سمير جعجع عملياً التحق بمحور الشر الإيراني- السوري
الياس بجاني/03 تشرين الأول/16
نعم، عملياً وواقعاً معاشاً على الأرض فإن الدكتور سمير جعجع التحق بمحور الشر الإيراني- السوري من خلال تحالفه وترشيحه لعون الأداة الإيرانية.
الدكتور سمير جعجع استنسخ 100% انقلاب ميشال عون على نفسه وعلى لبنان واللبنانيين والسيادة والدستور سنة 2006 عندما استسلم للشيطان ووقع في فخاخ تجاربه، ووقع ورقة التفاهم مع حزب الله وتنازل كلياً من خلالها عن كل ما هو لبنان ولبناني وحريات وتعايش، وباع دماء الشهداء وتضحياتهم ،ونكر وجود معتقلين ومخطوفين في السجون السورية، وذلك مقابل شهوة المال والسلطة والطمع الترابية الفانية، وعلى خلفية الحقد والكراهية وقلة الإيمان وخور الرجاء.
اليوم الدكتور جعجع مع احترامنا لشخصه ولتاريخه فقد ارتكب نفس الفعل ونفس الخطيئة ووقع ورقة تعاون وتفاهم ونوايا وتحالف مع عون، وعون لا يزال علناً وبوقاحة أداة تخريبية وإرهابية عند حزب الله، وعند أسياده في قصر المهاجرين وطهران.
بنود الاتفاق العشرة هي خدعة وكذبة وتحايل لأن عون لم يلتزم بأي منها، ولن يلتزم حتى لو أراد لأنه عاجز عن ذلك، بل على العكس يفاخر مع ربعه والأصهرة بكل ما هو نقيضها.
إن ترشيح جعجع لعون رئاسياً وتحالفه معه كما كان الحال الشاذ والمقزز خلال الانتخابات البلدية الأخيرة هو ذهاب جعجع سياسياً ووطنياً إلى عون وإلى أسياد عون، وليس العكس مهما تم تجميل الانقلاب القواتي المستنكر والخطيئة، تماماً كما فعل عون سنة 2006 عندما ألغى ذاته وكشف كذب ونفاق شعاراته وذهب إلى سوريا وإيران والضاحية والتحق بهم وبمشروعهم الإرهابي والمذهبي الملالوي المعادي للبنان الكيان والرسالة والإنسان وللعرب.. وهم لم يتغيروا ولم يتبدلوا.
يشار هنا أن السياسي أو الحزب القوي هو من يمثل آمال وتطلعات ومستقبل ووجدان وضمير وتاريخ وأمن وحرية وأمان أهله ويخاف على مستقبلهم ولا يبيعهم ولا يتاجر به… بل يبذل نفسه من أجلهم.
من هنا فإن نواب عون كافة هم ودائع للقومي وللبعثي ولحزب الله ولأصحاب الأموال بمن فيهم الصهر جبران الذي اشترى خلال 11 سنة عقارات في منطقة البترون ب 20 مليون دولاراً، في حين بلغت ثروة عون وخلال نفس الفترة الزمنية 100 مليون دولار كما أكدت تقارير بنكية موثقة نشرت منذ عدة أشهر ولم يقاربها عون لا سلباً ولا إيجاباً ولا حتى كانت عنده الجرئة لنفيها.
وبالتالي فإن كل من هو غريب ومُغرب عن المسيحيين في لبنان، أكان جعجع أو عون أو غيرهما ومتخلي عن ثوابتهم اللبنانية والتاريخية فهو لا يمثل المسيحيين عموماً ولا الموارنة تحديداً. .. ولا هو قوي ولا من يحزنون.
عون باع قضية لبنان والتحق بمشروع محور الشر السوري الإيراني وقدس سلاح حزب الله في ورقة تفاهمه معه ويساند الدويلة ضد الدولة ومشروع الإمبراطورية الفارسية ضد لبنان وكل الدول العربية.
من هنا فإن عون ليس قوياً في تمثيله المسيحيين كما يُشيع زوراً ونفاقاً، وهو عملياً وإيمانياً وتطلعات لا يمثل المسيحيين في وجدانهم وضميرهم وتاريخهم وتطلعاتهم وفكرهم وثقافتهم وعمق إيمانهم ومحبتهم لوطنهم..
وعقلانياً، فإن كل من يرشح عون للرئاسة ويتحالف معه ويسوّق له رئاسياً مثلما فعل ويفعل للأسف د. جعجع يكون عملياً شريكه في كل ارتكاباته الوطنية والأخلاقية، وفي كل أخطائه وخطاياه المميتة، والأخطر شريكه له بالكامل في تحالفاته الإيرانية-السورية الإرهابية والمذهبية.
