الولي الفقيه في العراق ، واضطر للتفاوض من أجل السلام وإنهاء تلك المجزرة التي استمرت ستة أعوام إضافية دون مبرر حقيقي سوى الرغبة بالاستنزاف والمراهنة على أوهام ، وكذلك من أجل تغطية عورات النظام الإيراني الداخلية بذريعة الحرب التي أصر النظام الإيراني على استمرار حريقها منذ صيف العام 1982 وحتى صيف 1988!
المهم إن ذلك الدبلوماسي الذي كان مطأطئ الرأس وحسيرا ومهزوما ذليلا ، عاد اليوم وبعد مايقارب الثلاثة عقود على نهاية تلك المجزرة ، ليكون في موقع سياسي وأمني آخر له سلطة أيضا في شؤون الحرب والسلام..! ، إنه منصب المستشار الستراتيجي للولي الفقيه!، وهو موقع يخطط لسيناريوهات التمدد الإيراني الستراتيجي في المنطقة ، ويرسم تصورات مستقبلية لذلك المشروع ، ويضع الأسس الكفيلة واللازمة لإنجاحه! ، وليس سرا إن الولايات المتحدة وهي تتخبط في أوحال المنطقة وسط صراع الأجندات في إداراتها المختلفة ، قد حولت العراق الذي كان شوكة في عيون أهل المشروع الطائفي التخريبي الإيراني لأرض يباب بل لمزرعة للنظام الإيراني وصبيانه في المنطقة ، قد أخرجت العراق من معادلة إدارة الصراع الإقليمي وحولته بامتياز لمفعول به بعد أن كان فاعلا مركزيا ورئيسا ، واستطاع نظام الملالي بفضل توظيفات واستثمارات الماضي التعبوية والسياسية أن يهيمن على العراق بالكامل ويجعله من خلال حكومته التي تمثل نخبة العملاء الإيرانيين في المنطقة لجرم صغير يدور في الفلك الإيراني، ويعمل بالتالي وفقا لإرادة أصحاب القرار في طهران الذين نجحوا في مشروعهم العراقي ووظفوا تحالفاتهم الطائفية في جعل الشباب العراقي يقاتل أشقاءه السوريين دفاعا عن نظام إرهابي مجرم متحالف ستراتيجيا وتاريخيا مع المشروع العدواني الإيراني؟ ، ولايتي اليوم يبشر علنا بأن النظام السوري يسير في طريق الانتعاش! ومن أنه قد أسقط المؤامرة! وبأن الظروف والمتغيرات الدولية أضحت متاحة لأن يعود النظام السوري لسابق عهده من التسلط!.. بل إن قمة الوقاحة للسيد ولايتي تتجلى وتترسخ في تأكيده على ما أسماه بشرعية نظام بشار أسد؟؟
ولا أدري حقيقة بأي حق أو منطق يوزع ولايتي صكوك الشرعية على الأنظمة؟ ماعلاقة ولايتي بنظام البعث السوري؟ وكيف يسمح لنفسه بالتجرؤ والتعدي على حق الشعب السوري الطبيعي والناجز في تقربر مصيره!، وهل يعتقد وهو الخبير العارف رغم منهجه الفظ أن أنظمة على شاكلة النظام السوري لم يعد لها حظ أو نصيب من الحياة! بفعل الحتمية التاريخية وإفلاس تلك النوعية من الأنظمة التي أضحت عالة على الجغرافيا والتاريخ؟ ولايتي يعلم علم اليقين وبالأرقام المرعبة بأن حجم التورط الإيراني في مستنقعات النزاع السوري قد وصل لدرجة غير مسبوقة من الاستنزاف القاتل الذي توج بفقدان قيادات تاريخية للحرس الثوري الإيراني ، وبهزائم مروعة للعسكرية وللستراتيجية الإيرانية في الشام والتي لم ينقذها من الهزيمة الساحقة و الشاملة سوى التدخل العدواني الروسي الذي اجتاح الشام مؤمنا لاستمرار النظام ومانعا هزيمة عسكرية مذلة كبرى كانت ستحيق بالجهد العسكري الإيراني، رغم أن الاستنزاف الإيراني مستمر وبلاهوادة ، وسيدفع الإيرانيون أثمانا صعبة وقاسية نتيجة لتورطهم الدموي المرعب والذي قطعا لن يخرجوا منه سالمين ومن دون إصابات مؤثرة ستطيح بمشروعهم العدواني الرث..
توسع الوجود الإيراني معناه زيادة الخسائر ، وهي خسائر ستتوالى وتتطور وستترك مؤثراتها على النظام الإيراني بكل تأكيد ، ولايتي في تعديه الوقح على خيارات الشعب السوري وإضفائه الشرعية على نظام فاقد للشرعية وموغل في الجرائم إنما يعبر عن موقف وقح ومرفوض ويتطاول على حق الشعب السوري الذي يدفع منذ أكثر من خمسة أعوام دما في مواجهة أعتى نظام عرفه التاريخ السوري ولايتي الذي يدعي التقوى والإيمان لم تهز مشاعره ولم تجرح إيمانه مناظر الأشلاء والجثث ومعاناة ملايين السوريين من نظام قمعي إرهابي فقد كل شرعية إن كانت هناك ثمة شرعية يتمسك بتلابيبها!، ولايتي تجاوز كل الحدود وتطاول على حقوق الشعوب التي لا تنتظر فتاوى منه لتقرير أو حجب الشرعية، والشرعية لايقررها ولايتي ولا أي عنصر إيراني ولا حتى وليهم الفقيه!، من يقرر الشرعية هو الشعب السوري وحده ، ولتخرس كل الأصوات النشاز وعلى رأسها صوت المهزوم علي أكبر ولايتي!.
سيكون الرد الشعبي السوري عاصفا على ضباع الولي الإيراني الفقيه، وهذا الميدان يا حميدان!.