مدير «التحالف الأمريكي ــ الشرق أوسطي لدعم المرشح الجمهوري» طوم حرب: واثق من فوز ترامب… ولا مشكلة مع الإسلام القدس العربي/حاورته من بيروت رلى موفق/01 تشرين الأول/16
يبدو المهندس طوم حرب مدير «التحالف الأمريكي ــ الشرق أوسطي لدعم ترامب» واثقاً مِن فوز المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية، ويَعتبر أن ثمة «ثورة شعبية» في أمريكا، لأن الشعب الأمريكي طفحَ كيله من أداء سياسييه، ومن وسائل إعلامه التي تريد إجراء عملية «غسل دماغ» له.
برأيه أن رؤية ترامب تتمثل بـ «أمريكا أولاً»، وهمّه كيف يُعيد العَظمَة لبلاده. وما نعيشه في المنطقة لن يشهد أي تغيير إذا وصلت المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون، فسياستها هي امتداد لسياسة الرئيس الحالي باراك أوباما. الأمل، بالنسبة له، يتمثل في وصول ترامب الذي سيُلغي الاتفاقية مع إيران أو يُعيد النظر بها، مع احتمال فرض عقوبات جديدة عليها، ما سيُعيد بناء الثقة مع الحلفاء التقليديين في العالم العربي، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية. وسيعمل سيّد «البيت الأبيض» الجمهوري على تشكيل «جيش ردع عربي»، لإزالة تنظيم «الدولة الإسلامية» من العراق وسوريا، وعلى إقامة مناطق آمنة داخل الأراضي الحدودية السورية حتى لا يكون اللاجئون عبئاً على دول الجوار والغرب.
طوم حرب، الأمريكي من أصل لبناني، لا يرى لدى ترامب أي مشكلة مع الإسلام، أو أنه عنصري، إذ أن ما يطرحه من إجراءات موجود في أي من الدول العربية أو الإسلامية حيال أيّ أجنبي. كما أنه لا يُعير كبير اهتمام لموقف المرشحين الذين يتبنون أن تكون القدس عاصمة لإسرائيل لأن غالبية الرؤساء قالوا هذا خلال حملاتهم الانتخابية، غير أنه يَعتبر أن الاهتمام بالقضية الفلسطينية تراجع إلى مراتب متأخرة بعدما أضحى الاقتصاد وأمن أمريكا والقضاء على «داعش» في مراتب متقدمة.
ورغم أنه لا يُدرج قانون «العدالة لمحاسبة رعاة الإرهاب»، الذي صوّت الكونغرس الأمريكي عليه مجدداً رافضاً «فيتو أوباما»، في إطار استرضاء الناخب الأمريكي من قبل نواب الحزبَين، بل في سياق تحمّل المسؤولية تجاه شعوبهم، فإنه يجده صعب التنفيذ، لأن الأفراد لن يكون بإمكانهم تحمّل تكاليف دعوى قضائية لإثبات إدانة دولة ما!
وهنا نصّ الحوار:
○ أعطت استطلاعات الرأي الإعلامية بعد أوّل مناظرة تلفزيونية بين المتنافِسيَن على الرئاسة الأمريكية التقدّم للمرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون، كداعم لحملة ترامب، كيف قيّمت أداءه؟
• منذ إعلان ترامب ترشيحه في حزيران/يونيو 2015، وما تلاه من مناظرات تلفزيونية تبارَزَ فيها، مع 16 مرشحاً جمهورياً، كان المحللون السياسيون والمحررون الصحافيون الذين اعتادوا نهجاً معيناً للمرشح الملتزم حزبياً، يقولون بأن أداءه كان فاشلاً، فيما كان «التصويت عن بعد» ـ الـ «أون لاين» On Line Vote للوسائل الإعلامية ذاتها في ليلة المناظرات يصبّ في صالح ترامب، حيث كان في كل مرّة يكتسح خصومه. الشعب كان يصوّت له من دون التأثّر برأي المحلل السياسي أو الصحافي. وعندما وصلنا إلى المناظرة الأولى بين ترامب وكلينتون، حدث الشيء نفسه، إذ أظهر ما يمكن وصفه بـ «التعبير المتحرّر» أو ما يسمى بـ «المعلومات غير المنقّحة» Unfiltered Information لمختلف الوسائل الإعلامية القريبة من الحزبين تقدماً واضحاً لترامب.
