Quantcast
Channel: Elias Bejjani News
Viewing all articles
Browse latest Browse all 21056

أمير طاهري: الملا والأمير وفخ التقية//Amir Taheri/Al Arabiya: Abdullah-Rafsanjani dialogue and the tussle between perception and reality

$
0
0

الملا والأمير وفخ التقية
أمير طاهري/الشرق الأوسط/29 أيلول/16

واجه ملالي إيران، منذ أن استولوا على السلطة في عام 1979، تحدي صياغة التوليفة ما بين الخيال والواقع.
وكل حالة تقريبًا من محاولات الاستبدال بالواقع تصورات الغايات المثالية، تنتهي بمأساة. وفي كثير من الحالات، كان النظام الآيديولوجي مستعدًا للتضحية بالواقع الحقيقي في سبيل الخيال المتصور. وكان المهم هو ما تبدو عليه الأشياء، وليست حقيقة الأشياء.
وكان النظام الخميني في إيران هو أحدث الأمثلة البارزة على ذلك.

انتهت أزمة احتجاز الرهائن الأميركيين في عام 1979 بكارثة شديدة الوقع على الاقتصاد الإيراني، ناهيكم بهيبة الدولة التي ذهبت أدراج الرياح. ومع ذلك، أعلن آيات الله انتصارهم على «الشيطان الأكبر».
وفي عام 1988، كانت لحرب السنوات الثماني مع العراق نهاية شديدة الهوان للجمهورية الإسلامية. ولكن، وفي هذه المرة أيضًا نعق الخميني وأنصاره بالانتصار الساحق، وأمر بإعدام الآلاف من السجناء بغية تشتيت الانتباه عن الواقع.
وفي الآونة الأخيرة، وصف الرئيس حسن روحاني ما يسمى بالاتفاق النووي مع القوى الدولية بـ«أعظم انتصار دبلوماسي في تاريخ الإسلام»، في الوقت الذي تقبل فيه بعضًا من أشد الشروط هوانًا التي أمليت على الحكومة الإيرانية في أي فترة سابقة من فترات ضعفها التاريخي.
وعلى مر السنين، تعلمت معظم الدول التعامل مع قادة الجمهورية الإسلامية في طهران، كما تتعامل مع المراهقين المتعجرفين الذين قد يخطئون أو يفشلون بكل سلاسة ما داموا يحافظون على ماء وجوههم أمام الجميع.

في الشهر الماضي، قام وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بجولة زار فيها عددًا من دول أميركا اللاتينية ذات الأنظمة اليسارية المفلسة، وقال إن الجمهورية الإسلامية صارت الآن زعيمة الكتلة الجديدة من القوى الثورية. ولم يكن مهمًا أن كوبا، وبوليفيا، ونيكاراغوا، وفنزويلا لا تملك فلسًا أو فلسين تبتاع بهما أي شيء يذكر. وكانت لمدير عام القطاع الاقتصادي بوزارة الخارجية الإيرانية، السيد حقبين، الجرأة الشديدة للتصريح بأن السيد ظريف «هبة من هبات البشرية»، لأنه «تمكن من خلق إطار جديد لتحقيق الازدهار العالمي».

وعلى مدى عقدين من الزمان، حاولت الجمهورية الإسلامية أن تنال حق العضوية الكاملة فيما يسمى بـ«مجموعة شنغهاي»، وهو تحالف تقوده روسيا والصين. وفي كل عام، يُنحى طلب عضوية طهران جانبًا بكل أدب. وفي كل عام أيضًا، تعلن طهران عن «الانتصار الدبلوماسي العظيم» بسبب الوعد بدراسة الطلب في العام المقبل.
ومر عقدان من الزمان أيضًا أعلنت فيهما الجمهورية الإسلامية «الانتصار الدبلوماسي» فيما يخص الاتفاق على الوضعية القانونية لبحر قزوين من قبل الدول المطلة عليه. ورغم ذلك، فإن الدول الأربع التي تشارك إيران في هذا البحر – وهي روسيا، وكازاخستان، وأذربيجان، وتركمانستان – قد عملت ببساطة على عزل إيران واستمرت في فعل ما يصب في مصالحها، بصرف النظر عن أي اعتبارات أخرى. ولقد انتهكت روسيا ثلاث معاهدات يكون بحر قزوين بموجبها خاليًا من الوجود العسكري تمامًا.

