خافت الحجّة ثمّ هدأت عندما قلت لها: “يا حجّة ابنك له فضل علينا ولا ننساه”.
واليكم قصّة علي: عندما حاولنا في يوم من الأيّام وفي زمن الاحتلال السوري نقل جريح لنا من الشمال لم نجد سيّارة اسعاف. لقد أخفى من أخفى جميع سيّارات الاسعاف لكي يمنعونا من نقل ذاك الجريح العزيز. عندها قصدت فوج الاطفاء في طرابلس وحجزت اكثر من تسع سيّارات لنا لكي احصل على سيّارة اسعاف. وبعد اخذ وردّ قال المسؤول: “اعطيكم سيّارة ولكن عليكم انتم قيادتها”.
عندها انبرى شاب طرابلسي شجاع من فوج الاطفاء وقال: “لا بل انا اذهب معهم”.. كان علينا ان نجتاز جميع حواجز الجيش السوري دون ان نقف على احداها.
فقلت لذاك الشاب: “انت عرضت نفسك ولك الشكر ولكن نحن علينا الا نقف على حاجز سوري. هل تعلم إن ذهبت معنا الى اين تذهب؟؟؟
فأجاب: “ان ذهبتم الى جهنّم اذهب معكم”.. وذهب علي معنا ونقلنا الجريح الى بيروت وتجاوزنا حواجز السوريين دون ان نقف وتعرّضنا لمخاطر كثيرة ونجحنا ولكن الجريح استشهد بعد يومين.
عندما رأيت علياً في السرير ظهرت امامي جميع تلك الصور. تقدمت من علي الذي كان في شبه حالة غيبوبة ولثمت اقمطته ثمّ ذهبت فوراً لأخبر الشيخ بشير بالأمر.
ماذا فعل الشيخ بشير عندما أخبرته؟؟؟
الغى جميع مواعيده واخذ سيّارته وقادها بنفسه وذهب الى المستشفى لعيادة علي. وعندما وصل الى باب تلك الغرفة تساءلت الناس قائلة: “من هي هذه المرأة ليقبّل الشيخ بشير يدها منحنياً؟؟؟”.
اخذ الشيخ بشير يد امّ عليّ وقبّلها وقال لها: “عليّ بطل وأخ نفتخر به” ثمّ قبّل اقمطة عليّ. ثمّ اهتمّ بأمر علي.. هذا هو الشيخ بشير الذي نحبّه.