Quantcast
Channel: Elias Bejjani News
Viewing all articles
Browse latest Browse all 21056

الباحث الدكتور سيّد القمني: الإرهابيون يعبّرون عن الإسلام

$
0
0

الباحث الدكتور سيّد القمني: الإرهابيون يعبّرون عن الإسلام
وكالة انباء يورو عرب برس/28 آب/16

في حلقة جديدة من مسلسل كم الأفواه، والتضييق على حرية التعبير وتكفير التفكير، قرّر النائب العام المصري المستشار نبيل صادق إحالة البلاغ المقدم ضد الباحث الدكتور سيّد القمني إلى نيابة أمن الدولة العليا، وذلك بتهمة ازدراء الدين الإسلامي والتطاول على الذات الإلهية والنبي والصحابة، على خلفية محاضرة ألقاها في ندوة نظمتها منظمة “آدهوك” البلجيكية.
عُرف القمني طوال العقود الماضية بجرأته في تناول قضايا التراث الإسلامي والفكر الديني، وووقف في وجه كل مَن يحاول تقييد حرية التعبير بحجّة عدم المسّ بالمقدّسات. وفي هذا الحوار الذي أُجري قبل أسابيع، قال القمني لرصيف22 الكثير.

س: ما تعليقك على تصريحات شيخ الأزهر أحمد الطيب بعد لقائه رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه وقوله: “بفضل تدريس الإسلام من خلال منهج علمي وسطي لم يتخرج من الأزهر إرهابي واحد”؟
ج: معيب جداً أن تكونوا بوجهين. حضرتك تشعر بالعار من شيء ما فيك فتكذب وتمارس التقية، علماً أن التقية لم تعد نافعة، فما تقوله في الداخل يُرى في الخارج. فضحتمونا.
بعد لقائي مع يوسف الحسيني، أصدر الأزهر بياناً نسب إليّ أشياءً لم أقلها مما يعطي أيّ أحد الحق في قتلي. كتبت وقلت له: يا فضيلة الشيخ كيف وقّعت على هذا البيان الصادر من مكتبك؟ لقد صمتَّ من قبل على فتوى “علي جمعة” بأنني كافر حينما كان مفتياً للديار، لكنك موجود الآن في جهاز الدولة وكفرتني.
وقلت له: ممكن تناظرني عبر التلفزيون، نتحدث والناس تسمعنا وتحكم. لكنه لم يرد عليّ فهو رجل ذو منصب كبير ولماذا يرد عليّ؟ حاولت استفزازه وقلت له: أنا يا شيخ، أنا كفرت من أفعالكم، أنا أدفع ضرائب تصل إلى جيب حضرتك على شكل مرتب، ومساهمتي في دفع مرتبك تُلزمك بأداء عملك، ألا وهو هداية الكافرين، وأطالبك بأن تهديني، لنخرج على التلفزيون نتحدث عن كفري وكيف يمكنك أن تهديني، إلا إذا كنت تعرف أنك لا تملك ما قلته في الخارج على الإطلاق وما أنتم سوى عنصريين وهادمي مجتمعات ومدمري حضارات.

