اللواء أشرف ريفي: نرفض الانقلاب على الدستور من خلال السلة المتكاملة وماضون في مواجهة نهج تدمير الدولة والمؤسسات
السبت 20 آب 2016
وطنية – استقبل وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي في دارته في طرابلس، وفدا من هيئة العلماء المسلمين برئاسة الشيخ زكريا المصري، ضم: الرئيس السابق للهيئة سالم الرافعي، إمام مسجد السلام الشيخ بلال بارودي، المدير التنفيذي لاذاعة “الارتقاء” الشيخ نبيل رحيم، والمهندس كمال الرافعي.
وتناول المجتمعون “آخر ما توصلت اليه التحقيقات في قضية تفجير مسجدي السلام والتقوى، إضافة الى المستجدات المحلية والاقليمية”.
بعد اللقاء، قال ريفي: “ان لذكرى جريمة تفجير مسجدي السلام والتقوى هذا العام معنى جديدا. فالقضاء يستعد لبدء محاكمة من تورطوا في تخطيط وتنفيذ هذه الجريمة الوطنية الكبرى، التي طالت بيتين من بيوت الله، فأدت الى استشهاد وجرح العشرات. وهذا وعد قطعناه على انفسنا، بأن نلاحق المجرمين الكبار والصغار حتى محاسبتهم، ولن يكون احد منهم خارج قفص العدالة، فمنهم من ستبدأ محاكمته في المجلس العدلي في وقت قريب، ومنهم من سيحاكمون غيابيا، لكن عقاب المنفذين والمخططين والآمرين آت، ولو بعد حين”.
وأضاف: “تمر ذكرى تفجير المسجدين، فيما الوطن كله في الاعتقال. مؤسساتنا معطلة، رئيس للجمهورية لم ينتخب منذ اكثر من سنتين، وحكومتنا مشلولة بالتعطيل وبعض رموزها تلوث بالفساد. وهذه الحكومة التي شكلت لتكون حكومة ربط نزاع مع الدويلة، تحولت للأسف الى غطاء لممارسات الدويلة. لقد تقدمت باستقالتي من هذه الحكومة غير آسف، فواجبي الوطني ومسؤوليتي وضميري، أملوا علي ان لا أبقى لحظة واحدة شاهد زور على ما أرفض تغطيته، من غياب كامل للقرار الوطني، ومن تفش للفساد الذي ضرب أبطاله كل الارقام القياسية، فباتوا كأنهم مجموعة من المختلفين المتفقين، على الاستمرار في سياسة نهب المال العام، في وقت ينحدر فيه الوضع الاقتصادي والمالي الى مستويات مقلقة”.
وتابع: “ان ذكرى تفجير المسجدين ليست منفصلة عن سياق واحد بدأ بمحاولة اغتيال النائب مروان حمادة، واغتيال شهيد لبنان الرئيس رفيق الحريري، وجميع شهداء ثورة الارز. هو إرهاب النظام السوري وحلفائه، الذين تورطوا في الدم اللبناني، وها هم يغرقون سوريا بدماء اهلها في مجزرة مستمرة منذ خمس سنوات. لقد اتخذنا منذ اغتيال الرئيس الحريري القرار الكبير بالمواجهة، وما زلنا وسنبقى مهما دفعنا من أثمان”، مشيرا إلى أن “الاستسلام للدويلة ورعاتها ليس في قاموسنا، والمواجهة مع هذا المشروع ولو بتكلفة عالية، هي ارخص بكثير من دفع تكلفة ضياع الوطن”.
وتوجه إلى المشايخ بالقول: “ليس صدفة أن استذكر في كل مناسبة، الرئيس الشهيد رفيق الحريري وجميع الشهداء. سأستذكرهم في كل يوم وساعة. هؤلاء لم يضحوا بحياتهم كي يأتي يوم ويسألنا اللبنانيون لماذا استشهدوا ومن اجل اي هدف؟”، مضيفا: “أعدكم كما اعد اللبنانيين أن القضية التي دفع شهداؤنا حياتهم فداءها لن تموت ما دام في عروقنا دم يجري”.
