تيار المستقبل ولبنان أولاً ، أم تيار الماضي والعروبة المذهبية المنقرضة؟!
الياس بجاني/09 تشرين الأول/15
الأمور يجب أن تقال على حقيقتها دون قفازات وتقية وذمية ونفاق، وبالتالي تيار المستقبل السني، وليس العابر للطوائف كما يدعي قد فشل في تصوير نفسه على ما عكس ما هو واقعه الحقيقي. واقعه الحقيقي أنه تيار سني ومذهبي وبمفاهيم 100% طائفية.
فشل 100% في أن يثبت عملياً أنه عابر للطوائف وملتزم باتفاق الطائف ومؤمن قولاً وفعلاً بمفهوم لبنان أولاً.
الفرصة ما زالت سانحة أمامه ليصحح المسار والثقافة، وهو اليوم أمام تحدي وطني ومصيري كبير على مستوى صدق إيمانه قولاً وفعلاً بلبنان الرسالة والتعايش واتفاق الطائف الذي كرس المناصفة المسيحية الإسلامية وأوقف مكينة عد المواطنين مذهبياً.
التيار حتى الآن للأسف سقط في كل المحطات الكبيرة التي كان من المفترض في القيمين عليه أن يثبتوا عملياً ودون تردد وأقنعة وتحالفات آنية أنهم فعلاً مع لبنان الرسالة والطائف وليسوا مع أعداء لبنان الكيان الذين في مقدمهم حزب الله وأدواته من مختلف المذاهب اللبنانية.
الفرصة ما زالت سانحة ليثبت القيمون على تيار المستقبل أنهم ليسوا تيار الماضي، أي تيار العروبة الناصرية البالية بمفاهيم وممارسات حركتها الوطنية المتحجرة والنفعية المنقرضة والبعيدة قلباً وقالباً وفكراً وثقافة عن كل ما هو أوطان وتعايش وحريات وحقوق وقبول للآخر المختلف.
للأسف انكشف تيار المستقبل واقعياً وأكد أكثر من مرة وفي محطات متفرقة ودون لبس أنه ليس تيار المستقبل، بل تيار الماضي، تيار ثقافة ومفاهيم وتحجر عروبة عبد الناصر البالية.
أحدث ممارساته التعروية جاء من خلال رفضه الاحتيالي والمذهبي الفاقع، ونعم الاحتيالي برفضه المقنع تمرير مشروع قانون استعادة الجنسية للمغتربين اللبنانيين المدرج على قائمة المشاريع المفترض أن يصوت عليها المجلس النيابي في جلسة يوم الخميس المقبل في حال عقدت.
ليته رفض وأعلن عن أسباب رفضه الحقيقية على خلفية ثقافته المذهبية والناصرية البالية، فلو فعل ذلك بشفافية وصدق لكانت الأمور توضحت للجميع وبالتالي خلع عنه بجرأة شعار لبنان أولاً وأثبت أنه ليس تياراً عابراً للطوائف، بل تياراً سنياً وفقط سنياً، إلا أنه بأسلوب احتيالي مقنع طلب إضافة بند جديد ملغم وتفجيري وتعطيلي على مشروع قانون استعادة الجنسية وهو تجنيس أولاد الأمهات اللبنانيات المتزوجات من أجانب.
نسأل بسذاجة الأطفال، من هم هؤلاء الأمهات، وما هو عددهم وعدد أولادهم؟
الجواب الذي يعرفه القاصي والداني هو أن عددهم يقارب ال 300 ألف وأن عدد أولادهم يزيد عن المليون وأن99.9% منهم هم من المذاهب الإسلامية وفي غالبيتهم من الفلسطينيين والسوريين السنة.
بجرأة وصراحة وإيمان نقول إن تجنيس هؤلاء يقضي ديموغرافياً على الوجود المسيحي في لبنان كلياً، ويكمل بخبث وإجرام على ما لم يحققه قانون التجنيس الجائر الذي فرضه الاحتلال السوري في ظل احتلاله لوطن الأرز وأعطى من خلاله الجنسية اللبنانية لما يزيد عن مليون إنسان غالبيتهم العظمى من المسلمين.
لا داعي للشرح والاستفاضة في الأمر لأن الصورة واضحة وواضحة جداً.
