سنة 2017: سنة رفض الاحتلال الإيراني وتعرية ونبذ رموزه الياس بجاني/01 كانون الثاني/17
ونحن في اليوم الأول من سنة ألفين وسبعة نشكر الله على كل نعمه وعطاياه، ونطلب منه خاشعين أن يغفر لنا كل ما ارتكباه من ذنوب وأخطاء وخطايا عن قصد وغير قصد خلال العام المنصرم أكان بحق أنفسنا أو بحق الآخرين أو بحق أوطاننا والضمير والحقيقة. نطلب منه سبحانه وتعالى وهو الأب الرحوم والغفور والمحب أن يظلل بسلامه العادل والشامل كل الدول، وخصوصاً المضطربة منها والتي تعاني شعوبها من ويلات الحروب والفقر والجوع والاضطهاد بسبب جشع وكفر وجحود مسؤولين وملوك وأمراء وحكام وسياسيين وتجار هيكل. نصلي من أجل خلاص كل الشعوب المضطهدة والمحرومة من حريتها. نصلي من أجل معرفة مصير أهلنا المعتقلين والمغيبين اعتباطاً في السجون السورية. نصلي من أجل عودة أهلنا الشرفاء والأبطال اللاجئين رغماً عن إرادتهم في دولة إسرائيل منذ العام 2000. نصلي من أجل العدل والسلام والاستقرار في وطننا الغالي لبنان، وفي كل بلدان العالم القريبة والبعيدة. نصلي من أجل هداية وتوبة كل خاطئ ومستكبر وظالم وفاقد رجاء وقليل إيمان. نصلي من أجل صحوة ضمير وتوبة كل سياسي ومسؤول ورجل دين في لبنان عبد تراب الأرض وغرق في أوحال وعاهات سرطان عشق السلطة وابتعد عن الأبواب الضيقة وأساء استعمال وزناته. نصلي من أجل كل مواطن لبناني شارد عن قيم احترام الذات والكرامة وفاقد البوصلة الإيمانية، وعلى خلفية الغباء والتبعية الغنمية يعبد بدلاً من الإله بشر هم سياسيين وأصحاب شركات أحزاب تجارية وعائلية. مع بداية السنة الجديدة، واجب علينا نحن المقيمين والمنتشرين الذين نحب لبنان ونفاخر بأنه نموذجاً في التعايش والحريات والانفتاح، أن نستلهم العبر من كفاح ونضال وعناد وتجرد الأجداد ونكون صادقين مع أنفسنا فنشهد للحق دون خوف أو حسابات للربح والخسارة. واجبنا الإيماني والوطني أن نتحلى بالشجاعة ونسمي الأشياء بأسمائها ونشارك كل منا على قدر وزناته والمواهب والظروف في جهود تحرير وطننا وفك أسر شعبنا من ظلم وقهر قوى الإرهاب وجماعات تجارة التحرير والمقاومة وهرطقات الممانعة. علينا ومع إطلالة السنة الجديدة أن نتذكر دائماً أن الإنسان موقف والمواقف هي التي تحدد نوعية وخامة الرجال، وقد جاء في سفر الرؤيا 03/16 حول المواقف: “هكذا لأنك فاترٌ ولست بارداً ولا حاراً أنا مزمعٌ أن أتقيأك من فمي”. نلفت الذين يدعون من أهلنا مواقف الحياد ونقول لهم بمحبة، لا تتهربوا من مسؤولياتكم الوطنية ولا تتجابنوا لأن الحياد موت وتهميش والسيد المسيح كان واضحاً ومباشراً في هذا الشأن حيث قال (متى 12/30): “من لا يكون معي فهو علي، ومن لا يجمع معي فهو يبدد”. مع بداية السنة الجديدة نُعيِد التذكير بقضية أهلنا اللاجئين في إسرائيل ونطالب بتأمين عودتهم المشرفة بأسرع ما يمكن، كما نكرر مطالبتنا السلطات السورية واللبنانية وأيضاً الأمم المتحدة بضرورة إيجاد حل إنساني وحقوقي عاجل للمئات من أهلنا المعتقلين اعتباطاً في السجون السورية النازية. ولأننا أبناء رجاء فنحن نستقبل سنة 2017 وكلنا أمل وإيمان بأن وطننا الغالي لبنان، سينتصر بعزيمة وشجاعة أحراره على كل الأشرار والمارقين والمرتزقة والمأجورين والإرهابيين