هذا ما جناه المسلمون على أنفسهم!
أحمد الأسعد/02 شباط/17
تنفيذاً لوعده في حملته الانتخابيّة قرّر الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب حظر سفر مواطني سبع دول إسلاميّة الطابع إلى بلاده. وهو ما أصاب العالم ومطاراته وحتى الإدارة الأميركيّة في الداخل بالإرباك، لكنّ الرئيس الجديد وعد وكان عند وعده الذي استخفّ به كثيرون.
لا يستغربنّ أحدٌ صدور وعود انتخابيّة كهذه بعد اليوم وتنفيذها أيضاً. فرنسا على أبواب انتخابات رئاسيّة، وفي النمسا كاد ينجح اليمين المتطرّف، والدول الغربيّة باتت تسير على هذا الوقع، وقع العمليّات الإرهابيّة وردود الفعل عليها.
قد نرفض خطوة إدارة ترامب، وما تنطوي عليه من تعميم عشوائي، وقد لا نرى في هذا القرار الحلّ المناسب والفاعل، ولكن، بالمختصر المفيد، لا يمكننا أن ننكر واقعاً لا لبس فيه: هذا ما جناه المسلمون على أنفسهم.
مثل هذه الوعود الإنتخابية التي تتحول إلى قرارات فعلية، تعكس وجهة النظر التي بدأت تتكوّن لدى الرأي العام في مختلف دول العالم الغربي عن المسلمين، ومع الأسف حتى عن الإسلام.
ومن غير المقبول أن نختبئ وراء إصبعنا أو أنْ نراهن على اتفاقيّات التعاون كلّها يمكن أنْ تسقط بجرّة قلم، والدليل الرئيس دونالد ترامب. السبب بسيط وواضح، وهو التيّارات المتأسلمة والبعيدة كل البعد عن الإسلام التي أخذت مداها من دون رادع مستغلّة مبادئ حقوق الإنسان والحريّة في الغرب لتضربه في مخطّطٍ مقيت بشع سيعاني العالم العربي والإسلامي من تداعياته ولا يستغربنّ أحد إذا عانى يوماً منه المسلمون المواطنون في الدول الغربيّة ذاتها.
قرار ترامب اليوم ليس غريباً عنّا، فهو يذكّرنا بما جناه “حزب الله” في الأمس على لبنان كله، وخصوصاً على شيعة لبنان المقيمين في بعض الدول أو الذين ينوون زيارتها.
فانعكاس أفعاله ومواقفه المتأتية من أفعال ومواقف إيران طبعاً كان سلبيّاً إلى أقصى الحدود على صورة الشيعة في هذه الدول وتناغمهم في مجتمعاتها، حتى باتوا منبوذين فيها وممنوعين من دخولها. وبدلاً من أن يرتدع ويردم الهوّة التي ساهم في حفرها نجده يكابر أكثر ويزيد من عمق هذه الهوّة التي تكاد تصبح شرخاً لا عودة فيه، وقطيعة وأزمات بين دولنا.
اليوم ترامب وغداً دول أخرى ربما، والأكيد أن المسلمين أصبحوا، في كل العالم، مشبوهين ومرفوضين ومكروهين، ينفر منهم الآخرون ويتفادونهم ويبتعدون عنهم. وإذا كان المسلمون يرفضون سياسات ترامب، فما عليهم، قبل أن يلوموه، إلا أن يوجهوا مجتمعاتهم نحو خيارات أخرى، غير “داعش”…وحزب الله.