س: هل ترى أن واحدة من أزمات الفقه الإسلامي الكبيرة أنه أغفل مسؤولية الفرد عن فعله أمام الله لمصلحة مسؤولية الفرد عن فعله أمام الناطقين باسم الله؟
ج: هم يقولون إن لدينا قانوناً وشريعة تصلح لكل زمان ومكان، وهذا كذب ومحاولة للسيطرة على الناس باسم الله. والله ليس في الموضوع بل هم. هم المكانة الاجتماعية والعيش الرغيد والمال السعيد وحياة شهريار. لن يتنازلوا عن ذلك بسهولة، لذا يتحدثون باسم الله طوال الوقت.
ليس لدينا قانون وضعه الله في قرآنه. في علاقة السماء بالأرض، التي امتدت طوال 23 عاماً نزل خلالها القرآن، كانت تصدر تشريعات اليوم وتنسخ غداً ويأتي تشريع جديد بدلاً عنها وتمضي شهور وأيام ويوضع تشريع ثم يلغى ويأتي بديل عنه. ولم يكن المسلم يعرف ما عليه أن يفعل أو لا يفعل صباحاً لأنه قد يُفاجأ بأن ما كان قانوناً خلال السنة الماضية قد تغيّر وجاء بدلاً عنه قانون جديد. وظل الأمر على هذه الحالة حتى وفاة النبي، فلم يجدوا بين أيديهم قانوناً واضحاً تشريعياً يتم تطبيقه.
الآيات الناسخة والمنسوخة بجوار بعضها البعض في المصحف العثماني. ورجل الدين يستخدم ما يعجبه منها. ويخرج أحمد الطيب في الخارج ليحدثهم بالقرآن المكي، ثم يجيء ويحدثنا نحن عن القرآن المدني ويطالب بتطبيقه علينا، علماً أنه لا يصلح إلا للزمان والمكان الذي نزل فيهما ولظروف خاصة فقط.
وعندما ننظر إلى الحدود في القرآن لا نجدها تتجاوز خمسة حدود. واليوم لم تعد العقوبات البدنية مجدية إطلاقاً، يعني ماذا يعني أن تقطع يد إنسان؟ هذا كان أيام زمان، أما الذي يقول به اليوم فيكون إرهابياً فوراً. يجب أن نفكر جيداً، فهذه العقوبات كانت خاصة بزمانها ومكانها والدنيا تغيّرت. وإنْ كانوا يرون أنها لم تتغيّر نحن نوافق لكن أعطونا حقوقنا، أولاً حقوقي قبل حدودي.
لقد أخذوا “سلطات ربنا” وجلسوا مكانه بدليل أن الشريعة التي يقولون إنهم يريدون تطبيقها والتي تتضمّن حدوداً خمسة، أصبحت في الفقه تتضمّن 12 ألف حد ومسألة، مما يعني أنها شريعة وضعية وُضعت في القرنين الثالث والرابع الهجريين. فلماذا يصبغونها بالصبغة الإلهية وهي وضعية ومَن كتبها واجتهد فيها بشر؟ يجب أن يقتنعوا بأنه ليس هنالك شيء اسمه صالح لكل زمان ومكان بالمطلق.
القرآن المكي الجميل مثل “لا تزر وازرة وزر أخرى”، و”لست عليهم بمسيطر” يعلّمك الحرية حتى وأنت أمام النبي. “مَن شاء فليؤمن”، “لكم دينكم ولي دين”. هذا كلام جميل صالح لكل زمان ومكان بالفعل. المشايخ لا يقولونه إلا للغربيين الذين لا يحتاجونه ويطبّقون علينا هنا القرآن المدني بحجة ناسخ ومنسوخ.
أنا لا أتصوّر أن هنالك مخرجاً لهذه البلاد للّحاق ربما بآخر خيط تجره آخر قاطرة نحو الحضارة، خاصة بعد الانهيار المرعب الذي حدث في العهد المباركي، انهيار أخلاقي، وانعدام ضمير. وأن يكون هذا معمماً بهذا الشكل في الوطن، يعطينا درساً هاماً جداً وهو أن العلمانية المكروهة منهم، أينما طُبّقت نجحت وحافظت على كرامة الإنسان ودينه ومسكنه وأمانه، وأينما طبّقوا تشريعاتهم حلّ الخراب. الكلام واضح أمام العيون، واختر يا شعب.

س: هل هذا الفقه هو ما أدّى إلى حادثة أبو قرقاص (تعرية السيّدة القبطية من ملابسها)؟
ج: نعم فهم يعتبرون أنفسهم الوحيدين “أصحاب ربنا” ومعهم القوة العظمى ويمثلونها على الأرض، وأنهم أسياد وأن المسيحيين عبيد بالضرورة وأنهم أصحاب الأرض وهؤلاء غرباء. لماذا؟ لأننا ونحن نعلّمهم في المدارس وهم صغار قلبنا لهم حقائق التاريخ، فأصبح عمرو بن العاص بطلاً مصرياً بينما هو محتل غازٍ، ومن هذه الكذبة الأولى توالت الأكاذيب في قلب تاريخنا ليصبح صاحب الأرض هو الغريب، والمحتل الغاصب الاستيطاني هو السيد. هؤلاء السادة يفكرون بعقلية الغازي المحتل الحجازي ولا يفكرون بعقلية المصريين. لقد تقرر خلال العقود السابقة، منذ الرئيس المؤمن (أنور السادات) حتى الآن إزالة الهوية المصرية، وإلباس مصر الثوب الوهابي الحنبلي.

