Quantcast
Viewing all articles
Browse latest Browse all 21190

علي الامين: إيران تزكي الفتنة.. وبيئة حزب الله تدفع الثمن

إيران تزكي الفتنة.. وبيئة حزب الله تدفع الثمن
علي الامين/الاثنين 20 حزيران 2016

الامين العام لحزب الله لم يعد يكرر هذه الايام “كما وعدتكم بالنصر دائما اعدكم بالنصر مجددا”. الغرق في الرمال السورية ما عاد يوحي بامكانية تحقيق نصر في. عدّ الخسائر هو المهنة الرائجة لمتابعي قتال حزب الله على امتداد الاراضي السورية. لا نتحدث هنا عن الخسائر الاستراتيجية فيما يتصل بشعارات “المشروع الاسلامي” ولا “مشروع المقاومة”.

المقصود هنا البيئة الشيعية اللبنانية التي باتت تدرك انها معنية هذه الايام، التوسل الى الباري ان يخفف عنها بعض اثقال شق الطريق الى القدس عبر حلب، وان ينهي الحرب السورية. الاخبار الواردة من حلب اكثر من مقلقة. فاعداد القتلى لا تستقر على رقم. واعلام حزب الله غير معني بتوضيح ما يجري. يكتفي بنفي “الاكاذيب” عن اصطدامه بالجيش السوري في ريف حلب الشمالي… حزب الله لا يفتتح مقدمات تلفزيون المنار بعد الشهداء، ولا يجرؤ على ذكر الارقام. يتفادى اصدار البيانات التي تشير الى عديدهم. يكتفي بالنعي عبر شبكات التواصل وعبر جهات غير تابعة لمؤسساته الحزبية المعنية. لكأن عدم الرغبة بعدّ الشهداء والاحتفاء بهم في بياناته الرسمية، ينطوي على ادراك عميق بأن البيئة الشيعية اللبنانية ليست راضية بهذا الموت في سوريا…. اكثر من 30 مقاتلا على الاقل سقطوا صرعى في الايام الاربعة الاخيرة. وبالطبع ثمة اضعاف هذا العدد من الجرحى. هذه حصة حزب الله. ما عدا اولئك الذين سقطوا من الايرانيين .

المهم ان عدّاد القتلى لن يتوقف وحزب الله منذور لهذه الحرب ايرانيا، فيما الدول الكبرى المؤثرة في مسار هذه الحرب تعمل على توفير مصالحها بالكامل قبل اطلاق صفارة وقف الحرب. والاشهر المقبلة ستظهر اكثر فاكثر ان التحالف الروسي – الاسرائيلي سيفرض نفسه بقوة في الميدان السوري. وايران، التي لم تترك بابا للصلح مع الشعوب العربية ولا مع انظمتها، ستزيد من استثمارها في الفتنة المذهبية، وستتلاقى موضوعيا وعمليا مع نظام المصالح الاسرائيلي الذي يرحب بهذا المسار تعويضا عن “الاتفاق النووي”.

الدماء وحدها كفيلة بتعزيز شروط الانكفاء والعزلة، للجماعات الطائفية والمذهبية. خسائر حزب الله في سورية مرشحة للازدياد، لا سيما ان هذا القتال صار مرتبطا ارتباطا وثيقا بمنع انتصار الشعب السوري على النظام الاقلوي والفردي في سورية.

واذا نظرنا الى فرص بقاء هذه المعادلة فسنجد ان اسرائيل وروسيا والادارة الاميركية وايران هي من اكثر الدول الداعمة لبقاء الاسد، وبقاء صيغة الحكم الاقلوي. بالطبع على قاعدة حماية حقوق الاقليات ودورها. واشنطن التي تدرج حزب الله على لائحة الارهاب. فهي تميزه عمليا عن تنظيم داعش. لم تنشىء تحالفا دوليا ضده، ولم توجه اي ضربة عسكرية له. فالخلاف الاميركي مع ايران ليس على نوع السياسات بما هي تطلعات واهداف، بل هو خلاف يقتصر على الكم. وليس خلافا على طبيعة دور حزب الله، بل على حجمه. فواشنطن تعمل، من خلال عقوباتها، فقط على نقل حزب الله من حزب شيعي اقليمي، الى حزب شيعي لبناني.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 21190

Trending Articles