“ضربة سعودية” كبيرة لسعد الحريري!
القدس العربي/15 حزيران/16
تفاقمت الاضطرابات التي تشهدها شركة “سعودي اوجيه” في السعودية يوم امس حين قام مئات العمال ـ اغلبهم من الجنسيات الشرق اسيوية ـ باعمال عنف في موقع مشروع “اسكان الحرس الوطني”، في منطقة خشم العان في الرياض، كسروا خلالها المكاتب الإدارية واحرقوا اتوبيسات وقلبوا سيارات تابعة للشركة مما ادى إلى تدخل قوات الامن لوقف ماجرى والقبض على عدد من العمال. وقام العمال بأعمال العنف احتجاجا على عدم صرف رواتبهم لمدة تتجاوز الاربعة شهور وعدم صرف تذاكر سفر لهم للعودة إلى بلادهم بعد ان طلبوا صرفهم من العمل، وبعد ان كانوا وعدوا من ادارة الشركة، مرارا بإنهاء اجراءات سفرهم مرارا وكان اخر موعد لهم يوم اول امس.
وتشهد الشركة منذ ايام نوعا من الإضراب الجزئي لموظفيها في مكاتبها الرئيسية في الرياض، لاسيما السعوديين منهم، بسبب عدم صرف رواتبهم ،ويوم امس كان الاضراب شبه عام. ويمتنع مدراء الشركة عن التعليق على مايحدث للشركة وفي الشركة من تطورات تهدد بقاء الشركة او على الاقل تؤدي إلى “تحجيمها”. ويقول مدراء ان الشركة تعاني من “عدم وجود سيولة مالية” تجعلها قادرة على ترتيب امور عمالها وموظفيها بسبب عدم صرف وزارة المالية للمستحقات المالية التي لها على الدولة. وقد أدى ذلك إلى توقف العمل في جميع المشاريع التي تعاقدت شركة “سعودي أوجيه” عليها مع الدولة، وصرف نحو عشرين الفا من موظفيها وعمالها ،وبلغ الامر إلى حد ان الشركة لم تعد لديها القدرة المالية على شراء تذاكر سفر لعمالها المصروفين من العمل. ومما فاقم أزمة الموظفين توقف وزارة العمل عن تقديم خدماتها للشركة مثل تجديد رخص العمل، وغيرها الامر الذي أدى إلى عدم تجديد اقامات المئات من الموظفين.
هذا بالاضافة إلى الديون المستحقة عليها لعشرات من الشركات والمؤسسات. وانتشرت شائعات ان شخصيات نافذة في الدولة تريد تصفية شركة “سعودي أوجيه” لأسباب شخصية. ولكن ماينفي ذلك ان العشرات من شركات المقاولات والصيانة في السعودية تعاني من مشاكل مالية كبيرة بسبب عدم صرف مستحقاتها المالية مثل شركة “مجموعة بن لادن السعودية” التي قامت بصرف نحو 70 الفا من عمالها، وشركة “السيف” للمقاولات. وتقول مصادر مالية حكومية ان وزارة المالية صرفت لـ”سعودي اوجية” مبالغ كبيرة من مستحقاتها المالية «التي من المفروض ان تصرف لتدبير امور العمال والموظفين مثلما حصل مع شركة “مجموعة بن لادن”،ولا أحد يعرف اين ذهبت هذه المبالغ ،ومن المعتقد انها صرفت على بعض الالتزامات المالية الكبيرة لرئيس الشركة ومالكها الرئيسي سعد الحريري. وتنفي هذه المصادر ما تردد ان الحكومة السعودية لديها نوايا لإفلاس “الشركة” التي قامت بمئات من المشاريع في المملكة ،والدليل ان عقود الصيانة التي تقوم بها الشركة مستمرة على احسن مايرام. وتقوم “سعودي اوجيه” بأعمال صيانة معظم القصور والمقرات الملكية في المملكة. ويرى بعض المحايدين المتابعين لوضع «”سعودي اوجيه” ان هناك سوء ادارة في الشركة ادى إلى تفاقم مشاكلها. ولكن يجب الاعتراف ان “سعودي أوجيه” لم تعد تاخذ عقود مشاريع جديدة منذ نحو عامين ،عدا مشروع لبناء قصر لاحد الامراء في الرياض.
وسرت شائعات اخرى بأن مايجري هو إضعاف للشركة تمهيدا لشرائها او شراء نسبة كبيرة منها، وان احد النافذين في المملكة عرض شراء60 في المائة من الشركة. ولكن مصادر مختلفة تنفي ذلك ويتمنى موظفون كبار في الشركة ان يكون ذلك صحيحا «لان ذلك يحل مشاكل الشركة ومشاكلنا على حد قول احدهم. الحقيقة الأكيدة ان شركة “سعودي أوجيه” التي كانت واحدة من اهم شركات المقاولات في المملكة، لم تعد كما كانت، ولم تعد الامبراطورية المالية الكبيرة التي بناها مؤسسها ومالكها المرحوم رفيق الحريري، والتي جعلها إحدى أدوات القوة السعودية الناعمة في لبنان.