يا لحزننا، أين كنا وأين صرنا!!
ايلي الحاج/فايسبوك/26 كانون الأول/16
كنا نقول لماذا لا تقتدي الدول العربية باليابان. اليوم نقول عندنا دبي.
لماذا لا تكون المدن العربية مثل دبي؟
لماذا أولادنا ينتقلون إلى هناك للعمل والترقي؟
لماذا دبي وليس بيروت ؟ مم تشكو بيروت، وهي الأكثر أهلية علما وثقافة وتراثا لتكون منارة العرب وقبلتهم الحضارية ؟
ليت أحدا يفحمني بجواب .
سيقول بعضهم السبب وجود “حزب الله”، سلاحه ومشروعه الإيراني من لبنان للمنطقة، وسيقول بعضهم الطبقة السياسية، فسادها وتحكمها، وبعضهم التعصب والتلهي بالصراعات الحزبية وحروب المواقع والنفوذ على حساب الدولة والمواطن الفرد. و… و…
وكل هذا صحيح لكنه كله كان موجودا منذ زمن المتصرفية والانتداب
ويلوح لي أن الرئيس رفيق الحريري الذي يلومه كثيرون اليوم ويتهمونه كان أكثر مسؤول حمل رؤية حداثية لبيروت ولبنان. رؤية كان يمكن أن تخولنا منافسة دبي، إشعاعا ودورا وازدهارا واستقطابا للطاقات.
كل العناصر الممانعة والمعرقلة كانت قائمة وضاغطة على أيامه . لكنه كان يتعامل معها كجرافة لا شيء يقف في طريقها متسلحا بإرادة فولاذية لتحقيق رؤيته وحكمة ومرونة لا مثيل لهما في إزالة العقبات -مهما كان الثمن باهظا وحتى لو بدا أنه يخضع للابتزاز احيانا- وصولا إلى تحقيق حلمه.
عندما قتلوه كأنهم قتلوا الشيخ زايد أول عمره، والشيخ محمد بن راشد معاً.
وسيكون على بيروت وعلينا بينما نحسد دبي أن ننتظر مسؤولا بل مسؤولين يتميزون بحمل رؤية حداثية لبيروت ولبنان ومعها الإرادة والحكمة لتحقيقها.
وقطعا ليسوا هؤلاء الذين يتصدرون المشهد اليوم.
قطعا ليسوا مؤهلين ليكونوا قادة المستقبل.
ويا لحزننا ! أين كنا وأين صرنا !