وفي الشهر الماضي، التمس السيد ظريف كل وسيلة ممكنة لإقناع قمة رابطة دول شرق آسيا (آسيان) للاعتراف بإيران عضوًا من الأعضاء. وعندما عاد إلى طهران أعلن «الانتصار الدبلوماسي للإسلام» كالمعتاد، متجاهلاً حقيقة مفادها أن قمة فينتيان أرجأت الطلب الإيراني مع وعد بالنظر فيه خلال العام المقبل. بدلاً من ذلك، اعترفت القمة نفسها بدولتي تشيلي والمغرب عضوين في الرابطة، على الرغم من أنهما تقعان خارج قارة آسيا.
وفي وقت سابق من العام الحالي، كانت طهران تستعد لما توقعت أن يكون «الانتصار الدبلوماسي الأكبر»، بإقناع الجانب السعودي بمتابعة خطى الملالي، من خلال السماح لهم، كما لو كان يمكنهم إملاء الشروط التي سوف يؤدي الحجاج الإيرانيون مناسك الحج وفقًا لها.

ولكن سرعان ما أصبح من الواضح هذه المرة أن الجانب السعودي لن يلعب الدور المكتوب له في السيناريو المصمم لخديعة الشعب الإيراني، وغيره من المسلمين، والعالم بأسره من دون أدنى شك.
ولقد لعب الملالي لعبة مماثلة في عام 1987، مما تسبب في وقوع مأساة مروعة أسفرت عن مقتل أكثر من 400 حاج، ثم مرة أخرى في عام 1997 عندما استخدموا تكتيك «التقية» المفضل لديهم، لاستئناف محاولاتهم في تسييس مناسك الحج.
وفي سرد لمقدمة تلك المحاولة عرضه آية الله راي شهري، وهو الملا الذي قاد الحجيج الإيرانيين في ذلك الوقت، يوضح (في مذكراته المنشورة في طهران، التي يتذكر فيها الاجتماع الذي جمعه بولي العهد السعودي آنذاك، الأمير عبد الله بن عبد العزيز، ورئيس الجمهورية الإيرانية هاشمي رفسنجاني، في باكستان خلال القمة الإسلامية) أن رفسنجاني كان يحاول إقناع ولي العهد السعودي بالسماح لإيران بأن تلعب لعبة الخديعة، عن طريق التظاهر بأن الحجيج في مكة استجابوا لدعوة آية الله الخميني بالمظاهرات الحاشدة.

ولقد أراد رفسنجاني إتاحة مساحة، أي مساحة، يمكن لبعض الإيرانيين التجمع فيها، وتصوير فيلم للتلفزيون الإيراني وعرضه في طهران، للقول إن الحجاج الإيرانيين بأكملهم استجابوا راغبين في تكريم الإمام الخميني وسياساته.
وسوف تكون مناورة في صورة مظاهرة على غرار فيلم «سيسيل بي ديميل» المصور بالكامل في الاستوديوهات السينمائية.
وبذلك، سوف يتم خداع الإمام الخميني، ويتعرض الشعب الإيراني للتضليل، في حين يعلن النظام الإيراني الحاكم عن انتصار «مزعوم» جديد.

في ذلك اللقاء يقول الأمير عبد الله إن بلاده عانت بما فيه الكفاية مما حدث في مواسم الحج السابقة، موضحًا أنه يمكن تصوير تلك المظاهرات التي يريدها الإيرانيون في الصحراء أو في أوروبا إن شاءوا. وشدد على أن الشعب الإيراني شعب مسلم بالأساس، وإيران كانت الدولة الوحيدة المنضبطة في مناسك الحج. فقد كان الحجاج الإيرانيون أيام الشاه يعرفون أين يقفون وما الذي ينبغي عليهم فعله تمامًا.. على جبل عرفات، وفي منى، وفي غيرها من الشعائر. إلا أن رفسنجاني طلب أن يعطى الإيرانيون مسجدًا في أي مكان في مكة تصور فيه المظاهرة المزعومة. وناشد الرئيس الإيراني الأسبق السلطات السعودية حينئذ أن تعطيهم حتى خيمة صغيرة، تتسع لخمسمائة أو ألف شخص لتصوير الفيلم، مشددًا على أنه لن يُعرض في أي مكان سوى إيران. كما تعهد رفسنجاني بأنه لن يجري تركيب مكبرات للصوت ولن يُفصح عن أي إعلانات. وسيكون الناس هناك لأداء الصلاة، لمدة نصف ساعة أو ساعة كاملة، ولن يدلوا بتصريحات لأي صحيفة.