○ كيف تقرأون هذا التمايز والاختلاف؟
• هذا معناه أن الشعب يعطي رأيه بغض النظر عن تأثير المحللين السياسيين الذين يريدون التأثير على قراره. الـ «أون لاين ﭬوت» هو تصويت مُتحرّر من الضغوط النفسية، ما يدفعنا إلى الاستنتاج بأن هناك «ثورة شعبية» قائمة، لأن الشعب الأمريكي طفحَ كَيله من أداء سياسييه، ومن وسائل إعلامه التي تريد إجراء عملية «غسل دماغ» له وتتدخل بقراره، وهذا نشاهده للمرّة الأولى. حملات ترامب الانتخابية يُعلن عنها قبل ثلاثة أيام فقط عبر الإنترنت، في قاعات تتسع لحوالى عشرة آلاف شخص. بينما حملات كلينتون تكون داخل قاعات تتسع لحوالي خمسة آلاف شخص لا نرى منهم إلا حوالي الألف وخمسمائة شخص. هذا عائد لأن ترامب قال: «أريد التكلم إلى الشعب بلغته، أنا لا أريد مخاطبة النخبة التي لا تمثل إلا عشرة بالمائة».
○ في حال فوز ترامب سيكون سيّد البيت الأبيض، ورئيس أقوى دولة في العالم. برأيك إلى أي مدى تسمح له هذه الشعبوية ببناء سياسات ذات عمق استراتيجي ووازنة في الملفات الداخلية والخارجية، وهل هذه هي الصفات التي يجب أن يتّسم بها رئيس الدولة العظمى؟
• حتى يستطيع الوصول إلى سدّة الرئاسة يجب أن يكون شعبوياً، لأن الشعب هو مَن ينتخب. بالطبع هو لامسَ وَجَع الناس. مشكلة الاقتصاد والبطالة والإنتاج وما الى ذلك. أما لجهة تأثير شعبويته على طريقته في الحكم، فقد أحاط نفسه بمجموعة من أهم المستشارين الأمريكيين في المجالات كافة، ناهيك عن أنه أثبت نجاحه خلال إدارته لأعماله واستثماراته الناجحة لسنين طويلة. رؤيته تتمثل بـ «أمريكا أولاً»، وهمّه هو كيف يُعيد العَظمَة لبلاده، فمع انتفاء عَظمَة أمريكا ستعاني دول العالم قاطبة، لأنه لا يتبقى «رأس» يُدير اللعبة الدولية، وخاصة في الشرق الأوسط.
○ ترامب سيعتمد على الـ «استابلشمنت»، وعلى مرتكزات وقوة النظام والهيكلية الحاكمة في إدارة البلاد، فيما شعبويته يستمدها من خروجه عن كل الأنماط التقليدية، كيف تفسّر ذلك؟
• هناك شروط وقوانين لهذه المؤسسات القائمة، بالتأكيد سيعتمد على فريقه وعلى المؤسسات، ولكنه سيستغني عن قسم كبير من الأشخاص قديمي التفكير الذين يعودون في تفكيرهم إلى الوراء، مع الاحتفاظ بالهيكلية، وسيأتي بأشخاص يفكرون بعيداً لمصلحة أمريكا.
