نجاح اتفاق باسيل-نادر الحريري مرهون بموقف مرتقب لعون
سيمون ابو فاضل /الديار/الأربعاء، 21 سبتمبر، 2016
لا تقع مسؤولية إنتخاب رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون فقط على عاتق رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري، كما يصوّر كل من التيار الوطني الحر وحزب الله، فصحيح، تتابع أوساط في 14 آذار، بأن رئيس المستقبل قادر أن يحسم الأمر بانتخابه عون رئيساً للبلاد لكن ذلك يتطلّب في الوقت ذاته خطوات من جانب عون تدلّ على أنه تجاوز موقعه كفريق في مواجهة الطائفة السنية وتألّق نحو دور وطني ضامن يمكّنه أن يطمئن تيار المستقبل والطائفة السنية بأن لا حالة عداء تجاهها.
فحتى الان يقطع عون الطريق على ذاته لدخول قصر بعبدا بعد سلسلة اجتماعات بعيدة عن الأضواء تمحورت حول تفاهم سياسي بينه وبين الحريري بما يمكّن الأخير من انتخابه.
وهي جلسات تميزت بالجدية العالية على خط زعيمي المستقبل والوطني الحر وعمل عليها بدقة الوزير جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر والسيد نادر الحريري مدير مكتب سعد الحريري وخلصت إلى تفاهم حول المرحلة اللاحقة من الانتخاب بما يؤمن إنطلاقة جيدة للعهد الجديد بهدف إنتشال لبنان من الواقع الذي هو عليه، ولا تزال التفاهمات الثنائية بين الطرفين لا تزال سارية المفعول تتابع الأوساط إذا ما أراد عون ترجمة هذا الأمر بأعلانه مواقف يبدّد فيها القلق السني تجاهه ويؤكد بأنه سيكون رئيساً لكل لبنان اثر موقف وطني يصدره ويأتي بمثابة ورقة قوة بيد الحريري تمكّنه من دفع تياره وقاعدته لتقبل لاستيعاب ترشيحه لعون، متوقفة الأوساط أمام مواقف باسيل الأخيرة التي لم تشمل بظاهرها وباطنها سوى تيار المستقبل والطائفة السنية في حين هو أحد المؤسسين للتفاهمات الثنائية بين الحريري وعون.
فالطابة إذاً حسب الأوساط هي في ملعب عون وليس الحريري حتى أن إدخال المملكة السعودية على خط الرفض لعون هو إتهام في غير مكانه لأن المملكة هي حالياً كما تشدّد المصادر على موقفها «خارج التداول السياسي في الموضوع اللبناني» أي إن إعطاء الأمرمن جانب التيار الوطني أبعاداً إقليمية رافضة لعون ليست في حجم التوصيف الذي يعبر عنه هذا الفريق وهو الأمر الذي يدل بأن لبنان حاليا ليس على شاشة أي دولة اقليمية او عربية بما يفرض أن يدفع بالقوى السياسية اللبنانية لإيجاد حل من ضمن تفاهم داخلي، وإن الحريري الذي سيعود قريباً الى لبنان يتواصل مع الجانب الأوروبي لدراسة الخيارات الرئاسية التي يمكن اتخاذها من قبله.
وتقول الاوساط في 14 آذار الهادفة لوضع مسؤولية التعطيل على عاتق تيار المستقبل الذي يشارك في جلسات الانتخاب في مقابل مقاطعة واضحة لكتلة الوفاء للمقاومة عن جلسات انتخاب «الحليف عون» يضاف اليها مواقف مسؤولي حزب الله الهادفة لإلزام تيار المستقبل لانتخاب عون في ظل موقفه وموقعه الحاليين تدفع للتمعن حول مدى رغبة حزب الله بوصول ميشال عون من خلال أسلوب التحدي الذي يمارسه حزب الله في ترشيحه له وفرضه على الطائفة السنية بما من شأنه أن يرفع من حالة الرفض لانتخابه كمرشح لهذا الفريق مفروض على زعيم الطائفة السنية في لبنان. ومرددة اذا كان عون يدرك نتائج تحديات كتلة الوفاء للمقاومة لتيار المستقبل في هذه الامر، اضافة الى تساؤل لا بد منه، مفاده بأن حزب الله الذي لا يمون على بري، الا يستطيع المونة على حزبي البعث والقومي لانتخاب عون.