في النهاية تعهد رفسنجاني أنه مع هذه الترتيبات سوف تكون السلطات السعودية بخير وسيكون الإيرانيون مرتاحين.
ثم يذكر راي – شهري كيف تجاهل المرشد الأعلى علي خامنئي تعهدات رفسنجاني للأمير عبد الله، وكيف أن الآلاف من أفراد الحرس الثوري الإيراني ومن عناصر الأمن الخاصة اندفعوا في حالة من الهياج في مكة المكرمة.
وفي هذا العام، حاول الرئيس حسن روحاني، التلميذ النجيب لرفسنجاني أن يعقد نفس الخدعة التي تهدف إلى خديعة الجانب السعودي بافتراض موافقة خامنئي. وهذه المرة، رغم كل شيء، لم يفلح هذا التكتيك من جانبهم.

 

Abdullah-Rafsanjani dialogue and the tussle between perception and reality
Amir Taheri/Al Arabiya/September 29/16
Ever since they seized power in 1979, Iran’s ruling mullahs have faced the challenge of forging a synthesis between perception and reality. In almost every case, attempts at replacing reality with the perception of an ideal ends in grief. And in many cases, the ideological regime is prepared to sacrifice reality to perception. What matters is how things look, not how they are.

Iran’s Khomeinist regime is the latest illustration of that. The seizure of American hostages in 1979 ended with a disaster for the Iranian economy, not to mention the nation’s prestige. Yet, the ayatollah declared victory over the “Great Satan.” In 1988, the eight-year war with Iraq had a humiliating end for the Islamic Republic. But, there too Khomeini crowed about his triumph, and ordered the execution of thousands of prisoners to divert attention.

More recently, President Hassan Rowhani labelled the so-called nuclear deal the “greatest diplomatic victory in the history of Islam” while accepting some of the most humiliating terms dictated to an Iranian government even at times of historic weakness.

Over the years, most nations have learned to treat the Islamic Republic leaders in Tehran as snooty teenagers who would fall in line as long as they don’t lose face. Last month, the Foreign Minister Muhammad Jawad Zarif toured a number of Latin American countries with bankrupt leftist regimes and reported that the Islamic Republic was now the leader of a new bloc of revolutionary powers.

It didn’t matter that Cuba, Bolivia, Nicaragua and Venezuela didn’t have even two farthings to rub against each other. The Tehran Foreign Ministry’s Economic Director-General, a certain Mr. Haqbin, had the temerity to declare Zarif “a gift to mankind” for “having created a new framework for global prosperity.”

Over the years, most nations have learned to treat the Islamic Republic leaders in Tehran as snooty teenagers who would fall in line as long as they don’t lose face

‘The diplomatic victories’
For two decades the Islamic Republic has tried to become a full member of the so-called Shanghai Group, an alliance led by Russia and China. Every year, Tehran’s application is politely set aside. And every year, Tehran declares “great diplomatic victory” because of a promise to examine the application the following year.

It is also two decades that the Islamic Republic declares “diplomatic victory” regarding an agreement on the status of the Caspian Sea by the littoral states. And, yet, all four states that share the sea with Iran- that is to say Russia, Kazakhstan, Azerbaijan and Turkmenistan-, have simply isolated Iran and continue to do as they please regardless. Russia has even violated three treaties under which the Caspian must be free of a military presence.

Last month, Zarif went all the way to Laos to persuade a summit of the Association of East Asian Nations (ASEAN) to admit Iran as a member. Back in Tehran, he declared the usual “diplomatic triumph of Islam” ignoring the fact that the Vientiane summit shelved the Iranian demand with a promise to examine it a year later. Instead, the same summit admitted Chile and Morocco as members, neither of them even in Asia.