○ هل أنت مقتنع بفوز ترامب بالسباق الرئاسي إلى البيت الأبيض؟
• طبعاً… أنا أتكلم مع أناس كُثر من قطاعات عدّة، وحتى من الديمقراطيين، هم تعِبوا من مشاكل باراك أوباما ويعتبرون كلينتون امتداداً لسياساته. نحن هنا في أمريكا نصوّت بناءً للوضع الاقتصادي الذي لم يتحسّن منذ وصول أوباما إلى اليوم. يقولون إن البطالة هي بحدود الـ5٪، بينما نحن نحتسب الذين تركوا أعمالهم وبقوا بعد فترة الـ 6 أشهر، التي تُغطيها الدولة، مِن دون عمل. هم لا يحتسبونهم. الإحصاءات الموجودة لدينا تفيد بأن النسبة تصل إلى حدود 12.5٪ ضمن فئة العاطلين عن العمل! أما إذا حسبنا القاصرين وكبار السن فتصل النسبة إلى حدود الـ30٪!
○ أنت تقول بأن الكيل طفح عند عدد من الديموقراطيين، وهم يشعرون بالإحباط من أداء أوباما، ويعتبرون أن كلينتون هي امتداد له، ولكن في المقابل هناك من الجمهوريين، ومنهم قياديون، أعلنوا موقفاً سلبياً من ترامب؟
• صحيح، هؤلاء قالوا بأنهم لن يصوتوا لترامب، ولكنهم لم يعلنوا أنهم سيصوّتون لكلينتون، فهناك فرق. عددهم يتراوح بين 50 و60 شخصية، بينما في الجانب الآخر، هناك الآلاف من الديمقراطيين سيصوتون لصالح ترامب. هناك شخصيات، بغض النظر عن كونها ديموقراطية أم جمهورية، تتعامل مع بعضها على أساس المصالح المشتركة، الشركات الكبرى التي تريد التعامل مع إيران ومع بشار الأسد، رتّبت وضعها على أساس أنه بمجرد أن تسمح الظروف ستباشر التعامل مع هذه الأطراف، فإذا أتى ترامب وقال لهم بأنه سيلغي الاتفاقيات الاقتصادية ويُعيد النظر بالعقوبات على إيران، من الطبيعي أن يأخذوا موقفاً مغايراً، حتى ولو كانوا من الجمهوريين. على كل، نحن خسرنا ربما خمسين شخصاً لن يصوتوا لترامب، ولكننا ربحنا أصوات الآلاف من الشعب العادي الذين أقلقهم الهمّ المعيشي.
○ بمجرد القول إنك مدير التحالف الأمريكي ــ الشرق أوسطي لحملة ترامب، تتبادر إلى الذهن، إضافة إلى الشق الأمريكي بهمومه الداخلية، السياسة الخارجية وجزء منها يتناول الشرق الأوسط. العرب والمسلمون يخشون ترامب لأنه يُعبّر عن خطاب مناهض للإسلام، أو على الأقل مواقفه وزلات لسانه وردّات فعله على بعض الأحداث فيها كثير من العداء للإسلام، فكيف يمكن أن نتوقع تحالفات متينة لترامب مع المسلمين إذا كانوا يشعرون بالإهانة؟
• نريد العيش في الواقع وليس في الأحلام، يجب النظر إلى الواقع الذي نعيشه في العالمين العربي والإسلامي. هناك مشاكل في الشرق الأوسط، والشعوب كلها خائفة، لكن عندما تذهبين إلى مصر والأردن وإلى دول الخليج، يخبرونك عن الإرهاب التكفيري الذي يتغذى من حركات أصولية أو متشددة، أو يستمدّ قوته من فكر الملالي وولاية الفقيه، الذي يمثل خطراً على المنطقة. عندما تتكلمين مع القيّمين على الحُكم في هذه الدول يُخبرونك بأن لديهم مشكلة كبيرة، ويعتبرون أنفسهم مجبورين على معالجتها مع المجتمع الدولي.