س: في مسألة الحجاب والنقاب يدفعون بأن ذلك حرية شخصية مثلها مثل حرية خلعه، ما تعليقك على الأمر؟
ج: إلبسي ما يعجبك بما لا يحمل تمييزاً دينياً. ولو ارتديت ما يميّزك دينياً، فأنت تنتمين إلى فكر متعصب يريد أن يفرض وجوده في الشارع وسلطانه على الناس. إذا ارتديت الحجاب واخترت جزءاً من الشرع وأهملتِ جزءاً آخر “مش ها ينفع، والناس ها تتلخبط. انت مين فيهم بالضبط؟ اقعدي في البيت إذا تحدثنا صح”. أليس المطلوب عدم فتنة الرجال؟ إذن اجلسي في بيتك. هذه هي الطاعة. ولو أردتِ الخروج، اخرجي بشروط المجتمع المدني الخالي من التمييز.
أحمد رشدي هو أعظم وزير داخلية مرّ على مصر. أذكر أنه قد حرّر لي محضر تمييز ديني لأنني كنت أعلّق سبحة في السيارة. عندنا الآن في طائرات مصر للطيران حينما يبدأ الإقلاع يُذاع الآتي: الحمد لله الذي سخّر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون.

س: إذن كيف نلحق بركب الحضارة؟
ج: سأختصر ما يجب أن يتخلّى عنه المسلمون كي يستطيع بعض أحفادهم اللحاق بعالم الحضارة. أولاً، عليهم التخلي عن فكرة أن الله خلقهم باعتبارهم خير أمة أُخرجت للناس وأنهم مميّزون في كل شيء، وأنهم وحدهم أهل الله والوحيدون الذين سيدخلون الجنة. ويجب عليهم أن يفهموا حق الآخر في الطريق، حق كبير السن وهو يعبر الشارع، حق عدم قطع الطريق بطريقة مخالفة والسير في الاتجاه المخالف، وفعل كل ما هو مخالف، فهذا يعني أن الشعب كله أصبح “بلطجياً”، ويحتاج إلى التربية من أجديد.
شارك غردسيّد القمني لرصيف22: العلمانية نجحت أينما طُبقت أما شريعتهم فأينما طُبقت حل الخراب، واختر يا شعب
شارك غردسيّد القمني للمسلمين: لو أن الله يعتبرك سيد العالمين ما كان ليفتح كنوز علمه للغرب ويغلقها عليك أنت
الآن أصبح الإنسان لا يستطيع أن يأمن على نفسه في الشارع إذا كان امرأة أو مسيحياً أو كبيراً في السن. والمجتمع القوي الذي يأتي على الضعيف ويمارس معه هذه “الغشومية” هو مجتمع يحتاج إلى إعادة تربية.
وسأوضح أكثر. لو أن الله يحبّك واختارك لتدخل الجنة وأنت سيّد العالمين، ما كان ليفتح كنوز علمه للغرب والعالم الخارجي البعيدين عنك وتعتبرهما أنت أهل شرك وكفر بينما أغلقها عليك أنت. وإذا المسألة إرادة إلهية، فإن الله أراد أن يغلق عليك علمه ومعرفته كي تعيش عيشة البدائية والوحشية والتخلف.
لن أقول لكم قلدوا إسرائيل أو أمريكا، لكن تعلموا منهما الدرس وكفوا عن “الحنجورية”. يوم دخلتم الحرب مع إسرائيل دخلتموها من أجل المسجد فخسرتموها، بينما هم أقاموا دولتهم على هوية عنصرية تماماً، ولكن الممارسة في ما بينهم كلها ممارسة مدنية. انظروا إلى مدرسة “توماس تومسون” كيف هلهلت تاريخ إسرائيل، بل وأظهرت الآباء البطاركة في العهد القديم كما لو كانوا أحط الناس. هذه مدارس إسرائيلية تدرس التاريخ وتنقده. ينتقدون نبيهم موسى وما ارتكبه من مجازر. بلاش. اليابان، لأنها معجزة ولم يعد في الدنيا أية معجزات.
الأمر الثاني هو أنه يجب فهم معنى “ما فرطنا في الكتاب من شيء”. هذا لا يعني أن هذا الكتاب فيه علوم كل شيء، لأنه كتاب تحدث إلى بشر عاشوا منذ 1400 سنة، وتحدّث إليهم على قدر عقولهم، بدليل أن عمر بن الخطاب غيّر بعض ما ورد فيه من فروض كفرض سهم المؤلفة قلوبهم، وألغى حلال متعة الحج ومتعة النساء، وفي عام الرمادة أوقف تطبيق الحدود. افعلوا كما فعل عمر بن الخطاب وبلاش إسرائيل.
“ما فرطنا في الكتاب من شيء” تعني لم نفرط في شأن من شؤون الدين مثل الإيمان والعبادات، إلخ وليس من شؤون الدنيا. أنتم أعلم بشؤون دنياكم، لذا فأكبر ضرر أصاب هذه الأمة منذ موضة “الإعجاز العلمي في القرآن” ومصطفى محمود وزغلول النجار وغيرهما جعلنا نظنّ أن القرآن أثبت الإنجازات العلمية بينما مَن ابتكرها هو الغرب الكافر!
لو أحببت الله بحق ستكتشف قوانينه، وحينذاك يفتح عليك باب علمه “وتبقى زيهم، مش تقعد تدعي في الجامع وتقول الموت للناس دي”، كما قالوا لموسى: “اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون”.
ثالثاً، فكرة أن القيامة غداً ونسيان عيش الحياة. عش وأنجز وانتج هنا. لم يعد أحد ليخبرنا عما بعد الموت. بالطبع مطلوب منك أن يكون لديك رادع داخلي ديني، لكن لا أن يحكمك طوال الوقت.
رابعاً، العلمانية لم تقتل متديّناً، ولم تمنع ديناً، ولم تحرّم ديناً بدليل أن المسلمين يهاجرون من بلاد الإسلام إلى بلاد الشرك وديار الكفر ليتمتّعوا هنالك بحرية العبادة.