وتابع: نحن مؤتمنون على هذه التضحيات الكبيرة. ففي تفجير المسجدين كان يمكن أن ننضم لهذه القافلة المجيدة من قامات لبنان، لكن شاء الله، أن نبقى، لنستمر مع الشعب في حمل الأمانة والمسؤولية”.
وقال: “إنطلاقا من هذه المسؤولية، ومن هذه الثقة التي منحنا أياها أهلنا، نعلن اليوم بكل وضوح أننا ماضون في مواجهة نهج تدمير الدولة والمؤسسات وقيم الجمهورية. وسنرفض الانقلاب على الدستور وسنواجهه، سواء تخفى بلباس ما يسمى بالسلة المتكاملة، أو أسفر عن وجهه الحقيقي الهادف الى نسف اتفاق الطائف، وعندما تدعو الحاجة لن نتأخر باستعمال كل الوسائل السلمية لإحباط الانقلاب، وأهلنا جاهزون لتلبية النداء كما في 14 شباط و14 آذار 2005″.
وأضاف: “أخطاء جسيمة ارتكبت من قبل البعض، لكن ايمان اللبنانيين بقضيتهم وقدراتهم لم تتزعزع. فنحن سنرفض أن تعطي الدويلة لنفسها حق تعيين رئيس الجمهورية، وتسمية رئيس الحكومة، واختزال المجلس النيابي، وتحويل المؤسسات الى مجرد دمى غير متحركة. نحن قلنا كلمتنا، ونتمنى على الجميع أن لا ينساقوا الى فخ التسويات الخادعة. لقد خبر اللبنانيون تلك التسويات، التي لم تكن الا ستارا للانقضاض على الدولة وقضمها، وتغيير المعادلات بقوة السلاح”.
وأردف: “لن يرهبنا سلاح أو تهديد، ما دمنا ندافع عن حق اللبنانيين بالحفاظ على دولتهم ومؤسساتهم، واللبنانيون قادرون على أن يواجهوا هذا التهديد. كذلك لن ترهبنا عنتريات زمن الانتصارات الموهومة، المجبولة بالدم السوري، فهذه المغامرات المجنونة مصيرها أن تهزم وقد بدأت معالم الهزيمة بالظهور. وانتصاراتهم الموهومة هي كالعملة المزورة، لن نسمح أن تصرف غلبة واستعلاء في لبنان”.
وتابع: “سنتابع معكم مجريات الأحداث في سوريا التي يقاوم اهلها الاحتلال الايراني والتدخل الروسي، خصوصا في حلب التي كسرت الحصار بصمود اهلها. فالتحية لحلب ولأبطالها الذين بصمودهم برهنوا عن ان الشعب السوري قادر على فك الحصار عن كل سوريا. والتحية للطفل عمران الذي خرج من الموت ليؤكد أن نضال هذا الشعب بوجه الطاغية وحلفائه، هو المنتصر”، لافتا إلى أن “أهل حلب كشفوا زيف شعار زمن الانتصارات. فهذا ليس زمن الانتصارات، إنه زمن الجرائم التي يمارسها النظام السوري بالتكافل والتضامن مع ايران المحتلة. وهذا زمن مقاومة الشعب السوري الذي سيحرر ارضه من نظام الاستبداد ومن الاحتلال الايراني”.
وختم ريفي: “من طرابلس نجدد في ذكرى تفجير المسجدين التمسك بقيمنا الوطنية والدينية، وبالعيش المشترك. وبلبنان اولا كما اراده الرئيس رفيق الحريري، ونقول أن طرابلس التي دفعت ثمن اجرام النظام السوري، خرجت أقوى رغم الجراح، وهكذا ستبقى مدينة للعيش المشترك، وسيبقى اهلها كما دائما في صلب الحياة الوطنية، وفي المقدمة عندما تدعو الحاجة للدفاع عن لبنان”.
بدوره، قال بارودي: “بحثنا مع الوزير ريفي في آخر ما وصلت اليه التحقيقات في جريمة تفجير مسجدي السلام والتقوى، ووعدنا بمتابعة هذه القضية حتى توقيف ومحاكمة كل المخططين والمنفذين”، لافتا إلى أن “طرابلس هي مدينة العيش المشترك ومدينة العلم والعلماء ومدينة السلام والتقوى”.