عون يتحضر لزيارة السعودية وحزب الله يصعد الهجوم عليها
بيروت- عربي21- عامر معروف/السبت، 07 يناير 2017
تتضارب التوقعات حول حصاد الزيارة الخارجية الأولى لرئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، التي ستكون وجهتها السعودية ومن ثم قطر، وسط انتقادات غير مباشرة من وسائل إعلام قريبة لحزب الله.
وتبدأ زيارة عون المتحالف تياره مع حزب الله، الاثنين المقبل، ومن المتوقع أن يحاول تحسين العلاقات مع الرياض، وإعادة الهبة السعودية التي كانت مقررة للجيش اللبناني.
وكانت الرياض سحب هبتها للبنان أوائل العام الماضي، إثر هجوم قيادة حزب الله على المملكة وقيادتها.
وبينما تظهر قيادة حزب الله ردودا مقتضبة حول الزيارة في إطار ما تسميه “تفهما لدور رئيس الجمهورية”، تخرج انتقادات ضد السعودية من أعلى مستوى لحزب الله في إطار موجة هجوم جديدة عبر نائب أمين العام الحزب، نعيم قاسم.
إذ قال قاسم خلال احتفال في الذكرى السنوية الأولى لإعدام رجل الدين الشيعي السعودي، نمر النمر، الثلاثاء: “النمر علم من أعلام الجهاد في الجزيرة العربية” في تحد للسلطات السعودية.
واستعاد مواقفه التي قال إنها “كانت تعارض قوات درع الجزيرة ودورها في البحرين”، بحسب قوله.
وحمّل قاسم السعودية “مسؤولية تأثير انتخاب عون في لبنان لعامين ونصف”، مضيفا أن الوضع في لبنان “لم يستقر إلا عندما رفعت يدها قليلا مضطرة لذلك، لا مكرمة منها”، وفق تعبيره.
تيار عون: حزب الله ليس معضلة لنا
وحول دلالة الزيارة، قال مسؤول العلاقات الديبلوماسية في التيار الوطني الحر (تيار عون)، ميشال دي شاردافيان، لـ”عربي21″: “العماد عون كان متهما بأنه معاد للسعودية، وهو أمر غير صحيح، فلطالما كان ينظر إلى أهمية تكوين علاقات مميزة مع المملكة”.
وأضاف أن الزيارة “تأتي لتؤكد توجه العماد عون ونظرته الإيجابية إلى دور القيادة السعودية في دعم لبنان في المجالات كافة”.
ونفى شاردافيان: “وجود أي رواسب أو خلافات قديمة بين عون والقيادة السعودية”، وتوقع أن يجني لبنان ثمرة مباشرة من تقارب رئيس البلاد مع السعودية.
وقال: “ستكون الانعكاسات مباشرة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، كما أن العماد عون قادر أن إنهاء أزمة الهبة السعودية التي علّقت من قبل المملكة سابقا”.
وعن إمكانية وقوع عون بحرج مع حليفه حزب الله، خصوصا أن الأخير موضوع على لائحة الإرهاب السعودية والخليجية، اعتبر شاردافيان أن “علاقة عون بحزب الله متينة”، مشيرا الى أنه “ينظر إلى حزب الله على أنه حزب لبناني مقاوم، قدم للبنان الكثير على مستوى مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وأيضا محاربة الإرهاب”.
يذكر أن حزب الله موضوع على لائحة الإرهاب الخليجية ومن ثم العربية في شهر آذار/ مارس 2016 ، ” في إثارة الفتن والتحريض على الفوضى والعنف، في انتهاك صارخ لسيادة دول المجلس وأمنها واستقرارها”، بحسب التصنيف.
ورأى شاردافيان أن عون “يقدر دور حزب الله في حماية لبنان من مخاطر كان سيدفع اليوم ثمنها غاليا وباهظا على مستوى أمنه واستقراره”.
وحول صعوبة الجمع بين تحالف عون وحزب الله وما يسعى إليه من علاقة متينة مع السعودية خصوصا بعد حملة الشتائم التي قادها حزب الله على قيادة المملكة، قال شاردافيان: “العماد عون سينقل الوجه الرسمي للكيان اللبناني والمواقف النابعة من الدولة اللبنانية إلى السعودية، وبالتالي هذا تعبير صريح عن توجه البلاد السياسي بمعزل عن المواقف الأخرى لأحد المكونات السياسية”.
واستبعد شاردافيان أن “يشكل هذا الملف معضلة لعون مع القادة السعوديين، لأنه يحاول أن يبني ثقة بين السعودية ولبنان”، على حد تعبيره.
ما دلالات الزيارة السياسية؟
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي جورج علم، لـ”عربي21″، إن “الزيارة غنية بالدلائل السياسية، فإعادة العلاقات اللبنانية- السعودية ومن ثم العلاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي، يشكل منعطفا هاما بين البلدين بعد التشويش الناتج عن الاحتجاج السعودي على الموقف اللبناني من الاعتداء على السفارة السعودية في طهران العام الفائت والذي خالف فيه لبنان الإجماع العربي”.
وأضاف أن الزيارة “تتزامن مع التحولات التي تشهدها العديد من دول ما يسمى بالربيع العربي، وأيضا قبيل انعقاد قمة الدول العربية المزمع عقدها في آذار/ مارس المقبل في الأردن”.
وعن أهداف العماد عون الذاتية، قال: “نجاح الزيارة يعد خطوة مهمة ومؤثرة لنجاح العهد وتوطيد دعائمه”.
واعتبر علم بأن نظرة المملكة إلى السعودية عميقة ومتفهمة “لخصوصياته وتعدده المذهبي وتنوعه السياسي”.
تابع بأن “السعودية تصف حزب الله بالإرهابي، لكنها تفصل بين مصلحة لبنان العليا وبين نظرتها الخاصة، والدليل على ذلك هو وصول العماد ميشال عون إلى سدة الرئاسة بقبول سعودي أو على الأقل من دون أي فيتو”.