ويقهر كل شرورهم ويفشل كل مؤامراتهم ليبق رسالة مميزة للتعايش والمحبة، ونموذجاً فريداً في قبول الآخر والانفتاح والحريات. إن كان من رسالة نوجهها بالمناسبة فهي حث أهلنا في الوطن وبلاد الانتشار على عدم اليأس أو الاستسلام للإحباط، والتشبث بالإيمان والرجاء والشهادة للحق والحقيقة دون هوادة أو كلل والمحافظة على الثوابت الوطنية والأخلاقية والقيمية التي ورثناها عن أجدادنا الأبطال الذين بقوة عزيمتهم وصبرهم وتفانيهم والتضحيات أوجدوا لبنان وصانوه وحافظوا عليه. لبناننا الحبيب بثوابته وتاريخه وفرادته وهويته هو أمانة في أعناقنا وأعناق كل الأجيال التي ستأتي بعدنا. إن فهم حيثيات الواقع الشاذ والمر والإرهابي المفروض على وطننا وشعبنا منذ خروج المحتل السوري سنة 2005، هو أمر مهم للغاية لأن قبوله والرضوخ له جريمة كبيرة لا تغتفر وخيانة للأمانة، في حين أن مقاومة هذا الواقع ورفضه والعمل بجهد على تغيره واجب وطني مقدس. إن وضع الدويلات الفلسطينية والسورية والإيرانية المنفلشة بالقوة والإرهاب والبلطجة على كل الأراضي اللبنانية والخارجة بالكامل عن سلطة الدولة هو وضع الكفر والهرطقة والأبلسة بعينه ولا يجب أن يستمر مهما كانت الصعاب والعوائق والتضحيات. من هنا فإن كل مواطن لبناني وسياسي ومسؤول ورجل دين يتحالف مع من هم وراء هذه الدويلات لأي سبب من الأسباب أو يتجابن عن الوقوف ضدها علنية هو مواطن انتهازي ووصولي وغير جدير بموقعي القيادة والمسؤولية.. ونحن نستقبل السنة الجديدة علينا أن لا ننسى أن وطننا يرزح تحت نير الاحتلال الإيراني بواسطة أدواته العسكرية والميليشياوية، فيما غالبية أهل الحكم والمسؤولين والسياسيين عندنا إما عاجزين عن أي تحرك، أو تابعين مباشرة للمحتل وينفذون فرماناته. ونحن نستقبل السنة الجديدة علينا أن لا ننسى أن غالبية حكامنا والسياسيين وأصحاب شركات الأحزاب هم مفروضين علينا رغم إرادتنا، وأن استقلالنا مصادر، وسيادتنا منتهكة، وحدودنا مشرعة دون حسب أو رقيب، وقرار دولتنا هو خارج الحدود بيد الغرباء. ونحن نستقبل السنة الجديدة علينا أن لا ننسى أن شعبنا بأكثريته الساحقة يعاني من الفقر والاضطهاد والقهر والغربة في وطنه، كما أن عاهات التبعية والذمية والتقية والانحلال القيمي والأخلاقي متفشية في الأوساط السياسية والحزبية والحكومية. ونحن نستقبل السنة الجديدة علينا أن لا ننسى أن الواقع المعاش في وطننا الغالي يبين أن شيئاً ما لم يتغير منذ العام 1975 حيث أن مخططات بعض أهلنا، كما بعض الأشقاء والأعداء التدميرية لا زالت على حالها ولو أن بعض الأدوات المحلية والمرجعيات الخارجية قد تغيرت في الشكل فقط. ونحن نستقبل السنة الجديدة علينا أن لا ننسى أن أعداء لبنان الرسالة والتعايش والحريات ومنهم شرائح من أهلنا يريدون تفكيك الكيان وضرب كل مقوماته ليسهل عليهم أمر استعباده وتفكيك أوصاله وتهجير شعبه وطمس تاريخه واقتلاع هويته وتصحير حضارته. ونحن متسلحين بالإيمان والرجاء والعزيمة ونعمتي البصر والبصيرة نستقبل السنة الجديدة ونصلي من أجل تكون سنة سلام واستقرار، وسنة صحوة للضمائر، وسنة مصالحة مع الذات، وسنة تحرر من الخوف، وسنة شهادة للحق والحقيقة، وسنة انتصار الحق على الباطل. وكل عام والجميع بخير