إلى د. جعجع وكل من يعمل من زعماء لبنان لإيصال عون إلى قصر بعبدا..احترموا عقولنا الياس بجاني/06 آب/16
يقول القديس بولس الرسول:”لا يمكن للمؤمن أن يشرب من كأسين في وقت واحد: كأس الشيطان وكأس الله… وليس بمقدور أحد أن يجلس في وقت واحد الى مائدة الله ومائدة الشيطان”. من هنا إيمانياً فإن كل من يتحالف مع ميشال عون في لبنان وبلاد الانتشار ينطبق عليه 100% كلام القديس بولس الرسول، وتحديداً ينطبق على الدكتور سمير جعجع الذي رشح عون للرئاسة وتحالف ومعه ويقود حملته الرئاسية. وطنياً من الواجب محاكمة ميشال عون وليس التحالف معه، ودستورياً من الواجب إجبار عون على تقديم كشف بحساباته وأملاكه قبل نيابته وبعدها لا ترشيحه للرئاسة على خلفية التناقضات والمصالح الشخصية والتشاطر والتذاكي. نسأل: هل وصلت أخبار ثروة عون البالغة 90 مليون دولار إلى مسامع سيد معراب وطاقم مستشاريه والمنظرين؟ طمنونا … هداكم الله! من واجب الكنيسة المارونية اعتبار عون مرتداً عن كل ثوابت الصرح التاريخية، وليس تحت أي ظرف أو ضغوط تصنيفه من ضمن القيادات التي تمثل المسيحيين. لا وألف لا، عون ليس حلاً رئاسياً ولن يكون، ولا كان في يوم من الأيام كما بشرنا إعلامي ومستشار محترم ومعروف يعمل من دون كلل على تلميع صورة عون والتسوّيق له. عملياً وواقعاً معاشاً وحقائق واثباتات ووقائع ملموسة عون هو كارثة وطنية ومسيحية على الصعد كافة. إن ما يقال عن ضمانة الدكتور جعجع لعون في محاولة منه لإقناع الرئيس سعد الحريري بكسب تأييد “تيار المستقبل” له رئاسياً هو كلام ليس فيه أي نوع من القيم والمبادئ واحترام عقول اللبنانيين… هذا منطق اللامنطق الغريب عن كل مؤكدات وثوابت ومدونات التاريخ والحقائق والتجارب. هذا كلام، ومن دون تجميل أو مسايرة، مجرد هرطقات وخزعبلات لا تتماشى، لا من قريب او بعيد، حتى مع وقائع وتاريخ علاقة عون وجعجع الدموية في كل المراحل والحقب والاستحقاقات. للأسف، وكما أن عون هو الذي تغير وتبدل وتخلى عن ذاته وشعاراته ونقض كل وعوده وعهوده، وذهب خانعاً ومستسلماً إلى الأسد و”حزب الله” والنظام الملالوي سنة 2006، في حين أن لا “حزب الله” ولا الملالي ولا الأسد تغيروا، كذلك الدكتور جعجع، وهنا الكارثة القيمية والوطنية، هو الذي تغير وتبدل يوم تحالف مع عون وتبنى ترشيحه للرئاسة على خلفية “المصيبة تجمع”، في حين أن عون باقٍ على حاله التبعية لمحور الشر، وملتزم ورقة تفاهمه الإبليسية والمعادية للبنان مع “حزب الله”، ويعطل الانتخابات الرئاسية، ويعادي القرارات الدولية وكل الدول العربية، ويتباهي علناً، وبوقاحة، بتحالفه مع أعداء لبنان واللبنانيين الكامل والشامل والإلغائي للذات. لا، ليس هناك ثقة بمن يقدمون مصالحهم الذاتية على مصالح اللبنانيين والوطن والدستور والقرارات الدولية والعلاقة مع الدول العربية. لا، ليس من حق أي سياسي لبناني كائنا من كان، الدكتور جعجع أو غيره أن ينسلخ عن الواقع ويتوهم أنه أذكى من باقي اللبنانيين، ويراهن ويقامر من دون روادع وطنية وقيمية على لبنان وكيانه ومصيره ومستقبل أهله، ولقمة عيشهم، والسيادة والاستقلال. لا يمكن الجمع بين حب لبنان وتضحيات الشهداء والهوية والكيان والمصير والوجود واحترام الذات وعقول الآخرين، وبين التحالف مع عون الذي هو نقيض وعدو لها. يبقى أن على الأحرار والأتقياء والسياديين والشرفاء من أهلنا في لبنان وبلاد الانتشار التحرر من هرطقة عبادة السياسيين وأصحاب شركات الأحزاب العائلية والتجارية وتقديسهم والسير خلفهم كالأغنام، والمطلوب مخافة الله والشهادة للحق وتسمية الأشياء بأسمائها من دون مواربة أو تلون وذمية، عملاً بقول رسول الأمم القديس بولس: “لو أردت أن أساير مقامات الناس لما كنت عبداً للمسيح”. ونختم مع رد السيد المسيح على الفريسيين الذين طلبوا منه أن يُسكِّت تلاميذه :”لو سكت هؤلاء لتكلمت الحجارة”. ومن عنده آذان صاغية فليتوب ويقدم الكفارات قبل فوات الأوان ويتجنب ساعة الحساب حين سيكون البكاء وصريف الأسنان. **الكاتب ناشط لبناني اغترابي عنوان الكاتب الألكتروني phoenicia@hotmail.com