النائب السابق حسن يعقوب أطلق من بدنايل حركة النهج: شعارنا ثلاث الانسان والايمان ولبنان ومحظر على ثلاث العميل والفاسد والارهابي
السبت 03 أيلول 2016 /وطنية
أحيت عائلة الشيخ محمد يعقوب، الذكرى السنوية الثامنة والثلاثين لتغييب الإمام السيد موسى الصدر وأخويه الشيخ يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، بمهرجان في دارة العائلة في بلدة بدنايل، تحت شعار “إحياء النهج ومنع التغييب”، حضره ممثلون للرئيس إميل لحود ولرئيس تكتل “التغيير والاصلاح” العماد ميشال عون وللجمهورية الإسلامية الايرانية، راعي أبرشية بعلبك للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحال، عائلة الشهيدين صبحي ونديمة الفخري على رأس وفد من بتدعي ودير الأحمر، شخصيات سياسية وقيادات أمنية وعسكرية، وفود حزبية، رجال دين من مختلف الطوائف، ممثلو منظمات دولية في لبنان، ممثلو هيئات أهلية واقتصادية واجتماعية وثقافية ونقابية، رؤساء مجالس بلدية واختيارية، ووفود شعبية.
يعقوب
بعد بآيات من الذكر الحكيم، بدأ المهرجان بالنشيد الوطني، ثم ألقى عريف المهرجان عباس رعد كلمة قدم بها النائب حسن يعقوب الذي ألقى كلمة العائلة، واستهلها: “سيدي الإمام ووالدي الشيخ والسيد عباس: سئمتم منبر المديح والقامات البهية والعيون الزرقاء والعواطف المهترئة والشعر و الإنشاء والإنشاد…اليوم اللقاء معكم بعد 38 سنة والفضيحة تختلف عن كل لقاء. سادتي: بعد أربعة عقود، العمل الوحيد هو اعتقال ابنكم صاحب القضية في بلده لبنان وبقضية والده. عشت معكم سبعة أشهر ونيف، كم هي صغيرة وبسيطة أمام تضحياتكم وقضيتكم المقدسة”.
وتابع: “سألت رجال الدين المسيحيين وبحثت عن جواب، هل إن الذين عذبوا السيد المسيح (ع) وصليبه محمولا على ظهره كانوا يعرفون أنه المسيح المخلص؟ أجابوا طبعا، تجار الهيكل الحاخامات وهيرودوس يعلمون. اعتقادي وايماني أنه بطرفة عين، يستطيع أن يخسف الارض بهم ويزيلهم من الوجود. لماذا لم يفعل؟ حتى تظهر الحقيقة وتحصل الفضيحة ويظهر الأشرار. والإمام الحسين (ع) كانوا يعلمون أنه ابن بنت رسول الله (ص) وبقية الله وعترة رسوله، لم فعلوا به ما فعلوا؟ ولماذا أصر الإمام، على اصطحاب الاطفال والنساء والأصحاب والأهل وهو يعلم، والكثير يعلمون أن رسول الله أودع أم سلمة قبل خمسين عاما ترابا وقال لها: عندما يتحول هذا التراب الى دماء، يكون قد قتل ولدي الحسين”.
وأردف: “اليوم، عندما أمرتم أدواتكم في السلطة بالإعتقال وشردتم الأطفال وسبيتم النساء في مسجد الصفا في البرد القارس وعلى الطرقات، وأمام المجلس الشيعي، الذي بناه المغيبون في هجير الحر وفي شهر رمضان المبارك وليلة القدر، وكانت فضيحة العصر والأجر عند الله خير من الف شهر. كنتم تعلمون أننا أهل القضية وأهل بيت الطائفة ولبنان، واصحاب الحق، ولا يملك علينا أحد غطاء فنحن الغطاء، فلم فعلتم هكذا مع هذه العائلة المقاومة المؤسسة؟ ويحكم أهؤلاء تعضدون وعنا تتخاذلون. أجل والله غدر فيكم قديما وشجت عليه أصولكم وتأزرت فروعكم. وكان الجواب مع الدمعة من الأم الصابرة الزينبية: ما رأيت إلا جميلا”.
وقال: “بعد الوقوع في شر الأعمال والفضيحة، ارادوا إسكات الناس، هددوا الأنصار، جندوا السلطات، بثوا العيون، اسكتوا الإعلام، شدوا الوثاق على الأرزاق والأعناق وانتظروا الإستسلام والخضوع، وبثوا الإشاعات الدنيئة عن الأموال والمآرب. لكن حقدهم بإطالة أمد الإعتقال وما قاله في التحقيقات إبن القذافي، على أنه لم يسأل إلا عن المغيبين، فضح شائعاتهم وكشف الخداع والتضليل، ولو لم يستشهد الإمام علي (ع) في المحراب لبقي في اذهان أهل الشام خديعة أنه لا يصلي. وسوقوا بين الناس التخويف والترهيب، وأن ابن الشيخ محمد يعقوب نعتقله دون رادع”.
