من طلابهم تعرفونهم
أحمد الأسعد/08 كانون الأول/16
رغم الأقنعة التي يضعها “حزب الله” لضرورات اللعبة السياسية الآنية، ومراعاةً لحلفائه أو للظرف الراهن، يمكن بين الحين والآخر التعرّف إلى أهدافه الحقيقية والاستراتيجية، من خلال سلوكيات المحسوبين عليه، إن على مستوى البلديات، أو على مستوى الطلاب.
عبثاً يحاول حزب الله أن يوحي أن خطابه وطنيّ شامل ومنفتح على الطوائف الأخرى، لكنّ ممارسات أتباعه تفضح توجهاته المتأسلمة التي لم تتغير في الواقع منذ بداياته.
بعد مآثر البلديات المحسوبة على حزب الله، وكثير من الممارسات الأخرى في الجامعات أو على مستويات أخرى، ها هم طلاّبه في الجامعة اللبنانيّة في الحدث يمنعون بثّ أغنيات وإقامة احتفال في ذكرى رحيل أحد الطلاب.
كلّ ذلك ينبغي أن يذكّر من نسي بأنّ هذا الحزب قائم على التطرّف في عقيدته، ويتحيّن الفرصة المناسبة والظرف الملائم للسيطرة على البلد، لكنه لا يجاهر بذلك كما كان يفعل في بداياته لعدم إخافة حلفائه المسيحيين، ولأنه اكتشف أيضاً أن الشيعة في لبنان، والمسلمين اللبنانيين عموماً، بعيدون كل البعد عن هذا الفكر المتشدّد.
كل ذلك يجب أن يذكّرنا بأن حزب الله هو “داعش” الأصلي والأساسي، وهو التكفيري الأول، وهو ينتمي أيضاً إلى مدرسة التأسلم، وخرّيج النظام الإيراني ونموذجه الذي يقمع الحريات، ولا يعترف بالآخر وبالمختلف.
لا تزال نظرة البعض إلى الحزب ملتبسة ومغلوطة ومشوّهة، فقراره العسكري موجود في إيران بالكامل وقراره السياسي موزّع بين إيران وسوريا والمصالح الخارجيّة عموماً.
الوحيد لديه هو دعوته إلى إقامة الدولة الإسلاميّة.
ومنذ بداياته وحتى اليوم لم يحد قيد أنملة عن عقيدته هذه وإنْ لطّفها في العلن.