○ صحيح، ولكن إذا كانت لهذه الدول الإسلامية والعربية مشاكلها مع الإسلام المتطرف، فهذا لا يعني أن تقول بأنك ستمنع أي مسلم من الدخول إلى أمريكا؟
• لم يقل ترامب ذلك، بل أوضح بأنه سيدقّق بالأوراق التي يحملها القادمون، وبالتالي مَن يريد أن يَبقى على عقيدته المتطرّفة ولا يحترم قوانين بلادنا، لا نريده. الذي لديه أي اتصالات بحركات «جهادية» تكفيرية، لا نريده. ولكن إذا كان إنساناً مسالماً، يأتي لكي يتعلم ويعمل ويبني عائلة ضمن المجتمع الأمريكي فأهلاً وسهلاً به. هذه الأسئلة نفسها تُسأل إذا أردتِ الذهاب إلى الدول العربية، فلماذا نلوم ترامب، الإنسان الوطني القومي، بينما نعطي لغيره الحق بذلك. يجب أن نكون واقعيين ولا نتعامل بمعيارين. الشعوب الشرق أوسطية في أمريكا مقتنعة بما يقوله ترامب، بغض النظر عن الإثنية أو الطائفة التي تنتمي إليها، وحسب الإحصاءات 55٪ من هذه الشعوب ستصوّت لصالح ترامب.
هؤلاء يرون ما تفعله إيران في الشرق الأوسط. إيران ليست بلداً معتدلاً أو ديموقراطياً، هي بلد الفكر الراديكالي الذي يزعزع دول العالم العربي، ومن الطبيعي أن تكون هناك راديكالية معاكسة لها للحدّ من توسعها. هناك فراغ في المنطقة بعد انهيار الديكتاتوريات، ولا توجد قيادة فعلية. وبالرغم من هذا، قام أوباما بإنجاز اتفاقية مع إيران، وعندما ارتفع صوت الدول العربية لم يستمع إليها. هناك جفاءٌ بين الدول العربية وإدارة أوباما، وهيلاري كلينتون لن تستطيع تقريب وجهات النظر بين المملكة العربية السعودية وإيران، لأن السعودية ستقول لها: «اطلبي منهم أن يقطعوا الذخيرة والإمدادات عن «حزب الله» والحوثيين، وأن يسحبوا الحرس الثوري من سوريا والحشد الشعبي من العراق، عندها يكون هناك مجال للتفاهم»، وإلا فإننا سنحارب بكل ما أوتينا من قوة.
ترامب أوضح أنه سيلغي الاتفاقية مع إيران أو يُعيد النظر بها، مع احتمالية فرض عقوبات جديدة عليها. هذا سيُريح الدول العربية. هو سيعمل على تشكيل «جيش ردع» عربي، يعمل على إزالة «داعش»، ومن ثم تسليم هذه المناطق، بعد تحريرها، إلى أهلها الأصليين بمؤازرة لوجستية أمريكية. كما سيُؤمّن مناطق آمنة داخل الأراضي الحدودية السورية لإيواء السوريين حتى لا يكونوا عبئاً على دول الجوار والغرب، ومن ثم ترتيب الأمور في الشرق، دولة بعد أخرى، ونتفاهم مع حلفائنا قبل الذهاب إلى أعدائنا لإنجاز الاتفاقيات.
○ كيف سيستطيع ترامب ذلك وهو الذي يُظهر العداء للمسلمين؟
• أنا لا أجد عند ترامب أي نوع من العنصرية. التجّار وأصحاب الشركات هم الأقل عنصرية، لأنهم يحبّون التعامل مع الجميع، وهو لديه مصالح في الدول العربية وليس عنده مشكلة مع الإسلام، لكن مَن يُهدّد أرضي أكون ضده، حتى لو كانت اليابان أو الصين.
