رئيس وسطي وإحياء ١٤ آذار
علي حماده/النهار/18 آب 2016
سبعة وعشرون شهرا والشغور الرئاسي مستمر من دون ان يتراءى في الافق ما يؤشر الى انه سينتهي. صحيح ان “حزب الله” يقف خلف هذا الشغور الرئاسي، مقفلا أبواب مجلس النواب بالتعطيل، بذريعة انه في انتظار ان يحظى مرشحه الجنرال ميشال عون بتأييد كتلة “المستقبل”، لكنه لا يجيب عن سؤال مباشر وبسيط، لماذا لا ينظم حملة تأييد لعون داخل فريق ٨ آذار، بدءا بإقناع النائب سليمان فرنجية بالانسحاب من السباق الرئاسي، وصولا الى ضبط ايقاع “كتلة التنمية والتحرير” وعلى رأسها الرئيس نبيه بري الحليف الاستراتيجي ضمن “الثنائي الشيعي”؟ هذا السؤال يحتاج الى جواب مباشر لا يحمل التأويل. فمن يزعم ان “شيمه” و”أخلاقه” تمنعه من ممارسة الضغط على الحلفاء لفرض خياراته، لا يمكنه ان يعطل بلادا بأكملها في سياق ممارسة ضغط على كل الناس معا! فلماذا اذا التركيز على تحميل “تيار المستقبل” المسؤولية في التعطيل، والشغور بحجة عدم تأييد عون؟
انطلاقا من هنا، المطلوب من “حزب الله” العمل داخل منظومة ٨ آذار التي يقودها، لضبط الايقاع على ترشيح عون، لأن الكرة ليست في ملعب الرئيس سعد الحريري الذي قدم الكثير، وأكثر مما ينبغي في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي وغيره من الاستحقاقات. ان الكرة هي في ملعب “حزب الله” وعون وحلفائهما في منظومة ٨ آذار التي لا تزال تعمل تحت اشراف ضابط الايقاع الاكبر!
في المقابل، المطلوب من “تيار المستقبل” المتهم بأنه قدم ويقدم من التنازلات اكثر مما يحتمل في التنظيم والبيئة الحاضنة، ان يعيد جمع اوراقه المبعثرة في اكثر من مكان. فترشيح النائب سليمان فرنجية، وإن يكن ذا طابع وفاقي، لا يمكن ان يستمر من دون سقوف زمنية، وخصوصا ان الاخير لم ينجح في إحداث اختراق حقيقي في ما يتعلق بترشيحه. يجب أن يوضع سقف زمني، ومن بعده يتغير موقف “تيار المستقبل”، ويتجه نحو اعتماد ترشيح شخصية وسطية، مستقلة في مواجهة مرشح “حزب الله”. والحال ان التوجه نحو ترشيح وسطي هو الخيار الافضل، مع رفض الابتزاز الذي يمارسه “حزب الله” في ما يتعلق بموقع رئاسة الحكومة، لأن رئاسة الحكومة متى أصبحت عدة ابتزاز بيد الحزب المشار اليه، فقدت الكثير من ميزاتها كموقع سني أول!
هذا بالنسبة الى “تيار المستقبل”. أما حزب “القوات اللبنانية” فمطالب ايضا بالتفكير الجدي باسم غير الجنرال ميشال عون، وملاقاة الحريري على طريق العودة الى ١٤ آذار، على قاعدة ان المصالحة بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”، وهي محمودة، لا تعني بالضرورة ترشيح عون، بالتلطي خلف ترشيح الحريري لفرنجية، وتناسي حقيقة ان كلا المرشحين يتساويان في الانتماء الى قوى ٨ آذار، والمحور الاقليمي الذي تقوده ايران في المنطقة، و”حزب الله” في لبنان!
ان العودة الى ١٤ آذار مطلوبة من كلا “تيار المستقبل” و”القوات اللبنانية”، والمدخل هو الاتفاق على إنهاء ترشيحي عون وفرنجية، لأن المعركة مع “حزب الله” طويلة جدا!