ولا تذهب الأوساط بعيداً في العوائق التي يمكن أن تواجه كل من عون أو الحريري اذا ما ترجم هذا التفاهم بموقف مطمئن من جانب الاول خصوصاً أن شريحة واسعة من تيار المستقبل تخشى من أن ينفذ عون أجندة حزب الله التي تتعارض حكماً مع تطلّعات تيار المستقبل في بناء الدولة ومطالبته الدائمة بتحديد وجهة سلاح حزب االله الذي يقاتل في سوريا وعلى ارض الإقليم مع ما رتبت هذه الخطوة من إنعكاست سلبية على لبنان
فالطمأنة التي مفترض أن يصدرها عون ليشكل الضمانة المطلوبة منه كرئيس للبلاد تكمن وبحسب مصادر المستقبل في مواضيع محددة كأن يطرح موضوع نقاش سلاح حزب الله على طاولة حوار يرأسها في بعبدا من النقطة التي وصل اليها المتحاورون إبان عهد الرئيس السابق ميشال سليمان.
إذ المطلوب من عون أن يخرج من تموضعه ليكون رئيساً لكل اللبنانيين وإنتخابه رئيساً إذا حصل على قاعدة إصدار هذه المواقف يشكل انتصاراً لوجهة نظر وطنيةً لصالح لبنان اكثر مما يمكن إدراج الأمر في خانة المكاسب المذهبية.
لكن ماذا عن ترشيح الحريري لرئيس تيار المردة النائب فرنجية إذا ما بادر عون نحو مواقف وطنية مطمئنة لجميع اللبنانيين؟
ولا تنكر الاوساط في 14 أذار بأن تيار المستقبل لا يزال يعلن تمسكه بترشيح فرنجية، وان هذا الترشيح حمل في جوانبه محاولة لإخراج البلاد من الفراغ على أساس أن لرئيس المردة تمايز في مواقفه لكن التزام بقرار مقاطعة حزب الله الجلسات الرئاسية ومن ثم تضامنه مع وزراء الوفاء للمقاومة في مقاطعة جلسة الحكومة يدفع نحو إعادة النظر في مدى الموقف الذي يمكن أن يؤمنه من موقع رئاسي.
ولا يشكل موقف تيار المستقبل وحده عائقاً أمام انتخاب عون، بل أن لرئيس مجلس النواب بري كلاماً واضحاً إذ هو يرفض رفضاً قاطعاً انتخاب عون الذي يصف مجلس النواب بغير الشرعي كما تقدم بطعن نيابي أمام المجلس الدستوري.
اذ لا يمكن الاستهانة برفض بري تتابع الأوساط لا سيما أن النائب جنبلاط قد يتضامن معه في هذا الإستحقاق الدستوري، لذلك إن الضغط على الحريري لإنتخاب عون لن يحقق مراده في ظل عدم مبادرة عون الى مواقف وطنية إذ لا يستطيع الحريري ان يخاصم قوى سياسية حليفة وصديقة لإيصال عون إلى بعبدا دون أن يكون خطا خطوات ضرورية في العمل السياسي وطبيعية في مساره الى رئاسة الجمهورية.
والأمر ليس صعباً اذا ما أراد عون رئاسة البلاد، فإن كانت له هذه المواقف يلاقيه الحريري بجملة واحدة بأنه يؤيد إنتخاب عون للرئاسة فتنتقل البلاد الى مرحلة جديدة لأن ما سيقدم عليه عون كان قد أقدم عليه سابقاً الرئيس الشهيد بشير الجميل حسب الأوساط في اتجاه الحليف السني في البلاد بما مكنه من ان يكون رئيساً للجميع يومها.
اذاً، باستطاعة عون، تتابع الاوساط نفسها، ان يفتح كوة في الجدار الرئاسي المغلق من خلال مواقف ضامنة، بحيث ليس ن الضروري اعتبار الوقت يداهم الزمن، فللجلسة الرئاسية في 28 ايلول جلسات لاحقة، والمواقف السياسية الصادرة عن الكتل لا يمكن اعتبارها اساسية فالعماد يعرف بأن المواقف يمكن ان تتعدّل لصالح الوطن وهو طبّق ذلك مراراً في مسيرته السياسية.