إلى وئام وهّاب: اعتكف أنت والصرامي والبذاءة
نسرين مرعب 10 سبتمبر، 2016
لم أعتد الانجرار إلى القاع اللغوي، ولكن تصريحات الوزير السابق وئام وهاب أصبحت هي والصرامي التي يتحفنا بها “دورياً”.
وهاب الذي أبدل نفسه شكلياً، فأبدل الصلعة شعراً واستشقر، لم يبدل شيئاً من الطباع التي أقل ما يقال بها “معيبة”، والتي لو أردنا بهبوطها أن ننجر لكان قلمنا قد سقط في مستنقعات الشتيمة.
ولكن نترفع، كل إناء بالذي به ينضح، وجاهليتك معاليك، ليست مسقط رأس، جاهليتك هي بالفكر والعقل واللسان، فأخذت الأسم وتركت أصالة البلدة التي لا جاهلية بها إلا أنت، كما لا تكثر بها لغة الرعاع وأحذية الجياع. معاليك، تشيد بالقانون (المفصل ع قياسك)، فتشتم محكمة الشهيد رفيق الحريري، وتطعن بفرع معلومات أراد إنصاف مجدل عنجر التي لطالما اضطهدت سياسة وإعلاماً وأمناً، فيما تمدحه هو نفسه حينما يطبق عدالته على من هم عند الطرف الأخر لك.
آه سقط سهواً عنّا معاليك، إدراكنا غُيّب عنه أنّ كل جهاز أمني يقترب من حليفيك الأسد وحزب الله هو “مشكوك به”، يحق لك أن تلعن، فآلاف الصواريخ التي هددت بها ترتد إلى ممانعتك.
إقرأ أيضاً: وهّاب يدّعي قضائيا ومختار مجدل عنجر يطمئن مناصريه
حبذا لو اعتكفت اليوم صمتاً، لو تركت العدالة وحدها تنطق، والمتهم إن كان بحزبك أو مرافقك هو متهم، لا شيء يبرر الدفاع المستميت عنه، وشراسة الوجه، وتلك (الكشة) وعقدة الحاجبين.
قلت معاليك ذات مرة لـ السيدة “فيرا يمين” (التي نحترمها) رائحة فمك كريهة، إلا أنّ كراهة ما يصدر عنك يجعلنا نسأل أيّ فم كنت تقصد؟! صدّق فمّك الأقرب.
هذا الغضب لن يشفع الإهانات التي لم يسلم منها لا خصم ولا حليف، بات حوارك مشمئزاً، والشاشات تضمحل بك، وتسقط أرصدتها، اللهم إلاّ تلك الشاشات التي تسعى لأرقام بأيّ بروباغندا لا طائل منها.
معاليك عذراً، لقسوة كلامي، ولكن ضاقت بك السياسة، والشتيمة باتت وباء لا نريد له أن يستشري.
مجدل عنجر، سوف تحاسب المتهم سواء كان مرافقك أم في حزبك، وفرع المعلومات لن يوقف ما بدأ به، أما أنت فإهدأ، لا تنطق، إجلس بعيداً إشرب فنجان قهوة مرّ، وتابع القضاء وإعلم أنّ لا أحد فوق القضاء.
لبنان بين إرهاب التكفيريين وإرهاب الممانعين
خاص جنوبية 10 سبتمبر، 2016
مبارزة شريفة تلك التي أعلن عنها أمس، بين جهازي الأمن العام فرع المعلومات، ولكنها أدّت الى كشف أفعال ونوايا غير شريفة مطلقا، الجهاز الأمني الأول أوقف الخلية الارهابية التي فجّرت عبوة الكسارة – زحلة قبل عشرة أيام وكان متوقعا ان يكون التكفيريون من وضعوها، أما الجهاز الأمني الثاني فقد كشف الجاني الذي فجّر سيارة أحد الاشخاص في مجدل عنجر، ولم يكن أحد يتوقع ان يكون هذا الارهابي أحد مرافقي الوزير السابق وئام وهاب الحليف المعروف للنظام السوري.
