رئيس حركة الناصريين الأحرار الدكتور العجوز: نرفض تسليم لبنان بشكل شرعي لحزب الله ولنظام ولاية الفقيه ولا نثق بعون
الناصريون الأحرار: ما قبل 31 تشرين الأول ليس كما بعده ونخشى أن يكون لبنان قد أصبح ضمن دائرة العنف في المنطقة
الدكتور العجوز: نرفض تسليم لبنان بشكل شرعي لحزب الله ولنظام ولاية الفقيه. عشية جلسة المجلس النيابي المفترضة لإنتخاب رئيس للجمهورية، عقد مجلس قيادة حركة الناصريين الأحرار إجتماعا طارئا برئاسة الدكتور زياد العجوز الذي قال، إننا مع ملء الفراغ الرئاسي في لبنان ومع إنتخاب رئيس للجمهورية ولكن ليس بهذا الأسلوب وبهذه الطريقة وبهذه الشخصية المرتقب إنتخابها. وقال، سنتان ونصف مرت على الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية ولم نتوقع أن يكون الجنرال عون رئيس تكتل التغيير والإصلاح هو المرشح الأقوى لمنصب الرئاسة، نحن نعلم أن الجنرال عون هو مرشح حزب الله ومرشح خط الثامن من آذار بما يعني أنه مرشح سلطة الوصاية وسلطة الإحتلال الإيراني الفارسي، نحن نعلم أن حزب الله هو المتحكم الأساسي في مفاصل الدولة اللبنانية والآمر والناهي الفعلي في كل إستحقاقاتها، ولكن الإستسلام وتسليم البلاد له بطريقة شرعية عبر سدة رئاسة الجمهورية بعدما هيمن على كل مؤسسات الدولة أمر بغاية الخطورة، ويهدد البلد ويجعلنا ندخل في دوامة العنف الأساسية في المنطقة التي قد تؤدي إلى حرب أهلية. بالنسبة لموقف الرئيس سعد الحريري بترشيح العماد ميشال عون لرئآسة الجمهورية، فنحن بالأساس ضد ترشيحه وترشيح الوزيرالسابق سليمان فرنجية وكل من يدور في فلك النظامين الفارسي والأسدي، وعتبنا كبير على الرئيس سعد الحريري من منطلق المحبة وليس من منطلق عداء أو جفاء، وهو يعتبر أن ما يقوم به تضحية، ونحن نراه إنتحار سياسي مع شخصية مثل ميشال عون الذي لا يمكن الإعتماد على وعوده كونه ناكث للعهود والتاريخ يشهد، فمنذ أسابيع رأينا كيف كان يطالب صهره الطفل المعجزة جبران باسيل بالفدرالية في لبنان، كما سمعنا كيف قام العماد عون بالتهجم على إتفاق الطائف الذي أوقف الحرب الأهلية، فلماذا أعاد حساباته وأعلن أنه مع إتفاق الطائف؟ ومن المؤكد أنه لم يعلن ذلك من منطلق الإيمان أو التمسك بإتفاق الطائف وهو فقط للولوج إلى كرسي الرئاسة، وبعده لكل حادث حديث.
إن ما قام به الرئيس سعد الحريري أوصلنا إلى حالة غليان ضمن الطائفة السنية التي تبحث عن زعامة تحميها وتدافع عنها في خضم الصراع العقائدي والطائفي والمذهبي في المنطقة.. نحن أمام متغيرات كبيرة في المنطقة، وأمام أحداث خطيرة جدا، تمر من المحيط إلى الخليج، وحذرنا دائما بأن لبنان لن يكون بمنأى عنها، وكنا نبحث عن الفتيل الذي سيشعل نار الفتنة في البلد، ونحن نخشى أن يكون الإستحقاق الرئآسي هو المدخل للولوج في دائرة العنف في لبنان، وأكثر ما نخشاه أن يكون هناك عدة سيناريوهات معدة لتعطيل إجراء الإنتخابات من منطلق حسابات خاصة لحزب الله، فهو لا يريد أساسا إنتخاب رئيس للجمهورية ويسعى إلى تغيير نظام الدولة بالكامل، ويعمل للمؤتمر التأسيسي ليصل إلى المثالثة. إن أكثر ما نخشاه أن تحدث عمليات أمنية قبل الإنتخابات في 31 من الجاري، وأن يتم إغتيال شخصيات كبيرة قد تؤثر على مجريات الأحداث في لبنان، ويكون من شأنها ليس فقط إلغاء أو تأجيل الإنتخابات الرئاسية، ولكن البدء بسيناريو لحرب أهلية داخلية.