س: هل هنالك “روشتة” للعلاج؟
ج: إذا لم نستطع أن ننقذ بلادنا من تراثنا فلنسعَ إلى تعريف البشرية بخطرنا. ليس هنالك دين يزول ولا يستطيع أحد أن يقول إنه سيشن حرباً على الإسلام، ولذلك يضطرون إلى الكذب والقول إن هنالك فرقاً بين الإرهابيين والإسلام وإن الإرهابيين لا يعبّرون عن صحيح الدين. لا. هم يعبّرون عنه وعليكم أن تحلوا هذه المشكلة.
حربكم ضد مَن يرفع السلاح لا بد منها ويجب أن تكون مستمرة، لكنها الحرب الأرخص والأقل تكلفة. أما الحرب الأطول وقتاً والتي تنهي الموضوع برمته، فهي الحرب الثقافية التي تشنها العلمانية لمصلحة المبادئ والقيم الإنسانية الراقية، وليس لمصلحة دين من الأديان.
مثلاً، أنا لا أعتبر أن قناة مثل قناة الحياة المسيحية هي قناة تنويرية. هنالك مسلمون يتابعونها لأنها تكشف الأوراق السرية في الإسلام، لكنها في الوقت نفسه وهي تدعوه إلى ترك هذه الأشياء السيئة تدعوه إلى الذهاب إلى أشياء أكثر سوءاً منها، كالأساطير المسيحية، من الصور التي ترشح زيتاً والتماثيل التي تُنار أعينها، إلخ.
الحرب الجارية الآن هي حرب بين الزمن الماضي وبين المستقبل الآتي، والزمن الماضي لا يريد أن يمضي بل يريد أن يمسك المنطلِق نحو المستقبل ليستعيده إلى حظيرته مرة أخرى. وحرب الزمنين يجب أن تكون حرباً ثقافية. وعلى الدول الأوروبية إنشاء قنوات تبث لنا 24 ساعة يومياً كل الأفلام العلمية، وتكون مدبلجة بالصوت حتى يستطيع الأمي أن يتابعها ويتعلم منها، إلى جانب دور الإعلام في إنشاء قنوات مجانية مشوّقة للتعليم والتعلم.