إن قضية لبنان واللبنانيين ووجودهم وهويتهم وتاريخهم ودورهم الحضاري ورسالتهم الإنسانية ليست أشخاص، بل الأشخاص هم من يتوجب عليهم أن يكونون خداماً أوفياء للقضية.. وفي حال تخلى الشخص كائن من كان عن القضية يفقد صفته التمثيلية ويُخرّج نفسه من وضعيته السيادية والاستقلالية.
الدكتور جعجع ليس قديساً ومعصوماً عن الخطأ والخطيئة، ولا غيره من السياسيين في لبنان هم كذلك، وبالتالي ليس بالضرورة كل ما يختاره هو خياراً صحيحاً ووطنياً.. وخياره لعون تحالفاً وترشيحاً يندرج في خانة الخطيئة المميتة، والجريمة الوطنية، خصوصاً وأن خلفيات الخيار الهجين هذا وكما بات يعرف القاصي والداني هي مصالح وأطماع شخصية وسلطوية وتقاسم نفوذ وأوهام لإلغاء الآخرين ورعب مرّضي من شخص سليمان فرنجية.. لا أكثر ولا أقل.. حبذا لو يعود جعجع إلى برنامجه الرئاسي ويقارن بين محتواه السيادي والإستقلالي والوجداني، وبين أفعاله وتحالفاته الحالية المناقضة كلياً لذلك المشروع الذي على ما يبدو تناساه عن سابق تصور وتصميم في لحظة تخلي وضعف إيمان… نرجوا من القلب أن لا تطول!!
على من يؤيد جعجع أن يفرق بين الشخص والقضية، ويستفيق من غيبوبة عبادته وتقديسه الهرطقية، وأن يتواضع ويعترف بأن جعجع في وضعيته السياسة والوطنية الحالية أصبح كعون تماماً ملحقاً بالمشروع الإيراني وان نكر هذا الواقع الغارق فيه حتى أذنيه.
أما التحايل الإعلامي على المسيحيين من قبل جعجع وعون وربعهما وتصوير كل من يعارض تحالفهما المصلحي والسلطوي والملالوي على أنه ضد المصالحة المسيحية-المسيحية التي تمت بينهما مؤخراً، فهذا كذب ونفاق واستهزاءً رخيصاً وفاضحاً بعقول وذكاء وسعة علم ومعرفة المسيحيين.
في الخلاصة، إن المسيحي المؤمن لا يعبد الأصنام ولا الأشخاص.. وإنما الرب الواحد . ومن عنده آذان صاغية فليسمع ويتعظ لأن الأشخاص كما كل البشر إلى زوال، أما لبنان وقضيتنا المقدسة وهويتنا وتاريخنا ودورنا فباقين ومن واجبنا الإيماني والوطني والإنساني الحفاظ عليهم دون هرطقات الغنمية والتزلم والهوبرة والجحود والغباء وعمى البصر والبصيرة.
نختم صرختنا الوجدانية والإيمانية ونقول للدكتور جعجع اتعظ وعد إلى ذاتك قبل فوات الآوان، ومعه ومع أهلنا المؤمنين نقرأ ما جاء في رسالة رسول الأمم، بولس إلى أهل فيلبّي/03/17//21/04/01/:”يا إِخوَتِي، إِقْتَدُوا بِي، وٱنْظُرُوا إِلى الَّذِينَ يَسْلُكُونَ على مِثَالِنَا. فَكَثِيرٌ مِنْ أُولئِكَ الَّذِينَ كُنْتُ أُكَلِّمُكُم عَنْهُم مِرَارًا، وأُكَلِّمُكُم عَنْهُمُ الآنَ باكِيًا، يَسْلُكُونَ كأَعْدَاءٍ لِصَلِيبِ المَسِيح، أُولئِكَ الَّذِينَ عَاقِبَتُهُمُ الهَلاك، أُولئِكَ الَّذينَ إِلهُهُم بَطْنُهُم، ومَجْدُهُم في عَارِهِم، وفي أُمُورِ الأَرْضِ هُمُّهُم. أَمَّا نَحْنُ فمَدِينَتُنَا في السَّمَاوَات، ومِنْهَا نَنْتَظِرُ الرَّبَّ يَسُوعَ المَسِيحَ مُخَلِّصًا. وهوَ سَيُغَيِّرُ جَسَدَ هَوَانِنَا، فيَجْعَلُهُ على صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ، وَفْقًا لِعَمَلِ قُدْرَتِهِ، الَّتي بِهَا يُخْضِعُ لِنَفْسِهِ كُلَّ شَيء.إِذًا، يَا إِخْوَتِي، الَّذِينَ أُحِبُّهُم وأَشْتَاقُ إِلَيْهِم، وأَنْتُم فَرَحِي وإِكْلِيلي، أُثْبُتُوا هكذَا في الرَّبّ، أَيُّهَا الأَحِبَّاء”.