إسرائيل تكشف عن أهم “إنزال بحري في صور”
سامي خليفة/المدن/18 تموز/16
تستمر إسرائيل بنشر أسرار العمليات العسكرية خلال حرب تموز 2006. وهذه المرة اختارت تسريب تفاصيل عملية الإنزال البحري على شاطئ مدينة صور للقبض على قائد في “حزب الله”. ورغم فشلها في تحقيق الهدف منها، اعتبرتها تل أبيب من أجرأ ما خُطط له في تاريخ البحرية الإسرائيلية.
موعد العملية في 3 أب 2006، قبل 11 يوماً من انتهاء الحرب، بناءً على معلومات وصلت إلى الاستخبارات العسكرية تفيد بوجود قادة في الحزب في موقع في صور، بينهم مسؤول عن إطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل. وتقضي الخطة بخطفه. وقد أمل مسؤولو وزارة الدفاع أن يزودهم بمعلومات قيّمة عن الحزب.
كُلفت بالمهمة وحدة “شايطيت 13” الخاصة في البحرية الإسرائيلية. وهي بقيادة العقيد إيريز نيفو. وتم تسمية العملية “Negev Forest”. وقد أبحرت الفرقة لمدة 6 ساعات قبل أن تطلب المخابرات تأجيلها إلى الليلة التالية، وفقاً لمعلومات استخباراتية جديدة.
ومع إبحار الفرقة مرة أخرى ووصولها إلى ساحل صور، في انتظار الحصول على الضوء الأخضر، شعرت الوحدة بالخطر من أن تُكشف لدى وصولها إلى الشاطئ، خصوصاً مع امتلاك الحزب لصواريخ مضادة للطائرات، ما يعيق عمل سلاح الجو عند الإخلاء. هكذا، تأخرت العملية 5 ساعات أخرى. ومع الوصول إلى الشاطئ، فوجئت الفرقة بوجود بستان بجانب منزل الهدف المفترض. ما أبطأ تحرك الوحدة لمدة 20 دقيقة، لتعلم عند اجتيازها البستان أن الهدف غادر المكان.
وقد حصلت الفرقة على معلومات استخباراتية جديدة عن انتقال الهدف إلى منزل آخر في مكان قريب. واستخدمت الفرقة مهارات التخفي التي اكتسبتها في المدن الفلسطينية خلال الإنتفاضة الثانية، حتى وصلت إلى المبنى المفترض. وهناك توزّعت الفرقة إلى 4 مجموعات بمهمات مختلفة. واقتحمت مجموعة المنزل ووجدت الهدف نائماً على أريكة. وأرسلت عبر اللاسلكي أنها اعتقلته.
بعد تكبيل القيادي في الحزب، فوجئت المجموعة بوجود رجل آخر في المكان. وما إن صرخ المهاجمون بوجهه بالعربيّة، تمكن من الإنسحاب. ما أحدث ارتباكاً. وخلال ثوانٍ هاجم مقاتلو الحزب الفرقة.
قُتل خلال الاشتباك مقاتلان من الحزب. وأُصيب قائد الفرقة R وعنصر إحتياط بجروح خطرة. ولدى توجه الفرقة إلى الشاطئ قبل بزوغ الفجر، تعرضت لإطلاق نار كثيف، أدى إلى مقتل الشخص المعتقل لديها، وقد اكتشفت لاحقاً أنه لم يكن الهدف المقصود، إنما هو مسؤول أمني في الحزب.
هذه الخيبات المتتالية دفعت الفرقة إلى الطلب من مقر القيادة التكتيكية توفير غطاء جوي لتشتيت مقاتلي الحزب. ومع استخدام معدات الرؤية الليلية استطاعت الفرقة سلوك طريق انسحاب غير التي اعتمدتها في دخول المنطقة.
وفيما يجري إسعاف قائد الفرقة والعنصر، في ذاك المكان الخطر، تعقّدت عمليّة الإنقاذ الجوّي التي شاركت فيها طائرتا هليكوبتر من طراز “بلاك هوك”. إذ توقّعت القوات الجوية استخدام مقاتلي الحزب أسلحة مضادة للطائرات. فأصدر درور فريدمان، نائب رئيس قوات الكوماندوس البحرية حينها والذي يقود اليوم فيلق قسم العمليات البحرية، أمراً بتعليق العلاج والإنسحاب فوراً.
وعند الخامسة صباحاً وصلت الفرقة إلى طائرتي الهليكوبتر اللتين نقلتها إلى إسرائيل. ومن هناك أُرسل قائد الفرقة R وعنصر الإحتياط إلى المركز الطبي رمبام في حيفا. وقد عاد R في وقت لاحق إلى إحتياط البحرية، رغم أن إصابته في الرئة جعلته غير قادر على الغوص. أما عنصر الاحتياط ففقد عيناً. وتم منح الطبيب المعالج، تامير، وسام الجيش للخدمة المتميزة.
رغم فشل العملية وعدم القبض على الهدف تعتبر البحرية الإسرائيلية أن لا طعم مرّاً للعملية، وأنها أثبتت قدرتها على مفاجأة الحزب في عقر داره.