وفي قضية هنيبعل القذافي، قال: “انه إبن معمرالقذافي الثاني من الأحياء بعد سيف الإسلام وابن العائلة الحاكمة. الكابتن، قائد القوات البحرية وعضو اللجنة الأمنية العليا. هو ليس ذلك الطفل البريء ابن السنتين. وانه موقوف أمام القضاء اللبناني بتهمة كتم معلومات حتى الآن. كان يأتي الى لبنان عبر المعابر الشرعية ومتزوج من لبنانية، وأخوه سيف الإسلام ومعه حماية أمنية لبنانية. وأحمد قذاف الدم يأتي إلى لبنان ويستقبل رسميا في القصر الجمهوري وغيره”.
وسأل “لماذا لم يتحرك القضاء لتوقيفه واستخراج المعلومات منه ومن شقيقه؟ والأجهزة الأمنية ترفع التقارير إلى المراجع العليا، والقضاء هو هو، والمجلس العدلي هو هو، والقضية هي هي؟ ولماذا لم يتحرك القضاء ولم يستطع خلال 38 عاما، أن يأخذ الحق ويرجع المغيبين، وخمس سنوات لم يقر أن القذافي مات أمام عيون كل العالم، ولكنه يستطيع الإعتداء شبهة على أصحاب القضية لأجل القذافي؟”.
وإذ أكد أنه “يتبين أن هناك أنصارا للقذافي و محامين أكثر مما لديكم يا سادتي المغيبين”، قال: “ليس المهم مدة توقيف هنيبعل القذافي، بل المعلومات التي يمتلكها. تلك التي تورط والده وأزلامه مثل عبد السلام جلود، الذي قضى أشهرا يتحدث مع المغيبين في مكان قريب من طرابلس الغرب مثلا. والمهم أيضا الضغط على عائلة القذافي للتعاون بإعطاء المعلومات”، سائلا “ولماذا أجبر الوفد الليبي الذي قدم يحمل معلومات ليقدمها مقابل الإفراج عن هنيبعل القذافي وتم تخويفه وغادر دون نتيجة؟”، مشيرا “هناك الكثير الكثير لنقوله فيما بعد”.
وقال: أولا: يجب أن يكون ملف هنيبعل القذافي بحث قضائي وليس لمآرب خاصة.
ثانيا: نحن كمدعين، نطالب بتغيير المحقق العدلي زاهر حمادة والإتيان بمحقق عدلي آخر محايد، والأفضل أن لا يكون شيعيا (مع احترامي للقضاة الشيعة) حتى يعمل بشكل جدي وسريع للوصول إلى نتيجة.
ثالثا: نكرر إعلان عدم ثقتنا باللجنة الرسمية لمتابعة القضية، لأننا لا نعرف ماذا تفعل، ولأنها لم تحقق حتى الآن، اي نتيجة واضحة بعد كل هذه السنوات.
رابعا: لم يعد مقبولا ما يجري من مماطلة في المجلس العدلي، والأشهر الطويلة بين الجلسات، وعدم إصدار القرارات الحاسمة”.
اضاف “كنت أعرف أنكم ضعفاء، ولكن ليس لهذا الحد، فلا يحتاج للظلم إلا الضعبف ومن يخاف الموت. لقد جربتمونا قبل الإعتقال وبعده، وجربناكم 38 سنة. والخاتمة وضعها الإمام علي (ع) الذي قال: إذا رأيت الظالم مستمر بظلمه، فاعرف أنها نهايته، وإذا رايت المظلوم مستمر في صموده فاعرف أنه منتصر”.
ووجه يعقوب كلمة إلى “اهل الجنوب”، فقال: “سمعت والدي الشيخ محمد يعقوب يقول إنه يجب نقل كل المؤسسات الى الجنوب، لانه خط الدفاع الاول عن لبنان والعرب والمنطقة جمعاء. وان المخطط الاسرائيلي كان تحويل اهل الجنوب بعد نهر الاولي حدود قمة الرياض الى مهجر او عميل. وكما تحدث الوالد بشرح على المنابر لنظرية الجدار الطيب”.