تنفس أمس اللبنانيون الصعداء إثر اعلان المديرية العامة للأمن العام عن توقيف خلية تنتمي إلى أحد التنظيمات الإرهابية، إثر الاشتباه في تنفيذها عملية تفجير عبوة عند مستديرة زحلة من الجهة الجنوبية ــ الشرقية في منطقة كسارة قبل عشرة أيام مضت. هذه العبوة التي ذهبت ضحيتها إحدى اللاجئات السوريات عن طريق الصدفة، ودون ان تتمكن من إصابة احدى الحافلات المتوجهة من البقاع باتجاه مدينة صور لإحياء ذكرى تغييب الامام السيد موسى الصدر، وهو ما كان سيؤدي الى اشعال فتنة طائفية كبيرة في المنطقة وقى الله شرّها بخطأ حميد من المفجرين الارهابيين، وكله بحسب المعلومات التي سرّبت لاحقا للاعلام.
ولكن نهار أمس أبى أن ينقضي الا على كشف أمني خطف الأنفاس، فبحسب موقع جريدة “المستقبل” في كشف النقاب عنها ظهر أمس، أنّ شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، وبنتيجة التحقيقات الأمنية والتقنية التي أجرتها حول تفجير “مجدل عنجر”، أقدمت أول من أمس على توقيف مرافق وهاب المدعو هشام بو دياب بناءً على إشارة قضائية بعد التثبّت من وقوفه خلف التفجير. وخلال التحقيق معه اعترف بو دياب بتنفيذ العملية التفجيرية الإرهابية من دون أن يؤكد تلقيه أمر التنفيذ من وهاب شخصياً، مبرراً فعلته الإجرامية بأنها أتت من تلقاء نفسه على اعتبار أنه أراد من خلالها أن “يبيّض” وجهه مع معلّمه بتفجير سيارة عبد الخالق رداً على رفعه يافطة في “مجدل عنجر” للتنديد بعبارات القدح والذم التي كان قد توجه بها وهاب خلال إطلالته المتلفزة عبر برنامج “كلام الناس” إلى ابن البلدة قاسم حمود.
وإثر افتضاح أمر مرافقه وشيوع خبر توقيفه، شنّ وهاب حملة شعواء بحق صحيفة “المستقبل” لكشفها الخبر وتناول بهجومه شعبة المعلومات لتوقيفها مرافقه مرتكب عملية تفجير “مجدل عنجر”، مع أنه خلص في محصلة تصريحاته إلى الاعتراف بارتكاب بو دياب الجريمة من خلال محاولته التقليل من شأنها وتسخيفها بالقول: “كل الموضوع أصبع ديناميت ما تعملوا منها قصة.. قد يكون مندفعاً بشكل شخصي”. ثم ما لبث حزب “التوحيد” أن أصدر بياناً أكد فيه انتماء بو دياب إلى الحزب ونفى أن يكون مرافق وهاب، مع التركيز في المقابل على إغراق البيان بسيل من الأسئلة والاتهامات حول مسألة شيوع خبر توقيفه في معرض السعي إلى التعمية على واقع ارتكابه الجريمة.
واذا ما ثبت أن وهاب له علم بعملية التفجير، فإنه سيكون السياسي الثاني الحليف للنظام السوري الذي يثبت تورّطه في عمليات ارهابية بعد الوزير الاعلام الأسبق ميشال سماحة القابع في السجون اللبنانية منذ أربع سنوات بتهمة نقل متفجرات من سوريا ومحاولة التخطيط لتنفيذ تفجيرات ارهابية في عدد من المناطق اللبنانية لا سيما طرابلس.
وكان وئام وهاب قد دافع في السابق عن جريمة صديقه ميشال سماحة وانتقد اتهامه بالارهاب في 7 أيار 2015 قائلا: “قانونياً لم تنفذ جريمة الوزير السابق ميشال سماحة وهو يحاكم على النوايا وأنا مع إخلاء سبيله