التغيير الحقيقي من حقنا
الدكتور سامي ريشوني/النهار/2 أيلول 2016
ما هذا الخداع الموجع الذي يطالعنا به السلاطين وكأننا أغبياء عاجزون محدود والأفق والرؤيا والرؤية.
لقد نهبتم واحتكرتم وزوّرتم واستبحتم وأفسدتم، وسجنتمونا في الظلام وأغرقتمونا في العطش وخنقتمونا في القلق، وغرّبتمونا عن قيمنا ومبادئنا وجعلتم بلادنا عنواناً عالمياً للفساد.
لا أجد كلاماً مناسباً يصف حالتنا، لم يعد هناك من كيل نرجع اليه ليطفح، فالكيل مغيّب وماء الصدق، إمّا مجفّف أو ملوث.
أي فراغ تهدّدوننا به، أي فرق بين سلطات مستبدة وسلطات غائبة، إنّ هيكل مصيرنا قائم كالمعبد لينصفنا ويحمينا بالمواثيق الفاعلة المدركة والقوانين الواعية، وليس هذا الهيكل قائم ليجمعكم حول مؤامرات الابتزاز والنهب والسرقة واقتسام الأرغفة.
فبلدنا المنكوب ليس مجمع حصص وانتم فيه اصبحتم الدخلاء.
حسابكم أيها السلاطين سيكون عسيراً عند ربكم، لكن قبل هذا الحساب الذي يبدو مؤجلاً ولا أدري لماذا، قبل هذا الحساب إرحلوا عنا، واحملوا معكم هذا الفراغ الذي أنتم سببه، واتركوا لنا مجالاً حلالاً يؤكد لكم أنكم أنتم سبب الفراغ. إنّ الدين يجمع ولا يفرّق، بينما التعصب الطائفي هو ربيب الطمع والتسلّط، لأننا جميعاً إخوة في جحيم واقعنا، (النظافة من الايمان) وقد جعلتم الزبالة طاغية تطوّقنا بالمرض والنجاسة.
أطالب بديموقراطية الحزم والنظام والأمن والعدالة والسلامة التي لا بد من أن يجسّدها مجلس عسكري يضع حداً لهذا الانفلاش والانفلات الحر باسم حرية ملوثة بكل أنواع المفاسد.
لا بد لي من أن أنوّه بما يقوم به الشيخ سامي الجميل مع كل مؤيديه لإبقاء شعلة الاحتجاج في وجه كتل الأوساخ المادية وحتى المعنوية.
إنّ التغيير الحقيقي والفاعل والجارف هو من حقنا نحن أبناء الشعب فلا تقلقوا علينا من هذا الفراغ.
*رئيس متخرجي الجامعات الأميركية