أضاف: “كل التراب الجنوبي مروي بدماء اللبنانيين جميعا، خاصة ابناء الجنوب والبقاع، والبلد الاول في عدد الشهداء ضد العدو الاسرائيلي تراتبيا: الهرمل، بريتال، النبي شيث وعلي النهري، فالانماء والخدمات ليستا منة من احد وليستا للاستزلام والتبعية ولا رشوة المتعهدين والمحسوبيات والاملاك البحرية حقكم والمياه حقكم والكهرباء حقكم والطرقات حقكم. ولا يجوز ان يكون اغلى كيلومتر اوتوستراد في العالم هو في الجنوب. لمن هذه الاموال؟ والاهم من كل ذلك، هو ان تحبوا اخوتكم في البقاع. لدي دراسة تفيد ان البقاع لم ينل منذ الطائف من موازنة الدولة سوى 2%، وهو يمثل 45% من مساحة لبنان”.
كما وجه كلمة الى “اهل البقاع”، قال لهم فيها: “يا ابطال بعلبك الهرمل والبقاع. هذا ما قاله الامام الصدر يوم القسم قبل 42 عاما. نعم، انتم ابطال، التاريخ يشهد، العثماني والفرنسي والصهيوني والتكفيري بذلك لكم. لماذا القوا باسكم بينكم؟ ولماذا وجود حالة طوارئ منذ 18 سنة؟ لماذا 50 الف مطلوب؟ ولماذا 50 الف اسرة مريضة بوجودهم؟ لقد أقفلوا الأفق وغيبوا العدالة واستعملوا القسوة والشدة”.
ورأى ان هناك “تسعيرا للخلافات العائلية والعشائرية. فمن يريد وظيفة يدفع حسب الدرجة. الوضع متوتر دائما. غياب للانماء وتشتيت للجهود مع هدر للطاقات. تخويف اللبنانيين من البقاع. تصنيف الاراضي، الضم والفرز، الوظائف، الاستزلام والاخطر على الاطلاق هو تصاعد الشعور بالفرق بين البقاعي والجنوبي”، معتبرا أن “هذا الأمر يمثل مشروعا اسرائيليا، وليس جشعا لسلطة او مال”.
ثم خاطب اللبنانيين جميعا بالقول: “يكفي ان هذه المنظومة الفاسدة استطاعت ان تجعل غاية آمال اللبنانيين وطموحاتهم رفع النفايات. لا يوجد مطالب لاربعة ملايين لبناني غير هذا. انظروا الى مستوى احتقار الناس من هذه الطغمة الحاكمة”، مضيفا “لذلك وبعد هذا الانحراف الكبير، وبعد ازدياد المحرومين والمناطق المحرومة رغم محاولات المسؤولين اليائسة للمساعدة وبعد تمدد الطائفية والمذهبية واستشراء الفساد، وهذا الحوار من اجل عدم سقوط السقف على الجميع، لان سقوطه سيحرمنا من الكهرباء والماء والانماء والاصلاح وبناء المؤسسات واحترام الدستور والقوانين وسيمنع دفع الرشاوى والخوات”.
وأعلن “اطلاق حركة النهج، نهج المحرومين والمضطهدين والمعذبين. بابا لنضال كل اللبنانيين مسلمين ومسيحيين ومن كل المذاهب. شعارنا ثلاث:الانسان والايمان ولبنان ومحظور على ثلاث: العميل والفاسد والارهابي”، مستطردا “ربما نتعرض لما تعرض له والدي والامام الصدر عندما تحدث عن تاسيس المقاومة”.
وتوجه إلى موظفي الدولة مدنيين وعسكريين: “ليس لأحد سلطة عليكم الا القانون ولا يملك احد زمام التحكم بكم”، وإلى الحراك المدني: “أحسنوا تصويب البوصلة، الفساد ليس في وزارة البيئة ولا في التفتيش المركزي. المشكلة في منظومة السياسة الفاسدة، والتغيير يبدأ من هنا. حاربوا الفساد. اما عن الغاء الطائفية فسيقولون ان اي حركة في الاطار الوطني، لن يكتب لها النجاح في زمن التطرف والطائفية والمذهبية، ولا في بناء المؤسسات والدولة في ظل المزارع والمحاصصة والأزلام. الى كل الأحزاب والقوى السياسية: سيكون عملا محاصرا، التعاون مع الجميع ضمن القواسم المشتركة”.
وختم ب”ما قاله الامام الصدر في بدنايل عام 1974: هذا عهدي معكم. الكلمة التي اقولها. انما اريد بها تغيير هذا الفصل المخزي، فنصل الى الحق كراما صادقين. وتأكدوا أن جميع الأخوة اللبنانيين والشرفاء في هذا البلد يؤيدون حقوقكم ومطالبكم”.