○ هناك محاولة لـ «شيطنة» السنّة في العالم، يعني تصوير السنّة على أنهم «داعش»، وأن الخطر هو من التطرّف السني، بينما في المقابل هناك إيحاء بأن التطرّف الشيعي ليس إرهاباً، فهل هناك رؤية واضحة لذلك عند فريق ترامب؟
• فريق ترامب يعتبر أن المشكلة الأساسية بدأت في إيران، وهي التي بدأت بالتهديدات الراديكالية الإسلامية المتطرفة، مما أدى لبروز التطرّف السني. أول أعمال إرهابية حدثت منذ حوالى 40 سنة قام بها «حزب الله» في لبنان، ضد مقر المارينز والسفارة الأمريكية، وتَعَلمَت منهم «داعش» ذلك. «القاعدة» تدرّبت عندهم، واليوم يُدرّب الحرس الثوري «جهاديين» سنّة داخل إيران. من أجل ذلك، على ترامب إذا أراد تحسين العلاقات مع الدول العربية أن يضغط على إيران، عندها يَسهل التفاهم مع العرب.
○ نُقل عن ترامب أنه وَعدَ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في حال فوزه بالرئاسة، أنه سيعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، هل هذا يندرج في إطار الدعاية الانتخابية فقط ولكسب أصوات اللوبي اليهودي؟
• أغلبية الرؤساء الأمريكيين قالوا هذا الكلام في سياق حملاتهم الانتخابية! لكن أين يصلون معهم؟ هذا ما لا أعرفه.
○ بما أن ترامب وضع خططاً للملفات كافة، ما هي خطته للتعامل مع النزاع الإسرائيلي ــ الفلسطيني، وما هي تصوراته للحل؟
• أنا لا أتصور أن هناك بلورة لهذا الموضوع، لأن القضية الفلسطينية أصبحت في المركز الخامس أو السادس من ناحية الأولوية. هناك قضايا الاقتصاد وأمن أمريكا والقضاء على «داعش» في مراتب متقدمة. على كل إذا استمعت إلى خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة يَلفت انتباهك كلامه عن أشياء لم نكن نتوقعها، قال أن هناك تقدماً كبيراً في العلاقات مع الدول العربية، يعني هم يعملون معاً في عدّة مجالات، من دون إطلاع جمهورهم على ذلك. مع ذلك قال ترامب أنه مستعد للجلوس مع الجانبين للمساعدة في الحل إذا كانت النيّة متوفرة لدى الجانبين. حل القضية الفلسطينية حالياً صعب المنال لأن هناك مشاكل عديدة في العالم العربي، وربما نذهب إلى فيدراليات أو كونفدراليات في المنطقة.
○ كيف تتوقع إعادة إحياء العلاقات الجيدة مع الحلفاء التقليديين في المنطقة العربية، ولا سيما السعودية، مع إقرار قانون «العدالة لمحاسبة رعاة الإرهاب»، الذي يستهدفها بشكل أساسي؟
• الشعب الأمريكي يرى أنه إذا كان خمسة عشر إرهابياً من أصل تسعة عشر، خرجوا من السعودية، فعلى الأكيد أن هناك من غذّى أو لديه معلومات عن هذه المجموعة التي فجّرت البرجين والبنتاغون. رأيي الشخصي أنه إذا كان هناك من تورّط سعودي فهو على مستوى شخصي والدولة غير متورطة، لكن دعونا نعطي الإجراءات فرصتها.
الإيرانيون، وبالرغم من أرصدتهم التي جمّدتها الإدارة الأمريكية منذ العام 1979، قاموا بعمليات إرهابية في العديد من دول العالم، وصدرت أحكام بحقهم من قبل المحاكم الأمريكية، ولكن إدارة أوباما الحالية رفعت الحجز عن هذه الأرصدة وأعادتها إلى الإيرانيين مع فائدتها، ولم أرَ الحكومة الإيرانية تدفع للأهالي المتضررين عندنا شيئاً، وبتصوري الملف الحالي سيسلك الطريق نفسها.
