خربا: بلدة مسيحية في السويداء عرضة للتهجير والنهب
مهند الحوراني/المدن/ السبت 27/08/2016
تعيش بلدة خربا المسيحية الخاضعة لسيطرة المعارضة، في الريف الجنوبي لمحافظة السويداء، المحاذية لقرى الريف الشرقي من درعا، حالة من التجاوزات من قبل فصيل يتبع لقوات “شباب السنة”، حيث قام بطرد بعض السكان والاستيطان في بيوتهم، إضافة إلى الإساءات اللفظية المتكررة، فضلاً عن وضع حاجز على الطريق المؤدية إلى قرية عرى داخل السويداء.
بلدة خربا الواقعة تحت سيطرة المعارضة منذ العام 2014، لم تبدِ ميليشيات النظام في السويداء أي استعداد لاستعادتها، فعانت من تبدّل الفصائل التي أدارتها، ومزاج كل فصيل في طريقة إدارتها.
قائد لواء “درع الجنوب”، التابع لـ”جيش اليرموك” فيصل الفاضل، والذي كان يشرف على بلدة خربا قبل دخول “شباب السنة” إليها، لم ينكر “كماً كبيراً من التجاوزات حصلت مع أهالي بلدة خربا، منها ما هو عسكري تمثل بإقامة الحواجز وفتح المقرات وإسباغ المظاهر المسلحة على بلدة متفق على تحييدها عن دائرة الصراع، لحساسيات متعلقة بأهلها، مضافاً إليها النازحين من بقية بلدات حوران، وآخر إجرائي تمثل بسياسة ممنهجة لاستقدام البدو، بشكل يهدد ديموغرافية البلدة، مما يهدد التعايش مع القاطنين فيها من أهل حوران (مسلمين ومسيحيين)”.
وأضاف الفاضل لـ”المدن”، إن فصيل “ألوية أبو صدام” التابع لـ”شباب السنة”، استولى على البيوت وتعدى على الممتلكات العامة والخاصة، فضلاً عن قيامه بعمليات “النهب والسرقة (..) ناهيك عن سياسة التهجير الممنهج التي طبقت منذ قدوم هذا الفصيل إلى البلدة”.
وحمّل الفاضل مسؤولية عدم التوصل إلى حل ينهي مشكلة بلدة خربا “لتعنت فصيل شباب السنة وحتى المماطلة في أي طرح كان يتعلق بحل هذه المشكلة، والالتفاف عليه بغية تفريغه من مضمونه”.
وتابع الفاضل “أثناء سيطرتنا على هذه البلدة، إن جاز التعبير، اتفقنا مع أهلها بجميع مكوناتهم بالإضافة للفعاليات الروحية فيها (راعي الكنيسة) على عدم السماح لأي مظاهر مسلحة بالتواجد في البلدة، ومنع اقامة الحواجز”.
وقال الفاضل إن “أهالي بلدة خربا تقبلوا جيش اليرموك اثناء توليه حماية البلدة بكل رحابة صدر” وتم تسليم ملف البلدة إلى أشخاص من بلدة معربة المجاورة لخربا، حيث تربط بين البلدتين علاقات طويلة، فضلاً عن أن قسماً كبيراً من النازحين في بلدة خربا هم أساساً من بلدة معربة، “ناهيك عن أدبيات جيش اليرموك والتي تساوي كل مكونات الشعب السوري في الحقوق والواجبات”.
في المقابل، وعلى الرغم من اعتراف الجميع بهذه التجاوزات، استمرت قيادة قوات “شباب السنة” بتجاهل مطالب الكف عن الانتهاكات في خربا، وحاولت استمالة قلوب المدنيين في خربا من خلال توزيع السلل الغذائية، إلا أن بعض السكان رفضوا استلامها تعبيراً عن رفضهم للتجاوزات التي حصلت بحقهم.
مسؤول المكتب الإعلامي لـ”قوات شباب السنة” محمود العيسى، قال لـ”المدن”، إن “هذه الاتهامات اتهامات مصطنعة من أشخاص وفصائل لا يبغون تواجداً لأحد معهم في بلدة خربا، الحدودية مع قوات النظام، وذات الموقع الحساس، في حين قتل لنا العديد من العناصر وتم خطف آخرين فيها، وهذا أحد أسباب وضع حواجزنا في البلدة إلى جانب حماية قاطنيها والرباط على الحدود مع قوات النظام في السويداء”.
وأكد العيسى “على وحدة التعايش بين معتنقي الديانتين المسيحية والإسلامية، ونضع جميع مقدراتنا لحمايتهم ومد يد العون لهم”. موضحاً أنه “لم تصل أي شكوى على عناصر قوات شباب السنة في بلدة خربا، من الإخوة من الطائفة المسيحية، إلى قيادة القوات، وفي حال وجود أي شكوى سنبادر بمحاسبة فاعليها على الفور وتقديمهم لمحكمة دار العدل لنيل العقوبة اللازمة بحقهم”.