لفخامة الرئيس ميشال عون، التخوف في محله
الدكتورة/رندا ماروني/17 كانون الثاني/17
الرئيس القوي واسترجاع حقوق المسيحيين، هذه العناوين التي رفعت وعطلت الانتخابات الرئاسية لأكثر من سنتين، تفاجئ اليوم بعناوين مختلفة تناقض في مضمونها الشعارات التي رفعت سابقا.
فاسترجاع حقوق طائفة من الطوائف يتطلب التمسك بالتوزيع الطائفي، هذا هو منطق سير الأمور لدى من يطالب بحصة كاملة ومناصفة حقيقية كما ينص الدستور اللبناني، إلى أن يضع مجلس النواب قانون انتخابي خارج القيد الطائفي تسبقه تشكيل هيئة ﻹلغاء الطائفية السياسية.
وحتى ذلك الحين توزع المقاعد النيابية وفقا للقواعد الآتية:
أ: بالتساوي بين المسيحيين والمسلمين
ب: نسبيا بين طوائف كل من الفئتين
ج: نسبيا بين المناطق
فكيف بمن أطلق الشعارات الحقوقية للطوائف واسترجاع الحقوق ومن أقسم على تطبيق الدستور، أن يعمل على تجاوز بنوده، مطلقا شعار تخوف في غير محله.
إن تطبيق النسبية الكاملة مناقضة للتوزيع الطائفي، أي الانتقال إلى تطبيق قاعدة الديمقراطية العددية من دون الرجوع إلى القواعد المرسومة لهذا الانتقال والمنصوص عليها في الدستور اللبناني بنقلة نوعية فورية.
موقف الرئيس تلاه موقف كتلة الوفاء للمقاومة، تضمن التشديد على استحداث قانون انتخابي جديد على قاعدة النسبية، فهل تصح تطبيق النسبية الكاملة والدائرة الواحدة في الواقع اللبناني الحالي؟
من الممكن أن تطبق النسبية الكاملة إذا توفرت لها الشروط التالية:
1- وجود أحزاب عابرة للطوائف منتشرة على امتداد الوطن، فالأحزاب الموجودة حتى اليوم هي أحزاب لها لون طائفي حيث لم تستطع أن تحل مكان الطوائف كمكون سياسي للمجتمع.
2- العمل على بناء مجتمع غير طائفي ينتمي بالدرجة الأولى للدولة اللبنانية من خلال استحداث قوانين جامعة للأحوال الشخصية ومنع اقتطاع جزء من المال العام لمصلحة الطوائف تستعمل في تنشئة الجيل الجديد تنشئة طائفية.
3- العمل على إنشاء هيئة وطنية تضع مخطط لكيفية الخروج من الواقع الطائفي تدريجيا وإلا تعتبر أي محاولة للانتقال إلى الديمقراطية العددية مخالفة للدستور اللبناني.
4- استحداث قوانين صارمة لحالات التبعية الخارجية التي تؤمن مصالح الخارج على حساب المصلحة الوطنية، حيث وبكل سهولة تستطيع أي دولة خارجية أن تنفذ سياساتها في الداخل اللبناني من خلال تجنيد ودعم أشخاص يصنعون حالات مفتعلة مستجدة داخل الأراضي اللبنانية.
أما ما يتم ذكره عن القوانين المختلطة ونسبه إلى القانون النسبي فهذا لا يمت إلى الحقيقة بصلة حيث ستفصل المقاعد على قياس المفصلين والنتيجة المزيد من الإطباق الطائفي، فيصح عليها الوصف ليس بالقوانين الانفتاحية الجديدة بل بالقوانين الانغلاقية، والمطلوب قوانين فعلا تعطي فرصة حقيقية لمشاركة المهمشين.
نتساءل عن مدى فعالية أي قانون في ظل اللادولة حيث أبطل مفاعيل انتخابات 2009 وتمت مصادرة قرار الأكثرية المنتخبة، كما ونتساءل هل هناك من صفقة ما أتفق عليها قبل الانتخابات الرئاسية تمرر الآن لتطبق قانون الوصاية فيصح قولنا للرئيس إن التخوف في محله.