فارس سعيد: “حزب الله” يُطالب بكلّ الجمهورية بعدما حصل على رئيسها
أم تي في/03 آب/16
أبدى منسّق الأمانة العامة لقوى “14 آذار” النائب السابق فارس سعيد اعتقاده بأنّ رئيس مجلس النواب نبيه برّي أراد في اليوم الأول من الحوار تجنّب الموضوعات الشائكة ليستمرّ الحوار حتى يومه الثالث، مؤكّداً أنه “لو طُرحت الأمور في جلسة اليوم (أمس) لربما كان الحوار انقطع في يومه الأول. لكن من أجل ضمان استمراريّته لمدة ثلاثة أيام اكتفى الرئيس برّي، وبشطارة إستثنائية، باستضافة المتحاورين حول الطاولة وطرح موضوعات غير مزعجة وكفيلة باستمرار الحوار”. “وقال سعيد لـ”الجمهورية”: “لقد بات واضحاً أنّ الحوار يرتكز على فريقين: فريق يظنّ بأنه قادر، وفي غفلة من الزمن، على الإطاحة بـ”اتفاق الطائف” وبالدستور اللبناني، على قاعدة ربط انتخاب رئيس جمهورية، باسم رئيس الحكومة وبطبيعتها وبطبيعة قانون الانتخاب. أي بمعنى آخر، هذا الفريق الذي يتزّعمه “حزب الله” يريد أن يُكبّل رئيس الجمهورية المنتخب بحكومة مُتفق عليها مُسبقاً، وأن يتناول صلاحيات رئيس الحكومة ويتجاوز الاستشارات التي يُجريها أيّ رئيس جمهورية منتخب من أجل تأليف الحكومة، وأن يضع يده أيضاً على قانون الانتخاب، وأن يعرف مسبقاً أسماءَ النواب الذين سيُنتخبون. وهذا كلّه اسمه السلّة. أما الفريق الآخر فيريد التمسّك بالدستور كما هو، أي انتخاب رئيس جمهورية والذهاب بعد انتخابه وفقاً للأصول الدستورية، الى استشارات نيابية لتسمية رئيس حكومة ينتج حكومة وبالتالي قانون انتخاب أيضاً”.
وأضاف سعيد: “يوم الخميس بعد طاولة الحوار، سيكون الفرز بين فريقين: فريق متمسّك بالدستور اللبناني وفريق يُطيح به، ونحن سنتمسّك بالدستور لأنّ أيّ خروج عنه هو الخروج في اتجاه المجهول. وسنحشد حول هذا الموقف أوسع مساحة مشتركة ممكنة”.
وعن أهميّة ورقة “14 آذار” الى المتحاورين، أوضح سعيد أنّ “أهميّتها تكمن في أنها طرحت الموضوع كما هو. فهناك مَن يقول إنّ الأزمة هي نتيجة أزمة نظام أو دستور ونحن نقول إنها ليست أزمة انتخاب رئيس جمهورية أو اسم الرئيس، بل هي أزمة عدم تنفيذ الدستور”.
وعن تحرّك “14 آذار” بعد انتهاء ثلاثية الحوار، قال: “لقد وضعنا أمام الرأي العام اللبناني والعربي وأيضاً الدولي، قدَرَنا من خلال النداء التحذيري الذي أصدرناه، واليوم سننتظر جلسات الحوار ومن ثمّ ستُجري المجموعة التي وقّعت هذا البيان مشاوراتٍ تنسيقية وسنتّخذ بالخطوات اللازمة. إنما القرار قرار واضح. نحن نريد الدفاع عن الدستور اللبناني في وجه مَن يعتقد بأنه يُطبّقه على قاعدة موازين القوى. نحن نريد تنفيذ الدستور على قاعدة قوة التوازن وليس موازين القوى لأنّ هذه الموازين متقلّبة. اليوم قد تكون مع فريق وغداً ستكون مع فريق آخر. أي أنّ “حزب الله” يأتي اليوم ويقول لنا إنّه منتصر في اليمن وفي العراق وفي سوريا ويريد أن يُوظّف هذا الانتصار مشروع غلبة في لبنان، فإذا جاء فريق آخر بعد عشر سنوات ليقول إنه منتصر من الجزائر حتى قندهار ومن البحر الاحمر حتى بحر ايجيه، وإنه يريد توظيف هذا الانتصار أيضاً في لبنان ماذا نقول له؟ هل يتبدّل الدستور اللبناني على قاعدة موازين القوى؟ هذا أمر مرفوض. نحن نريد تنفيذ الدستور على قاعدة قوة التوازن وليس موازين القوى”. وكيف يقرأ صمت رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” العماد ميشال عون، لفت سعيد إلى أنّ عون “مرشح لرئاسة الجمهورية ويُقال إنه يُفكّك ألغازَ الخطاب الأخير للأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، ونحن ندعو له بالتوفيق إن شاء الله بأن يُفكّكها بوضوح”. ورأى أنّ “رئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية لو لم يكن مدعوماً من “حزب الله” بنحوٍ واضح لما تحرّك أخيراً وأعاد تأكيدَ ترشيحه إلى الرئاسة”، مشدِّداً على أنّ “حزب الله” لا يريد انتخاب رئيس جمهورية فقط بل يريد العصفور وخيطه، يريد رئيس الجمهورية وكلّ الجمهورية. يريد الحكومة وكلّ الحكومة، ويريد قانون الانتخاب وغالبية النواب. وبعدما حصل “الحزب” على رئيس الجمهورية هدية من بعض القيادات، يطالب اليوم بكلّ الجمهورية”.