عرض حزب الله للحريري: إستسلم وسنمنحك العفو
علي الأمين/جنوبية/ 25 سبتمبر، 2016
سعد الحريري ملاحق بتهم عديدة في دولة حزب الله، هذه الدولة التي لا تريد انتخاب رئيس لكنها تريد أن تلقي بهذه المسؤولية على سواها فهل الرئيس سعد الجريري مستعد لتحمل تبعات الفراغ الدستوري وهل من مكان له في هذه الدولة؟
هي دولة حزب الله وعلى الرئيس سعد الحريري في قوانين هذه الدولة أن يدخل الدولة بالقدم اليمنى أولاً. أن يقدم فروض الولاء والطاعة وأن يتنحى جانباً، إلى حين يقرر حزب الله أن يوكله بمهمة يرتئيها. حتى رئاسة الحكومة ليست من الحقوق المكتسبة له. وهو من يقرر رئاسة الحكومة لاحقاً، أي بعد الانتخابات النيابية التي لن تكون نتائجها إلاّ لصالحه، مهما كان النظام الانتخابي. ستكون تحت سيطرة حزب الله وتوجيهاته. الأرجح ثمّة حاجة لرئيس حكومة يدير العملية الإنتخابية وهذا لا يليق بالرئيس سعد الحريري كما يتنطح قائلاً أحد القريبين من حزب الله. وفي إشارةٍ عفوية يتابع ربما هناك من يستحق أن يدير العملية الانتخابية ولاحقاً نرى ماذا ستفرز الانتخابات.
على الرئيس سعد الحريري أن يزيل أيّ شبهة عن حزب الله بأّنه هو من عطّل الانتخابات الرئاسية طيلة أكثر من عامين، بل عليه أن يتلوَ فعل الندامة على كل هذا الزمن الذي مضى ولم ينتبه إلى أهمية انتخاب العماد ميشال عون، وأن يقول للبنانيين بالفمّ الملآن إنّي اعتذر منكم على ما سببته لدولتكم من خسائر غياب الجنرال عون عن قصر بعبدا منذ العام 2014 حتى اليوم. وبعد لم ينته الأمر عند هذا الحدّ ينبغي على الرئيس الحريري أن يكتفي بترتيب شؤون طائفته لاحقاً، فهذه الطائفة تحتاج إلى مزيد من التحسينات والتخفيف من غلواء التطرف، وعلى الرئيس الحريري أن يعمل بكدّ ونشاط لمنع الاصوات المنكدة عليه وعلى هذه الطائفة المهذبة وعلى حزب الله. وحذارى أن يعود إلى شعارات بائدة كالعبور إلى الدولة او ما شابه من شعارات السيادة والسلاح غير الشرعي، أو المطالبة بسحب مقاتلي حزب الله من سورية وغيرها. هذه من الشؤون الإقليمية التي لا يجوز للحريري ولا لغيره من اللبنانيين أن يتنطحوا لها، فهم لا يفقهون منها شيئا إذا أحسنَ النوايا، أو متآمرون يمنعون شقّ الطريق إلى بيت المقدس وتحرير كامل التراب الفلسطيني.
قد يخطر في بال الرئيس الحريري في لحظة ما أن لا ينتخب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لا مشكلة في ذلك لننتظر الإنتخابات النيابية وسيكتشف أنّ ما كان في يده قبل الانتخابات لم يعد في يده بعدها. هو خسر كثيراً من الحلفاء إمّا بإرادته أو هم من تخلوا عنه، منذ ظنّ أنّ المرشح سليمان فرنجية يمكن أن يكون شريكاً أو حليفاً مسيحياً بديلاً. لكن ذلك لم يكن على قدر المتوقع، فما قدّمه الرئيس الحريري من تنازل لحزب الله عبر تبني فرنجية، بدا بلا ثمن وخطوة لم يعرها حزب الله ايّ اهتمام. بل فقط تسجيل خسارة إضافية للحريري دفعت حزب الله للقول:
“برافو اخترتم في النهاية مرشحنا، لكن لم تحزر يا دولة الرئيس، تحتاج بعد إلى مزيد من الإمتحانات ولكن إياك أن تعد نفسك بمكاسب، نحن نقرر لك ما تستحق وما لا تستحق. ولكن يمكن أن ننتظر واياك موعد الإنتخابات النيابية المقبلة، ماذا لديك؟ أنت في أحسن الأحوال زعيم السنّة، تعرف ونعرف أنّك لن تستطيع كسب أعداد النواب التي كسبتها في العام 2009، سنساعدك بقدر ما نستطيع، وبقدر ما تحدده مرحلة الانتخابات وزمنها.
تعلم يا ابن رفيق الحريري، أنّنا في زمن حماية الأقليات، وتعلم أنّنا هذه القوة التي يحتاجها الغرب اليوم لحماية هؤلاء المساكين من المسيحيين والدروز العلويين، نعطيك فرصة الانضمام لمن نحميهم وإن كان بعضهم لا يريدنا لكننا اصحاب قلوب كبيرة ومحبة ونستوعب من لا يدرك مصلحته، الإنتخابات النيابية المقبلة لم تعد مواجهة بين مشروع سلاح حزب الله ومشروع الدولة. الإنتخابات المقبلة ستكون هذه المرة كما نشتهيها نحن وغيرنا من حلفائك القدامى في الداخل والخارج، بين سلاح حزب الله الإقليمي الذي يحمي الاقليات وبين داعش وحاضنتها السنية. هل تشك في ذلك؟
لك الحق أن تشك فأنت راهنت على عناوين خاسرة فلا الدولة التي شئت وشاء غيرك قامت، ولا سلاحنا انكفأ وانتهى، بل تمدد وصار حاجة للعدو والصديق. ما بالك لا تصدق. انظر حولك، هل تعتقد أنّ كراهية الكثير من السوريين تزعجنا، أبداً يا سعد إنّها تجلب لنا تعاطفاً. أوَ لسنا من تلك الأقليات التي تلهب عقل الغرب وتجعله مرغماً على دعمنا وتأييدنا؟
مشروعنا مهما كان اسمه يا شيخ سعد هو الذي انتصر. لك مكان فيه اليوم فعجّل قبل أن يأتي موسم الانتخابات النيابية الذي ربما لن نجد حينها حاجة لك. فالواقفون من أتباعك على أبوابنا كثر”.