Earlier this year Tehran was preparing for what it hoped would be an even greater “diplomatic triumph”, persuading the Saudis to play the mullahs’ script by allowing the mullahs to appear as if they could dictate the terms under which Iranians would perform the Hajj rites. Soon, however, it became clear that this time the Saudis would not play the role written for them in a script designed to deceive the Iranians, other Muslims, and indeed the whole world.

The mullahs had played a similar game in 1987, triggering a tragedy in which more than 400 pilgrims died and, later, in 1997 when they used their favorite tactic of taqiyah (dissimulation) to resume their attempt at the politicization of the Hajj rites. An account of the prelude to that attempt is given by Ayatollah Ray-Shahri, the mullah who led the Iranian pilgrims at the time. In his memoirs published in Tehran, the ayatollah recalls a meeting between the then Saudi Crown Prince Abdullah bin Abdulaziz and the Islamic Republic President Hashemi Rafsanjani in Pakistan during the Islamic Summit.

Ray Shahri makes it clear that Rafsanjani was trying to persuade the Saudi leader to allow Iran to play a game of deception by pretending that the pilgrims in Mecca had responded to Ayatollah Khomeini’s call for mass demonstration. Rafsanjani wanted a space, any space, in which a few Iranians would gather, make films for TV and show it in Tehran to say the entire pilgrimage paid tribute to Khomeini and his policies. It would be an exercise in make-believe, like a Cecil Be DeMille movie made in a studio.

Historic document
Khomeini would be deceived, Iranians would be deceived and the regime would declare another triumph. Ray Shahri quotes part of the dialogue verbatim.

It is a valuable historic document. Here it is:

Crown Prince Abdullah: What is this Hajj pilgrimage leader you have named? Why don’t you appoint someone who obeys you? We have had enough, enough of suffering about what happened before (in previous Hajj seasons). Non-Muslims laugh at us. We’ve had enough. As one Iranian brother has told us you could do your demonstration in the desert or in Europe.

President Rafsanjani: We’ve a clear solution to offer. There is no need for either of us to be concerned.

Crown Prince Abdullah: Let me tell you something which is from the time of the Shah. It shows that Iranian people have always been Muslims. The only nation that came for Hajj in good discipline was the Iranians. They knew where they were and what they should do. In Arafat, Mina and elsewhere they had the best places. We welcomed them and offered full facilities.

President Rasfanjani: Let me make a deal with you, a final deal. I have also talked to {your} foreign minister. For example, if you give us a mosque anywhere in Mecca, even a very small mosque we could agree on the number of people {for demonstration}.

Crown Prince Abdullah: Why couldn’t they perform Hajj as before? Weren’t Iranians who did it before also Muslims?
President Rafsanjani: Things changed since we created an Islamic government. We’ll solve it, you won’t have any problem.
Crown Prince Abdullah: But God created the Iranian people as Muslims from the beginning of creation.
President Rafsanjani: But before we had the Shah. Give us a tent, a small tent; say for 500 to 1000 people {to make a film for TV}
Crown Prince Abdullah: Why not in your assigned place (ba’atha)?
President Rafsanjani: We accept even in our place. We won’t fix loudspeakers and make no announcement. We’ll have people there to pray, say for half an hour or an hour, won’t give the news to any newspaper, the footage will be shown only in Iran. No loudspeakers.
Crown Prince Abdullah: No need for loudspeakers. God can hear even the prayer of an ant.
President Rafsanjani: With this arrangement you will be Ok and we will be comfortable.
Ray Shahri then relates how the “Supreme Guide” Ayatollah Ali Khamenei ignored Rafsanjani’s promises to the Saudi leader and how thousands of Islamic Revolutionary Guard members and security agents went on a rampage in Mecca.
This year, President Hassan Rowhani, a disciple of Rasfanjani, tried the same trick aimed at deceiving the Saudis presumably with Khamenei’s consent. This time, however, the technique didn’t work.
**This article was first published in Asharq al-Awsat on Sept. 16, 2016.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 21056

Trending Articles