وهنا نطلب من الذين يتهموننا بالعنصرية والطائفية وعدم احترام شرعة حقوق الإنسان، وما إلى آخر نفاق معزوفتي الإسقاط والتبرير، نطلب منهم أن يدلونا على دولة عربية أو إسلامية واحدة تتقيد بشرعة الحقوق وتعتبر المسيحي فيها مواطن له كامل حقوق المواطنة، وتعطي حق الأم منح جنسيتها لأولادها في حال كانت متزوجة من أجنبي.
بصراحة ودون لف ودوران نحن نرى إن هدف “تيار الماضي” (وليس تيار المستقبل) هو تلغيم وتعطيل وتفجير مشروع قانون استعادة المغتربين اللبنانيين لجنسيتهم، ونقطة على السطر.
أما الانكشاف الثاني والأخطر فهو أن “تيار الماضي: يقف عائقاً مع أمل وحزب الله والاشتراكي في وجه إقرار قانون انتخاب نيابي عادل يعيد للمسيحيين حقهم في انتخاب نوابهم.
من حقنا الطبيعي أن نحافظ على وجودنا المسيحي في لبنان، وبالتالي إن كل من يسعى لحرماننا من هذا الحق هو ليس فقط يجردنا من حقنا المقدس، بل يلغي لبنان التميز والكيان والتعايش والرسالة ويجعل منه صورة طبق الأصل لدول الجوار المذهبية والعنصرية والتي عادت بممارساتها الهمجية إلى القرون ما قبل الحجرية، وإلى كل مفاهيم وثقافة الغاب.
في الخلاصة، نحن ومعنا كثر من اللبنانيين المسيحيين، وخصوصاً في بلاد الانتشار، نتمنى أن نكون مخطئين في قراءة ممارسات وتصرفات تيار المستقبل وأن يكون فعلاً هو تيار مستقبل وتيار لبنان أولاً وليس تيار الماضي، وتيار العروبة المتحجرة والمنقرضة.
يبقى أن في تيار المستقبل احرار وشرفاء لا يمكن لأحد المزايدة على لبنانيتهم الصافية أو التشكيك في ثقافتهم المنادية عن إيمان وبقوة بلبنان أولاً وبالتعايش والحريات والانفتاح، من أمثال اللواء ريفي والدكتور علوش وغيرهما كثر. نحث هؤلاء الشرفاء على الضغط من داخل التيار نفسه لتعديل مساره المنحرف مذهبياً ولإستئصال ودفن مفاهيم العروبة البالية التي تعشعش في عقول كثر من القيمين على التيار، ونحن بصدق نثق بالرئيس سعد الحريري ولا نرى أقله حتى الآن أنه من بين هؤلاء الذين يعيشون في أوحال وأحقاد الماضي.
*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الالكتروني
phoenicia@hotmail.com
في أسفل فهرس صفحات الياس بجاني على موقعي المنسقية الجديد والقديم
فهرس مقالات وبيانات ومقابلات وتحاليل/نص/صوت/ بقلم الياس بجاني بالعربية والإنكليزية والفرنسية والإسبانية
صفحة الياس بجاني الخاصة بالمقالات والتعليقات
مقالات الياس بجاني العربية لسنة 2014-2015
مقالات الياس بجاني العربية من سنة 2006 حتى2013
مقالات الياس بجاني العربية من سنة 1989 حتى2005
الياس بجاني/ملاحظات وخواطرسياسية وإيمانية باللغة العربية لسنة2014
الياس بجاني/ملاحظات وخواطر قصير ةسياسية وإيمانية باللغة العربية بدءاً من سنة 2011 وحتى2013
صفحة تعليقات الياس بجاني الإيمانية/بالصوت وبالنص/عربي وانكليزي
مقالات الياس بجاني باللغة الفرنسية
مقالات الياس بجاني باللغة الإسبانية
مقالات الياس بجاني حول تناقضات العماد عون بعد دخوله قفص حزب الله مع عدد مهم من مقلات عون
مقالات للعماد ميشال عون من ترجمة الياس بجاني للإنكليزية
مقابلات أجراها الياس بجاني مع قيادات وسياسيين باللغتين العربية والإنكليزية
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية
بالصوت/صفحة وجدانيات ايمانية وانجيلية/من اعداد وإلقاء الياس بجاني/باللغةاللبنانية المحكية والفصحى
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لأول ستة أشهر من سنة 2014
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لثاني ستة أشهر من سنة 2013
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لأول ستة أشهر من سنة 2013
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لسنة 2012
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لسنة 2011
صفحةالياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية من 2003 حتى 2010
بالصوت حلقات “سامحونا” التي قدمها الياس بجاني سنة 2003 عبر اذاعة التيارالوطني الحر من فرنسا