○ ألا تعتقد أن الـ «لا» لهذا القانون من أي من نواب الحزبين كانت لتنعكس عليه انتخابياً؟
• في سياق تحمّل المسؤولية تجاه شعوبهم، مرّر المسؤولون والنواب عندنا هذا القانون، حتى لا يعتاد الإرهابيون على إلحاق الأذى بمن لا يناصرهم. ولكن عملياً، ليس هناك شخص يستطيع الذهاب إلى المحكمة وتحمّل العبء المادي لإثبات عملياً أن الدولة الفلانية كانت وراء هذا العمل أو ذاك. مَن يريد تقديم البراهين، سيُنفق مبالغ طائلة.
○ ولكن حادثة طائرة لوكربي، أليست مثالاً حيّاً على قدرة الأفراد؟
• هنا تدخّلت شركات تأمين ضخمة، ورغم ذلك أفلست الشركة مالكة الطائرة. وبعد نزاع قضائي طويل، جرى التعويض. ولكن إذا تحدثتِ الى أهالي الضحايا، سيقولون لكِ إن التعويضات كانت قليلة بالقياس مع ما دُفع من مبالغ طائلة.
○ أشعر أن هناك تبسيطاً من قِبلكم لمفاعيل هذا القانون وتأثيره على العلاقة بين واشنطن والرياض؟
• كما قلت لكِ، لا أحد يستطيع تحمّل تكاليف تنفيذ هكذا قانون، إلا إذا حدث أمر مهم جداً وخطير، كأن يجدون أن الحكومة هي وراء ذلك.
○ «تركة» أوباما ثقيلة، أبرزها المشاكل الاقتصادية الداخلية والبطالة، وكيفية معالجة مشكلة الشرق الأوسط الملتهب… ما مدى عبء هذه «التركة» على الرئيس المقبل وخاصة إذا كان ترامب؟
• إذا وَصَلت كلينتون، بحسب رأينا، لن تكون لديها إمكانية فعل شيء بالنسبة للشرق الأوسط، الثقة مهزوزة مع الدول العربية، لأنها لن تقوم بأي عمل تجاه إيران، التي ستتمكن بعد فترة من امتلاك القنبلة الذرية، وبالتالي سيدّب الخوف لدى الدول العربية وسيسعون لامتلاك القنبلة الذرية أيضاً، ما يدفع بالأمور إلى المجهول، ونحن لا نملك «كرة بَلورِيّة» للتنبؤ بمسار الأمور. هي «تركة» ثقيلة بالفعل، ولكن مع ترامب وإدارته يمكننا تحليل المرض تمهيداً للمعالجة التي لا تنتهي خلال سنة أو سنتين. في البداية سنضع الخطوط العريضة ومن ثم ننتقل إلى التفاصيل حول كل منطقة. البداية يجب أن تكون من «الرأس الكبيرة» التي هي إيران، حتى تتعزز الثقة مع الدول العربية، والاجتماعات التي تُعقد بين مجموعة ترامب وبعض المسؤولين العرب إيجابية جداً وهم يتفهمون سُبل المعالجة. هذه الاجتماعات ينتج عنها تنسيق كامل، بخصوص تحجيم الدور الراديكالي في المنطقة وضبط إيران وتدخلاتها، والبحث في العلاقة مع تركيا رجب طيب أردوغان.
○ ماذا عن روسيا، كيف يَنظر ترامب إلى العلاقات معها؟
• غياب الدور الأمريكي «شرّع» منطقة الشرق الأوسط بالكامل للروس، ونجحوا باستغلال ذلك. يجب الجلوس معهم للنظر في كيفية معالجة مشاكل المنطقة بطريقة عملية، مع الأخذ بالاعتبار مصالح بلدينا لأنه لا أحد يُقدّم مساعدة مجانية. التصادم مع الشيوعية العالمية في الثمانينات انتهى، وروسيا تخلّت عن النظرة الشيوعية التوسعية السابقة، ولديها مصالح فقط. وأنا مُؤمِن بالحوار معها لأن مصالحنا مشتركة.