فارس من الخليج إلى المتوسط: تقطيع السنّة براً وحصارهم بحراً
محمد سلام/01 أيلول/16
“تقطيع العرب السنّة براً وحصارهم بحراً من الخليج “الفارسي إلى المتوسط الغربي-الروسي-الإسرائيلي” هو عنوان الخطة التنفيذية للقرار الإستراتيجي الذي كشف خيوطه الدكتور نبيل خليفة في كتابه “إستهداف أهل السنّة. المخطط الإستراتيجي للغرب وإسرائيل وإيران للسيطرة على الشرق الأوسط وإقتلاع النفوذ السني منه”المنشور قبل عامين. المخطط التنفيذي بدأ في اليمن، محاولاً السماح لحوثيي إيران وعلي عبد الله صالح بالإمساك بضفتي “الخليج “الفارسي” (العربي بمفهومنا) لإقفاله بالكامل على عرب الخليج، بمباركة أميركية-روسية، بحيث يتحول المواطن الخليجي، مستثمراً كان أم مجرد مستهلك، إلى أسير للموافقة الإيرانية-الغربية على إستيراد … حتى لقمة عيشه.الخطوة الثانية قضت بتمكين شيعة إيران من الإمساك بالمنفذ البحري العراقي الوحيد إلى الخليج عبر محافظة البصرة الجنوبية، بحيث يتعذر على سنة العراق الوصول إلى الخليج إلا بموافقة إيران، ويتهيأ الحشد الشيعي للهجوم على الموصل وإحتلالها بهدف قطع التواصل البري بين سنة العراق وتركيا السنية.
ويحاول الحشد الشيعي العراقي، مدعوماً بجيش رئيس الوزراء حيدر العبادي الشيعي، “وبالحرس الوطني الشيعي” الجديد قطع الغرب العراقي السني عن سنة سوريا، كي يكمل التقطيع في الإتجاهين، فيما يمسك العلويون والروس بالساحل السوري المطل على البحر المتوسط ويحاول الشيوعيون الكرد قطع تواصل سنة سوريا مع تركيا السنية. هكذا يتحول سنة سوريا إلى أسرى في البراري والصحاري، يتوسلون موافقة الأسياد العلويين والروس والأميركيين لإستيراد إحتياجاتهم.
دخول الجيش التركي إلى جرابلس السورية وإعلانه عن رفض وجود الأكراد شرق الفرات هو محاولة، إذا إستكملت عمودياً بإتجاه العمق السوري وأفقياً بإتجاه حلب يمكن أن تكسر “جزءاً من حصار سنة سوريا، ولكن فقط عبر ربط مصيرهم بتركيا السنيّة، المرتبطة بشبكة مصالح عسكرية مع أميركا عبر حلف شمال الأطلسي، وإقتصادية مع روسيا عبر خطوط تصدير الغاز وغيرها.
الجنوب السوري قطعه الأردن فعزله تحت عنوان عزل نفسه عنه، فصارت درعا السورية جزيرة برية معزولة جنوباً ومحاصرة شمالاً.
الغرب السوري السني تولت إيران قطعه وإحتلاله بواسطة قوات حزب حسن، وتعمل على إسكان عائلات المتطوعين من شيعة العراق وغيره في ما يستجد من إخلاءات سنية، على مثال ما جرى في دارياً. “جدار” حزب حسن على الأرض السورية المحاذية للحدود اللبناية أدى غرضه بالإتجاهين، فحرم، وبرعاية حكومة لبنان التي يرئسها سني، سنة لبنان من عمقهم البري الطبيعي إلى سنّة سوريا، وحرم سنّة سوريا من عمقهم البري الطبيعي إلى “مرفأ السنّه” في طرابلس، على قاعدة التقطيع لتعزيز التجويع. فلن تبحر باخرة من مرفأ طرابس إلا بموافقة الأسطول الروسي والأسطول الأميركي، ولن تقلع شاحنة أو قطار من طرابلس إلى خارج لبنان إلا بعد موافقة العلوي وأسياده، ولن تتحرك شحنة مواد بناء إلى سوريا يوماً إلا إذا كانت إيران شريكة فيها. هكذا يتحول سنة لبنان إلى مجرد “خدم مصالح”، بل هكذا يتم تحويل العرب السنّة من الخليج “الفارسي” إلى المتوسط الأميركي-الروسي-الإسرائيلي” إلى مجرد خدم مصالح. هكذا يتم إستئصال النفوذ العربي السني من الشرق الأوسط. ويحدثك بعض المهرجين عن “صراع محتمل” بين علويي الأسد وشيعة إيران لأن الأخيرة، بتوطينها شيعة لبنان والعراق والأفغان وغيرهم في سوريا، تزيد عدد الشيعة عن عدد العلويين!!!!!!!!!!!!
ولكن، إمساك شيعة إيران بالشريط السوري المحاذي للبنان يعني، من ضمن أمور أخرى، إمساك إيران بالبحر المتوسط عبر سواحل لبنان. فهل هذه من ضمن الخطة أم قفزة من خارج الخطة؟؟؟؟
الخطة تعطي إيران السيطرة على كامل منطقة “الخليج الفارسي”، فهل سيكون لإيران أيضاَ حصة في ما ترغب بأن يكون “المتوسط الفارسي”؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ما سلف هو المخطط التنفيذي، فهل ينفّذ؟ هل ينجح؟ هل يتم إقصاء العرب السنّة عن صناعة القرار في الشرق الأوسط؟؟؟؟؟
دول الخليج العربية تحارب في الميدان اليمني من المخطط، ولكن إذا لم تتم مواجهة فعلية للهجوم الشيعي-الأميركي-الروسي في الموصل، فالنتيجة ستكون صفراً.
وإذا لم تتم مواجهة فعلية للهجوم الكردي-الأميركي-الإيراني على الوسط والجنوب السوري فالنتيجة ستكون صفراً.
وإذا لم تتم مواجهة فعلية للإحتلال الإيراني للأراضي السورية المتاخمة للبنان فالنتيجة ستكون سقوط العرب السنّة في الشرق الأوسط من “الخليج الفارسي” إلى “المتوسط الفارسي”!!!!!!!
العرب السنّة أمام خيارين: إما محاربة المخطط على أرضهم، أو “باي باي عرب سنة”.
*إستخدمنا تسمية “الخليج الفارسي” بين هلالين وفق التسمية التي وردت في المخطط الذي لا يعترف بالخليج عربياً، لأن إعترافه بالخليج عربياً يعني إعترافه به سنياً.