ماذا يقول وليد فارس “المستشار المتّهم” عن سياسة ترامب “العربيّة”؟
جواد الصايغ/موقع ال أم تي في/26 تشرين الثاني/16
نتابع في هذه السطور الجزء الثاني من المقال الذي خصّ به الأستاذ جواد الصايغ، من نيويورك، موقع mtv، ويلقي فيه الضوء على سيرة مستشار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، اللبناني وليد فارس، وما طاوله من شائعات.
بعيد وصوله إلى الولايات المتحدة الأميركية قادما من لبنان عام 1990 إنخرط وليد فارس في دراسته الجامعية سعيا نحو تحصيل شهادة الدكتوراه، لينتقل بعد ذلك إلى حقل التدريس في إحدى جامعات ميامي بولاية فلوريدا.
ومع مرور السنين، تغيّرت بوصلة الإتهامات وتقول التقارير المنشورة، “ان فارس تحول من منظّر إيديولوجي في صفوف القوات اللبنانية، الى موقظ لظاهرة الاسلاموفوبيا في الولايات المتحدة الاميركية”، وبزغ نجمه أكثر بعد احداث الحادي عشر من ايلول، فتنقل بين الدوائر الإعلامية والرسمية الأميركية بوصفه باحثا في شؤون الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب وانضم وليد فارس إلى فريق المحللين بقناة فوكس نيوز الأمريكية.
كما اصدر فارس كتبا جديدة له منذ وصوله الى الولايات المتحدة، فكتب عام 2005 كتابه “الجهاد المستقبلي: الإستراتيجيات الإرهابية ضد الولايات المتحدة”، وفي 2007 أصدر كتابًا آخر بعنوان “حرب الأفكار: الفكر الجهادي ضد الديمقراطية”.
في المقابل يبدي العديد من العرب الذين يعرفون فارس استياءهم من الهجمة التي تستهدف فارس، ويلقون باللوم على وسائل الاعلام التي نقلت ما نشرته احدى الصحف من دون ان تكلف اي وسيلة اعلامية عناء البحث الجدي عن مسيرة الرجل.
الناشط السوداني أحمد ابراهيم الذي يقول انه تعرف على فارس منذ اعوام طويلة، يعتبر، “ان اتهام فارس باثارة ظاهرة الاسلاموفوبيا خطأ كبير، يقف وراءه مجموعات على دراية كاملة بما تحاول فعله”.
ابراهيم وفي حديث خاص للـ mtv، يضيف، من خلال معرفتي به استطيع ان اؤكد ان فارس لا يمتلك اي نظرة سلبية عن الاسلام، بل على العكس يحاول من خلال موقعه دعم المعتدلين بوجه الجماعات الارهابية المتطرفة، وقد اخذ على عاتقه ابراز قضايا المهمشين من مختلف الاثنيات والطوائف حول العالم”.
ويعرب ابراهيم عن اعتقاده، “ان الاتهامات الموجهة الى فارس مصدرها المجوعات التي تضطهد شعوبها، وتتدثر بالدين الاسلامي والاسلام بريء منها. هؤلاء هم تجار دين، ويعتبرون اي شخص لا يوافق سياساتهم ونظراتهم الحاقدة، معاد للاسلام”.
الكاتب اللبناني، مصطفى مصطفى جحا، وفي مقالة له حملت عنوان، “وليد فارس بطل المسلمين الليبراليين” يذهب أكثر في الدفاع عن الدكتور الجامعي ويعتبر الهجمة التي يتعرض اليها الاخير تأتي بسبب مواقفه الداعية الى دعم المسلمين المعتدلين بوجه المتطرفين وجماعة الاخوان المسلمين والايرانيين.
ويشير الكاتب المتحدر من جنوب لبنان، “إلى ان هناك منظمات متشددة نظمت حملة التشويه التي استهدفته تحت عنوان الجهاد ضد وليد فارس الذي يكافح من أجل الحرية في العالم العربي والشرق الأوسط. وهو من الداعين بقوة الى اقامة شراكة مع المسلمين المعتدلين، وبذل جهودا كبيرة لعرض قضيتنا امام الرأي العام الاميركي والاعلام”.
ماذا عن كتاباته التي يتناول فيها الجهاديين واعتبار البعض ان كلامه هذا يوضع في خانة التحريض على دول عربية؟ في هذا الصدد يقول الشيخ محمد الحاج حسن للـ mtv ان فارس “قال بالفم الملآن وفي اوقات سابقة، إن ادارة ترامب بحال نجح في الانتخابات تمد يدها إلى الدول العربية وعلى رأسها السعودية ومصر والاردن وكافة البلدان التي تواجه الفكر المتطرف”.
ويضيف “منذ توليه منصب مستشار ترامب، طالب فارس بضرورة قيام تحالف عربي-اميركي، وقال صراحة ان ادارة اوباما تخلت عن حلفائها، وذهب ابعد من ذلك عندما قال ان الادارة الجديدة ستنظر الى رؤية 2030 التي قدمها الامير محمد بن سلمان، وتحدث عن شراكة اقتصادية مع دول الخليج من اجل المساعدة على تحقيق التقدم والازدهار”. وتابع: “الرجل اعلن صراحة ضرورة قيام تحالف بين الدول العربية واميركا بوجه التمدد الايراني – الاخواني، فهل من المعقول ان يدعو الى قيام مثل هذه التحالفات ثم يحرض على الحكومات والدول”.
يعتبر أحمد انصارا، ان تعيين ترامب لفارس كواحد من المستشارين في شؤون السياسة الخارجية، حقق قفزة هائلة في العلاقة بين قسم كبير من المسلمين وحملة المرشح الجمهوري، ويتابع “منذ تعييينه بدأ فارس بالتواصل مع الدول العربية والاسلامية لا سيما تلك التي تواجه الارهاب والتطرف والتي تعتبر شريكة للولايات المتحدة، وساهم فارس في بلورة الاراء حول كيفية اعادة تعزيز العلاقات بين الدول الاسلامية واميركا”.
ويشير للـ mtv “إلى ان فارس نجح في مد جسور التواصل مع القيادة المصرية وزار القاهرة بشكل شخصي حيث مسؤولين سياسيين وروحيين بينهم وزير الاوقاف وبابا الاقباط وعدد من الاكاديميين، وخلال هذه اللقاءات قدم شرحا مسهبا حول التساؤلات التي كانت قائمة على تصريحات ترامب حيال المسلمين، علما بأن فارس كان قد زار عام 2015 القاهرة والتقى العديد من الوزراء وشيخ الازهر، كما شارك في اللقاءات التي اجريت في نيويورك عقب القمة التي جمعت الرئيس عبد الفتاح السيسي بالمرشح الجمهوري دونالد ترامب، وإجتمع مع 21 نائبا مصريا كانوا يرافقون الرئيس المصري”.
وبحسب انصارا، “فإن فارس التقى في الفترة التي تلت تعيينه، العديد من الدبلوماسيين الخليجيين والعرب، حيث اكد ان سياسة ترامب تجاه المنطقة لن تكون كسياسة اوباما، وان التخلي عن الحلفاء امر غير مقبول بتاتا”، مؤكدا ان الادراة الجديدة ستقف الى جانب حلفائها في الخليج، وقد حضر قسم كبير منهم المؤتمر العام للحزب الجمهوري في اوهايو، وايضا الحفل الذي اقامه التحالف الشرق اوسطي لدعم ترامب في العاصمة واشنطن”.