خريطة إيرانية بدماء شباب لبنان
أحمد الأسعد/07 كانون الثاني/17
ظنّ البعض واهماً أنّ حزب الله، الذي لا يترك مناسبة إلا ويدّعي فيها أنّ قراره بيده، سيتخذ بعد معركة حلب، ومع إعلان وقف الأعمال القتاليّة في سوريا، القرار الصائب والحكيم بالعودة إلى لبنان، ولو متأخراً، وخصوصاً مع الكلفة الكبيرة التي تكبّدها هناك.
ولكن سرعان ما تبخّرت هذه الآمال عندما أتى الجواب من إيران ليؤكّد أنّ الحزب لن يخرج من سوريا بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار هناك حيّز النفاذ، وأن شبابه المغرّر بهم، باقون في سوريا لكي يبني النظام الإيراني نفوذه فيها بأرواحهم.
النظام الإيراني هو الذي تولّى التوضيح، لأنه أصلاً هو صاحب القرار. فحزب الله تورّط في النزاع السوري بقرار إيراني، ولن يخرج إلاّ بقرار إيراني.
وكل الدم الشيعي اللبناني الذي سقط على أرض سوريا، أهرق إرضاء للنظام الإيراني، لا دفاعاً عن أرض أو قضية حقّ.
جواب النظام الإيراني نيابة عن حزب الله، يفضح الهدف الحقيقي للنظام الإيراني في سوريا، ويؤكد المؤكَد، وهو أن الحزب ليس سوى أداة يستخدمها هذا النظام كيفما يريد وحيثما يريد.
وعلى كل حال، الموقف الإيراني ليس الأوّل من نوعه، فقد سبقه الكثير من المواقف الإيرانية التي اعتبرت لبنان جبهة إيرانية مع إسرائيل.
يقاتل حزب الله هنا وهناك في خريطة نزاعات العالم العربي، ويتباهى بأنّه أصبح قوّة إقليميّة لم يعد يستوعبها لبنان الصغير.
وخلاصة القول أن النظام الإيراني يرسم حدود توسّعه وخريطة أطماعه الإقليمية، يا للأسف، بدماء شباب لبنان.