نحن في حركة الناصريين الأحرار أعلنا مرارا ونؤكد، بأننا لا نثق بالعماد ميشال عون، وبالتالي نرفض ترشيحه لرئاسة الجمهورية، وفي الوقت عينه نقول أننا قد نخسر معركة ولكننا لن نخسر الحرب، فنحن في مواجهة كبرى مع حزب الله ومع مشروعه الفارسي، وفي مواجهة أكبر مع مشروع ولاية الفقيه، نحن مع الإعتدال السني، وضد التطرف، ولكن تصرف حزب الله هو الذي يخلق التطرف، وهو الذي يجلب الإرهاب إلى الداخل، نحن لسنا مكسر عصا، نقول للشيخ سعد الحريري، أعانك الله على ما قمت به، نخشى أن تكون أنت من منطلق حرصك الوطني الذي أعلنت بأنك تقوم به، أن يكون الطرف الآخر يجرك إلى إنتحار سياسي نهائي في المعادلة اللبنانية. وأكد الدكتور العجوز، أنه في حال تم إنتخاب العماد ميشال عون، هو وحلفاؤه وأسياده ومعلميه في حزب الله سيعرقلون تشكيل حكومة، وقد يكلفون الشيخ سعد الحريري لتأليفها ويعرقلون التشكيل، من أجل إخضاع أكثر للرئيس سعد الحريري لشروطهم.
وتابع العجوز، أن وصول ميشال عون إلى سدة الرئاسة هو الإنقلاب الحقيقي على سيادة وعروبة لبنان وهو إنتصار للمحور الفارسي .. وبإنتخاب عون نكون قد منحنا الشرعية لهذا المحور عبر حزب الله، ولكننا سنقف ونتصدى له بكل ما اؤتينا من وسائل ديمقراطية سلمية حقيقية.
وأضاف، التضحية لا يجب أن تعادل الإنتحار، فالإنتحار السياسي لسعد الحريري هو إنتحار لطائفة لما يمثل من موقع رسمي، ولن نسمح بأن تنتحر الطائفة السنية، ولن نقبل أن تهدر حقوق أهل السنة في لبنان. قد نتفهم ما قام به الرئيس سعد الحريري، وما أشار إليه بأنه يمر بأزمة إقتصادية كبيرة وقد خسر ثروته أمام تضحياته خلال توليه هذه المناصب السياسية والقيادية، ولكن نحن مع مقولة الأفضل أن تخسر إقتصاديا من أن تنتحر سياسيا، ونؤكد ونشدد بأنه مهما كان ومهما حصل ستبقى علاقاتنا مع تيار المستقبل علاقة الأخوة والصداقة والحلفاء وليست علاقة الخصومة وعندما ننتقد موقف يكون من منطلق المحبة والغيرة والخوف عليه وعلى مستقبله فعدونا واحد. وختم بالقول، نحن في حركة الناصريين الأحرار أجندتنا السياسية واضحة، عدونا هو العدو الصهيوني في المرتبة الأولى ومتفرعاته، وعدونا الثاني والأخطر هو العدو الفارسي وأتباعه وأحزابه ومن يواليه، ولاؤنا هو لعروبتنا الحقيقية ولإعتدال ديننا، ولوحدتنا الوطنية التي نفتخر بها. نعم إن غدا لناظره قريب، ما بعد31 تشرين الأول لن يكون كما قبله، سيدخل لبنان في دوامة خطيرة جدا، ونخشى أن يكون ضمن اللعبة الإقليمية الخطيرة الكبيرة التي تدور الآن في المنطقة.
بيروت في 26 تشرين الأول 2016