س: هل الأديان سبب شقاء البشرية؟
ج: مؤكد ولا أستطيع الكذب على نفسي أو على ما قرأته وتعلمته عبر التاريخ المفروش بالدم، ووراء كل دماء فكرة دينية أو فكرة إيديولوجية عموماً.

س: ولكن البعض يعتبر أن الخطأ في مَن يطبقون الدين وليس في الدين نفسه؟
ج: هم يأتون بوقائع من قبل الميلاد وأخرى من 1400 سنة وفي النهاية يقولون إن الخطأ في أنهم لم يطبّقوا الدين بطريقة صحيحة. وهل هم قبلها نجحوا في تطبيقه حقيقة؟ هذا ما يُسمّى بالنصب. ولو أردنا الإصلاح بجد، علينا أولاً الإغلاق على هؤلاء. يا مصريين أقيلوا مشايخ الأزهر تصحّوا، لا تستضيفوا المشايخ في التلفزيونات ستصيرون أفضل “وزيّ الفل”. صلِّ وأدِّ الفروض التي طلبها الله منك، امتنع عمّا نهاك عنه لكن لا تُخرج بلاويك على المجتمع. أين المشكلة في هذا؟ لكننا ما زلنا نعيد ونزيد في نفس المواضيع بينما العالم الآن يتحدث في مواضيع أخرى تماماً.

س: لماذا هنالك فجوة بين المفكرين والمجتمع؟
ج: بالفعل هذه الفجوة اتسعت بشدة هذه الأيام لأسباب عدة، منها أن المفكر لا يقدر أن يكون في الشارع. المسألة لها طبيعة خاصة. فلو أنا روائي مثل نجيب محفوظ سأجلس في مقهى الفيشاوي وأكتب والناس من حولي. لكن الباحث يحتاج إلى أن يكون وسط كتبه ومراجعه، ولا يستطيع الكتابة بدون مصادره.
ومن قبل كان في مصر طبقة من الوسطاء، لا يكتبون لكن كانوا قراءً من النوع الرفيع. هؤلاء كانوا كثيرين، فالمدرّسون كانوا كلهم قراءً، كذلك التجار والمحامون، عمال المصانع كلهم كانوا يقرأون، وحتى المتعلم في القرية كان قارئاً ليس للجريدة فقط، ولم يكن هنالك بيت يخلو من الكتب. هذا هو الوسيط الذي يأخذ فكرة المفكر ويطبّقها في الواقع ويعلّمها للآخرين. هذا الوسيط أصبح معدوماً وانتهى الآن.

س: متى يجبُن المفكّر؟
ج: أنا جبُنت وتراجعت من أجل أولادي لأنهم كانوا معرّضين للقتل معي، حسب الرسائل التي وصلتني. أطعت الأمر وتوقفت عن النشر لمدة عام ونصف العام تقريباً في 2005. جبُنت طبعاً، فهذه حياة أولادي فلذات كبدي. وقتها لتسقط كل المبادئ والقيم، وليذهب كل شيء إلى الجحيم. بالتالي، كان يجب أن أعلن أنني مطيع وجبان وأنني ارتعبت. وتوقفت عن النشر حتى استطعت تدبير مكان لأولادي بعيداً عني.
إنما أن يجبُن المفكر لحظة بسبب خوفه على حياته الشخصية فهذا لا محل له من الإعراب، لأنه منذ البداية يعرف طريقه والضريبة التي سيدفعها. هذا التراجع يقول إنك مزيف والجُبن أمام المواقف الصعبة ليس سمة المفكرين.

http://www.eapress.eu/eap/?p=6251


Viewing all articles
Browse latest Browse all 21056

Trending Articles